لماذا نخاف أحيانا من قول الحقيقة ، ولماذا نكذب لنتجنب المشاكل البسيطة والعظيمة ، ألا نخاف من الله اكثر من خوفنا من الآخرين ؟ "بالطبع لا"
أنسينا أن الكذب (حر ام) أم اننا بدأنا نشك في ذلك ؟!
لنقل الحقيقة دائما ... فما الذي نخافه بالضبط ؟!
أن نتشاجر ، أن نخسر أشخاص ما ، ان نُحرج ، أن ترهقنا صراحتنا بأي شكل كان ...
يفترض أن نخشى الله أكثر من خشيتنا من الأمور السابقة جميعها
وليعلم المسلم كيف ان الكذب لا يجتمع مع الايمان ، فقد سأل الصحابة فقالوا: (يا رسول الله أيكون المؤمن جبانـًا ؟ قال : " نعم " ، فقيل له : أيكون المؤمن بخيلاً ؟ قال : نعم ، قيل له : أيكون المؤمن كذَّابـًا ؟ قال : " لا " ))(رواه الإمام مالك)
أما وما نراه من تهاون في الأمة الإسلامية في مسألة الكذب واللف والدوران ، فهذا ناقوس خطر يهدد عقيدة الأمة واحترامها لنهج الإسلام الصحيح
فقد اصبح الموظف يكذب على مسئوله ، والطالب على معلمه ، الزوج على زوجته ، الزوجة على زوجها ، الصديق على صديقه ، الموظف على المراجع ، الخادم على سيده ، الإبن على والديه ، الأم على أبنائها وإلخ من صور الكذب التي من المخزي اكتشافها !
قد يكذب الإنسان على الآخرين ولكنه يصدم بشدة عندما يعرف أن الآخرين يكذبون عليه أيضا !!!
ومن يكذب القليل ، لايمانع إن اضطر للكثير ، ومن يكذب في توافه الأمور ، قد يكذب في كبارها عندما تضطره الظروف
أتمنى أن يرتقي المسلم بذاته ويتجنب الكذب بكل أنواعه ... فلا يجوز الكذب حتى في أمر تافه جدا كأن يسألك رئيسك في العمل متى وصلت بالضبط ؟ فتطرح خمسة دقائق من الوقت الذي وصلت به لتعني بإجابتك أنك وصلت مبكرا !
لم لا ندع الثقة بالله محل الخوف من الآخرين ، فالله يعلم أننا نتجنب الكذب -فقط- خوفا منه وحده ، ولذلك فهو من سينصرنا ويحمينا وليس الآخرين ، ومن توكل على الله كفاه
فيا مسلم ، عود قلبك على الشجاعة والمواجهة ، فقد روى الإمام البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن الله قال : ( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه )
أسأل الله الحسيب الرقيب ، الغفار المجيب ، أن يتقبل توبة كل تائب ، وأن يبدل سيئاته بحسنات .
التعليقات (0)