لمناسبة وعد بلفور الأسود
فتية الفارعة يُخاطبون الملكة إليزابيث ووزير الخارجية ونجم المنتخب الإنجليزي
الكاتب :عيد الباسط خلف
وجه فتية فلسطينيون فقد أجدادهم قرارهم ومدنهم عام 1948، رسائل إلى ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، ووزير الخارجية وليم هيج والسفير ماثيو جولد، وقائد المنتخب الإنجليزي لكرة القدم ستيفين جيرارد، وأطفال من أقرانهم، لمناسبة الذكرى 95 لوعد بلفور.
وخط الصغار رسائلهم ووضعوا عليها عناوينهم الأصلية في القرى التي خسرها أجدادهم خلال النكبة، فيما طالبوا الشخصيات البريطانية وأحفاد وزير الخارجية آرثر جيمس بلفور بالاعتذار عن الوعد الذي منحه لليهود في وطنهم في 2 تشرين ثاني 1917.
وكتب الفتى محمد هنطش المنحدر من بلدة قانون بطولكرم، خلال ندوة نظمتها وزارة الإعلام واللجنة الشعبية للخدمات في مخيم الفارعة: أيتها الملكة، لقد منح جدك بلفور أرضنا للغرباء، وبسبب ذلك فقدت بلدي، وأحرم من زيارة بيت جدي، وأدعوك للاعتذار عن هذا الظلم الكبير.
ووجه عمر هنطش من القرية ذاتها رسالة إلى وزير الخارجية الحالي وليم هيج، دعا فيها الخلف إلى التكفير عن خطيئة السلف، والاعتراف بأن الوعد كان جريمة بحق شعب فلسطين.
واختار معن وقتيبة أبو حسن مخاطبة هيج بالقول: "سيدي المستر هيج، لقد فقدنا بلدنا صبارين قرب حيفا، وأفضل شيء يمكنك أن تفعله لمساعدتنا الاعتذار الأخلاقي عن فعلكم الشنيع".
واختلق معتصم محمد الصدر من يافا طفلاً بريطانيا افتراضياً أسماه جون هاستين ليقول له: "عزيزي، أنت تذهب لعاصمتك وكنائسها في أي وقت تشاء، أما نحن فنحرم من الوصول لمدينة أجدادنا، ولا نستطيع الصلاة في عاصمتنا، بسبب جدكم وكلماته."
والشيء نفسه تكرر في رسالة الفتية: محمد سرحان من الكفرين المجاورة لحيفا، وصديقه عبد الحميد طلعت حسن، وعبد الرحمن هويري، وهشام وبلال الغول، ومحمد حطاب المنحدر من صبارين، وعدنان جوابرة الذي فقد جده قرية بعلين، والحيفاوي إبراهيم أبو شقير، ونزار عبد الرازق من باقة الغربية.
أما صهيب دراوشة، فكتب للملكة إليزابيث: بسبب كلام جدكم، وخرائطكم السياسية، وبجرة قلم خسرنا حيفا وبحرها، بلد جدي، ولو أن أحداً اعتدى على مدينة بريطانية ستتهمون بالإرهاب، أما نحن فذبحنا مئة مرة على يدي عصابات إرهابية أسست دولة، تعترفون بها.
وترددت كلمات مماثلة اختارت السفير البريطاني في الدولة العبرية ماثيو جولد، ونجم المنتخب الإنجليزي في كرة القدم ستيفين جيرارد على لسان أسامة ماهر خليل من قرية البرية، وعبد الله أحمد موسى المنحدر من الكفرين، وبكر جهاد شاويش من قنير المتاخمة لحيفا، ومحمد وصفي تايه الذي لم يزر قرية عائلته في أبو شوشة، وطلال سليم شحادة من بيار عدس، ويزن صبح وسيف خالد طربوش المنحدران من أم الزينات، ويحيى عوض من شحمة، وعز الدين صبح من الريحانية.
وتساءل الفتية عن معنى حرمانهم من البحر والقدس، وقبولهم للعيش في مخيم، ومذاق العيش في خيمة، والاستماع إلى قصص اللجوء والصفيح، وانتظار شاحنات وكالة الغوث، بدل الحديث عن شكسبير والذهاب إلى حدائق لندن، والتمتع بمشاهد ساعة(بغ بن)، واللهو في الثلوج.
وخاطبت إحدى الرسائل أما افتراضياً أسمها ماري:" عمري 15 سنة، لم أذهب طوال حياتي إلى بحر حيفا، وحتى البحر الميت سُرق منا، بسبب جدكم بلفور. تخيلي سيدتي لو أن ابنك لا يعرف نهر "التايمز"، ولم يمسك "الجنيه الاسترليني"، ماذا ستفعلين؟"
وقال منسق وزارة الإعلام في طوباس عبد الباسط خلف، إن رسائل الفتية تعكس مرارة الظلم التاريخي الواقع عليهم، وترسم صورة لحالة الشقاء الذي تعانيه طفولة فرض عليها الاحتلال طقوس القهر والصفيح، وحرمها من العيش كباقي أطفال العالم بحرية.
فيما أكد نافز جوابرة من اللجنة الشعبية للخدمات، أن ترجمة الرسائل إلى الإنجليزية، وإعادة توجيهها عبر وسائل التواصل الإلكترونية لمسؤولين ومواطنين في المملكة المتحدة، يمكن أن يؤثر على الرأي العام داخل الدولة التي أنتج وزير خارجيتها وعداً لا زال شعبنا يدفع ثمنه منذ 95 عاماً.
التعليقات (0)