مواضيع اليوم

لمصلحة من تفتيت الحركة الوطنية الفلسطينية؟

حسام الدجني

2010-10-03 06:38:00

0

 حسام الدجني/ كل تجارب حركات التحرر الوطني في العالم تؤكد على قاعدة لا انتصار بدون وحدة، وهذا ما عملت عليه التجربة الجزائرية عندما توحدت كل الحركات والقوى تحت راية جبهة التحرير الوطني الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، وتحررت حينها الجزائر.

وللأسف لم يتعلم الفلسطينيون من التجارب السابقة، واستمرت الحركة الوطنية الفلسطينية رهينة لمتغيرات وارتباطات إقليمية أو دولية، أو حتى شخصانية وجهوية وعشائرية في بعض الأحيان، ولذلك لم تحقق التجربة الفلسطينية ما يطمح به الشعب الفلسطيني والذي قدم نماذج من التضحيات والمقاومة وفن ادارة الصراع استفادت منها حركات تحرر في العالم، ولكننا يبدو أننا فشلنا في تحقيق أهم ركن من أركان هذه المدرسة ألا وهو توحيد الحركة الوطنية الفلسطينية في هدف واحد وهو طرد الاحتلال الإسرائيلي من أرضنا الفلسطينية...

نعم، لم تتوحد الحركة الوطنية الفلسطينية بل إن سمة التفتت هي الغالبة اليوم بعد الانقسام السياسي والجغرافي الحاصل اليوم بين شطري الوطن الضفة الغربية وقطاع غزة، فحركتي فتح وحماس كبرى الحركات الوطنية الفلسطينية تمارس سياسية تفتيتية تخدم فقط أهداف وبقاء ومصالح توجهاتهم السياسية، وديمومتهم الحزبية، حيث تعمل حركة فتح في عدة جبهات من أجل تحقيق اختراق في تفتيت حركات حماس والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وهذا ما أعلن عنه الناطق باسم فتح جمال نزال عندما تحدث عن جهود أوروبية لدعوة شخصيات إسلامية وسطية لتشكيل حزب إسلامي وسطي بديل لحركة حماس في الضفة الغربية، وأيضاً ما حصل قبل أيام في مدينة رام الله من إعلان بعض الشخصيات من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بتشكيل الجبهة الشعبية الإسلامية، إلخ...

أما حركة حماس فهي ليست بريئة من ظاهرة التفتيت، فهي تعمل صباح مساء من أجل ضرب وحدة حركة فتح، وهي تعمل باستمرار على تغذية ظواهر حزبية جديدة نحن لسنا بحاجة إليها فوجودها بمثابة إهدار للمال والجهد المقاوم.

إن من يريد التحرير لا بد أن يعمل على الوحدة، فوحدة الصف هي صمام الانتصار، لذلك ينبغي على القيادة الوطنية والإسلامية الالتئام والعمل على بناء برنامج مرحلي تسعى الحركة الوطنية الفلسطينية موحدة من أجل تحقيقه، وخصوصاً في ظل تلك المرحلة التي نعيشها والتي أيقن الجميع أن إسرائيل دولة حرب واستيطان، لا دولة سلام، وفي ظل فشل خيار المفاوضات، لذلك من الضروري عودة الوحدة الوطنية الحقيقية على أساس واحد هو تفعيل كل الخيارات ضد دولة إسرائيل وعلى رأس هذه الخيارات خيار المقاومة الحقيقية الموحدة.

 

Hossam555@hotmail.com
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات