المرأة العاملة وشبح الزمن
منذ عقود من الزمن ظل الحديث عن عمل المرأة رهينا بالحلال والحرام وجواز خروج المرأة للعمل من عدمه، غير أن التحولات السريعة التي عرفتها المجتمعات الإسلامية جعلت الحديث عن عمل المرأة مرتبطا اليوم بشروط العمل التي ترزح تحتها النساء وتأثيراتها على حياتهن الأسرية. في استطلاعنا هذا سنسلط الضوء على كثرة المهام التي تقوم بها المرأة العاملة مما يجعلها في صراع متواصل مع الزمن، حتى بات الزمن شبحا يطارد النساء طيلة اليوم وشكوى تفتتح بها العاملات أحاديثهن الصباحية.
نساء يشتكين :الوقت ضيق... الأشغال لا تنتهي..
ليلى موظفة في إدارة عمومية بالجزائر
"فكرت في الطلاق أكثر من مرة بسبب الضغوطات التي أعاني منها، حتى بت ل اأستطيع استكمال حياتي الزوجية بشكل طبيعي. فرغم تواجدي في العمل طيلة اليوم فإن طلبات زوجي لا تنتهي عند عودتي للمنزل، وكذلك أطفالي الاربعة الذين أتكفل لوحدي باطعامهم والباسهم وتدريسهم فيما لا يقوم زوجي بأي عمل أو مجهود بعد عودته من عمله. ولا تقف الأمور عند هذا الحد. فكوني موظفة أنتظر نهاية الأسبوع بفارغ الصبر لأرتاح من دوامي وأنظف منزلي وأعتني بأطفالي. الا أن عائلة زوجي لا تسمح لي بذلك. فهي تزورني في نهاية كل اسبوع لتجعل مني خادمة في المطبخ طيلة اليوم رغم علمهم بمرضي وتعبي الشديد وأعصابي التي لم تعد تتحمل كل هذا الشقاء الذي لا ينتهي. حاولت ان أنظم حياتي وأبرمج للاسبوع حتى نقضيه بسلام لكن زوجي سامحه الله لا يساعدني على ذلك وكل ما يهمه هو إرضاء أهله وأصدقائه على حساب صحتي وأعصابي وسعادتنا الزوجية".
صفاء تعمل بشركة خاصة بالمغرب
"في فترة الخطوبة أقنعني زوجي أنه ملاك سيسعدني وسيساعدني على أن نأسس أسرة سعيدة كلها تفاهم وتعاون ورحمة، وعدني بأن يساعدني في أشغال المنزل وأن نخرج للتنزه كل يوم سبت وأحد. لكن الذي حدث بعد الزواج أنه لم يف بأي وعد من الوعود التي قطعها على نفسه. فوجدتني اعود من العمل الذي يبعدني ب 15 كيلومترا وانا متعبة من رحلة الباص لأجد المنزل تعمه الفوضى التي يسببها زوجي الذي يصل الى المنزل قبلي وأجده يشاهد مباريات كرة القدم والقنوات الدينية دون أن يعيرني أدنى اهتمام، ودون أن يثمن أي مجهود أقوم به وهذا مايزيدني جنونا خاصة وأنه رجل فوضوي وغير منظم. انا في صراع مع الوقت وصحتي في تدهور مستمر بسبب الارهاق الشديد الذي ينتابني بعد يوم حافل بالعمل الخارجي والمنزلي".
حق المرأة في العمل
دفاعا عن حق المرأة في العمل الذي ترغب فيه دون تعقيدات مفبركة تقف حاجزا في وجه تحقيق نجاحاتها كتبت الكاتبة السعودية بدرية البشر في مقالها "قصة الكاشيرات وتجويع النساء" بجريدة الحياة:
"الكاشير الشاب يجلس خلف آلة الحساب، وتأتي المرأة وحدها أو مع عائلتها وتمد النقود للمحاسب ويعطيها الفاتورة وتذهب، هذا المشهد الذي خبرناه منذ عرفنا البيع في البقالات الكبيرة لا يعترض عليه أحد، ويعتبر حدثاً طبيعياً وهو منسجم مع أخلاق المجتمع والتقاليد وأساليب العيش الجديدة، بتعديل بسيط في هذا السيناريو مع بقاء المكان هو نفسه، والأبطال هم أنفسهم، لكن المواقع تتغير، فالمرأة هي من ستجلس خلف آلة الحساب، وسيأتي الرجل وحده أو مع عائلته للبقالة، ويشتري ويمد النقود للمرأة المحاسبة، هنا سيقع المجتمع في التغريب والمرأة مستهدفة والأخلاق ستتبعثر، والزوج سيزهد في زوجته ويبيعها وستكثر نسبة الطلاق. هذه الفبركات وشقلبة الحقائق وتشويهها، هي نفسها ما حدثت في مشهدين سابقين، هما عمل المرأة في محال بيع الملابس الداخلية وقيادتها للسيارة، الأبطال أنفسهم، والاعتراضات هي نفسها والمبررات هي نفسها والمخرج واحد. وظلت الجميلات يشترين ملابسهن من رجل بمباركة الخطباء والفقهاء ووعاظ الدين، واستمرت الجميلات المتجملات يركبن مع رجل أجنبي في المقعد الخلفي ويستطيع الزوج مشاهدتهن مع السائق لكنه يعود للمنزل ولا يعاف زوجته.
هذه الحملات الموتورة ضد عمل المرأة في الكاشيرات وغيرها، جعلتنا نعيش التزوير كحقيقة، ونكذب الحقيقة التي تقول إن خلق فرص عمل للنساء واستقلالهن اقتصادياً خير من تجويعهن وتركهن لقمة سائغة لسوق الزواج الملوّن بعقود موقتة أو دفعهن لعمل غير شريف. تجويع النساء هو هدف محاربي ومناهضي تمكين المرأة من حقها في امتلاك فرصة عيش كريمة لأن إضعافهن بتجويعهن هو خير طريقة للتحكم بهن.
تمكين المرأة من حقها في العمل يجب ألا يتخذ طريقاً متسولاً وخجولاً يرمى بمسؤوليته على عاتق القطاع الخاص، الذي قد يجبن ويتراجع فرأس المال جبان كما يقولون، وقد ينسحب مثلما انسحب في مشهد بيع الملابس الداخلية، عمل المرأة يجب أن تحميه الحكومة وتبدأ به في القطاعات التي يوجد فيها حراس الأمن مثل المطارات والجوازات، لضبط كل تجاوزات تريد تكدير المشهد وتصويرنا بأننا مجتمع متوحش خال من الأخلاق لا تأمن فيه النساء على أنفسهن، وبعد أشهر سيعتاد الناس على رؤية النساء يعملن، وسنجد أن السيناريوهات المزعومة التي يؤلفها متشددون لن تمرّ على من له نظر وعقل، وسينضج المجتمع، وسيعرف أن هذه السيناريوهات الهشة مجرد مزاعم خميرتها زرع الخوف في صدور الرجال بأن عمل المرأة يهدد شرف النساء وتهديد النساء بأن أزواجهن لن يعودوا إلى بيوتهم بسبب كاشيرة."
الطلاق العاطفي
الصحة النفسية ...ما أخبارها؟
وللحديث عن الصحة النفسية للمرأة العاملة التي تصارع الوقت والمجتمع الذي لا يثمن مجهوداتها اقتطفنا بعضا من مقال: "المرأة والعمل والصحة النفسية" للدكتور حسان المالح استشاري الطب النفسي بدمشق ويقول فيه:
"إذا تحدثنا عن السلبيات المرتبطة بعمل المرأة من الناحية النفسية نجد أن ذلك يرتبط بمدى مناسبة العمل لشخصية المرأة وقدراتها ومهاراتها، وأيضاً بنوعية شروط أداء العمل وظروفه.. وأيضاً فإن العمل الروتيني الممل أو العمل القاسي الصعب يساهم بشكل سلبي في صحة المرأة النفسية.
ومن العوامل الهامة والمؤثرة أيضاً.. الشعور بالظلم وعدم الحصول على الحقوق إضافة إلى نقص المكافآت والتشجيع.
وفي بلادنا لا تزال القيم الاجتماعية المرتبطة بعمل المراة غير ايجابية عموماً.. وفي ذلك تناقض كبير مع الواقع المعاش..حيث أن المرأة قد انخرطت فعلياً في ميادين العمل المتنوعة والضرورية، ولكن القيم الغالبة لا تزال تثمن عمل المرأة داخل البيت فقط. ويمكن لهذه الضغوط الاجتماعية أن تلعب دوراً سلبياً في الصحة النفسية للمرأة العاملة.
والعمل المنزلي له أهميته الكبيرة ولا شك في ذلك.. ولكن الحياة المعاصرة بتعقيداتها المختلفة وتطوراتها ومتطلباتها قد ساهمت بتغير الصورة.. وظهرت عديد من الأعمال الضرورية والأساسية والتي تتطلب العمل خارج المنزل مثل الخدمات الطبية والتعليمية والأعمال التجارية والمؤسسات الخاصة بشؤون المرأة المتنوعة وغير ذلك في حياة المدينة الحديثة ".
كما أن التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والمشكلات الحياتية اليومية التي تواجه مجتمعاتنا قد ساهمت في زيادة المتطلبات الاستهلاكية وفي زيادة النفقات والضرورات المادية التي تواجه الأسرة، إضافة إلى ضرورات التنمية والتحديث.. وكل ذلك يؤدي إلى الاهتمام المتزايد بعمل المرأة المنتج خارج المنزل وداخله .
ولا بد من تعديل القيم السلبية المرتبطة بعمل المرأة وتأكيد أهميته وجوانبه الايجابية وعدم إطلاق التعميمات الخاطئة أو السطحية حول عمل المرأة، مما يساهم في تخفيف الضغوط والتناقضات التي تواجهها المرأة في عملها وبالتالي يدعم صحتها النفسية .
ومن السلبيات الأخرى المرتبطة بعمل المرأة زيادة المسؤوليات الملقاة على عاتقها في المنزل إضافة للعمل، وعدم كفاية التسهيلات العملية المساعدة مثل دور الحضانة في أماكن العمل وإجازات الأمومة وغير ذلك ..
ومن الملاحظات العملية نجد أن بعض النساء لايزلن يحملن قيماً متناقضة حول أهمية العمل وجدواه.. مما يجعل حماس المرأة ونشاطها وجديتها في عملها هشاً وضعيفاً في مواجهة الضغوط الاعتيادية في العمل أو المنزل.. فهي تتراجع بسهولة أمام الضغوط والعقبات والإحباطات ولا تستطيع أن تتحمل درجات عادية من القلق والتوتر. كما أن بعضهن يدخلن ميادين العمل بسبب التسلية أو التغيير.. مما يعطي أبعاداً سلبية لعمل المرأة بالنسبة للمجتمع عموماً.
ومن جهة أخرى فإننا نجد أن المرأة العاملة لديها قلق إضافي حول مدى نجاحها في عملها وفي أدوارها الأخرى المسؤولة عنها. ويرجع ذلك إلى حداثة عمل المرأة خارج البيت وإلى الضغوطات والمعوقات الاجتماعية المختلفة إضافة إلى تركيبة المرأة الخاصة من حيث تأهيلها وتدريبها.. مما يتطلب إعداداً وتدريباً ووقتاً كافياً كي تستطيع المرأة تلبية متطلبات الحياة العملية الكثيرة .
والملاحظة الأخيرة فيما يتعلق بصحة المرأة العاملة من الناحية النفسية هي أن المرأة يمكن لها أن تضخم من تأثير الضغوط الحياتية والاجتماعية وغيرها وأن تبقى مستسلمة وسلبية في مجال عملها وما يتعلق به من مشكلات " وأن تستريح وترتاح ".. وهي بذلك تساهم في زيادة القهر الذي يكرس أوضاعها.. ولا بد هنا من تأكيد دور المرأة في تشكيل الظروف والضغوط ونوعيتها.. وفي ضرورة وعيها بمشكلاتها وظروفها والعمل على تعديل وإصلاح مايمكن إصلاحه.. والتكيف مع ما لا يمكن إصلاحه وتغييره.. " إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم " .
وإذا تحدثنا عن الاضطرابات النفسية الشائعة لدى المرأة العاملة فإنه لايمكننا أن نقول أن هناك اضطرابات خاصة تصيب هذه الفئة من النساء دون غيرها. وبشكل عام فإن العمل يساهم في تحسن الصحة النفسية للمرأة كما تدل عليه معظم الدراسات الغربية وعدد من الدراسات العربية، نظراً لإيجابيات العمل المتعلقة بالاستقلالية وتحقيق الذات وازدياد السيطرة على الحياة والمستقبل من النواحي الاقتصادية والشخصية .
وفي دراسة حول أسباب الاكتئاب، تبين أن عمل المرأة خارج المنزل هو من العوامل المهيئة للاكتئاب في حال وجود عوامل أخرى.. وهي : وجود ثلاثة أطفال على الأقل يحتاجون إلى الرعاية داخل المنزل، وعدم وجود الزوج المتعاون الذي يساعدها ويعينها ، إضافة لفقدانها للأم أو الأب عندما كانت قبل الحادية عشرة من العمر.
ومن المتوقع في مجتمعاتنا أن الضغوط المتعددة التي تواجهها المرأة من النواحي الاجتماعية وتناقض النظرة إلى عملها أن تتسبب في زيادة القلق والتوتر والإحباط وسوء التكيف واضطراباته..
وأما المشكلات الزوجية فهي من المشكلات الشائعة لدى المرأة العاملة ( ومثلها في ذلك المرأة غير العاملة ).. وبعض هذه المشكلات يتعلق بعدم وضوح الأدوار والمسؤوليات التي يقوم بها كلا الزوجين.. ويرجع ذلك إلى حداثة عمل المرأة في مجتمعاتنا وعدم وجود تقاليد خاصة تنظم وتحدد مشاركة الزوجين في أمورهم الحياتية من حيث المشاركة والتعاون في الأمور المالية وشؤون المنزل ورعاية الأطفال وغير ذلك مما يتصل بتفاصيل الحياة اليومية المشتركة . ويتطلب ذلك مزيداً من الحوار والتفاهم بين الزوجين للوصول إلى حلول مشتركة مناسبة تتوافق مع الحياة العملية .
ونجد في مجتمعاتنا أشكالاً من ظلم المراة وابتزازها حيث يتصرف الزوج أو الأب أو الأخ براتب المرأة ويهضمها حقوقها المتنوعة .. مما يمكن أن ينشأ عنه أشكال من القلق والاكتئاب والشكاوى الجسمية نفسية المنشأ وغير ذلك .."
الرعاية الاجتماعية للمرأة العاملة:
وفي ختام مقالها " سيكولوجية المرأة العاملة" كتبت الصحفية السورية إيمان احمد ونوس عن الرعاية الاجتماعية التي يجب على الدول أن تقدمها لنسائها العاملات قائلة: "لأن المرأة تمثل في كافة البلدان طاقة كبيرة وفعالة, تُعنى هذه البلدان في إشباع حاجاتها المادية والاجتماعية والنفسية بدرجات متفاوتة , وبحسب أنظمتها وقوانينها, عن طريق تأمين الاحتياجات المادية اليومية والصحة والتعليم, وممارسة نشاطها الاجتماعي والترفيهي. كل ذلك من اجل أن تتخلص المرأة من مشكلاتها النفسية والاجتماعية سالفة الذكر, ومن أجل أن تتمتع المرأة العاملة برعاية تتمثل في توكيد الضمانات الممنوحة لها في التشريعات الاجتماعية, بعدم تشغيلها في أوقات لا تناسبها, ووجوب توفير الرعاية اللازمة لها في فترات الحمل والولادة والإرضاع.
وقد وضعت بعض المقترحات لتخفيف العبء عن المرأة العاملة، وتتضمن ما يلي:
1. مشاركة الزوج وكل أفراد الأسرة في مسؤوليات البيت, والتوجيه من خلال وسائل الإعلام لتوعية المجتمع بهذا الخصوص, وتعديل الاتجاهات الأسرية والأفكار والعادات التي ترفض مساعدة الرجل, كذلك التوجيه لدى أسرنا بعدم الإسراف في كميات ونوعية الطعام, وتوجيه نظر المرأة للابتعاد عن البذخ في اللباس, والاعتماد على البسيط والأنيق منه. والاهتمام بالصحة والنظافة لتوفير الجهود ما أمكن بعيداً عن المرض.
2. مراعاة القوانين والأنظمة الخاصة بالعمل لظروف وطبيعة المرأة كأم وزوجة، والابتعاد عن تكليفها بدوام يتطلب غياباً طويلاً عن البيت، إضافة لتأمين وسائل النقل من وإلى العمل لاختصار الوقت والجهد، وقيام وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بالتعاون مع المنظمات الشعبية والنقابات لزيادة عدد رياض الأطفال ودور الحضانة, وتزويدها بمشرفات مختصات في مجال التربية.
3. أيضاً استصدار تشريع يعطي الأفضلية والتسهيلات اللازمة للمرأة العاملة ونقلها بين إدارة وأخرى بما لا يتعارض مع مصلحة العمل ويتفق مع ظروف المرأة العاملة.
من هنا نجد أن الرعاية الاجتماعية للمرأة العاملة تخلق وضعاً نفسياً ومهنياً جيداً, إذ أنها تعدل السلوك الشخصي والمهني, وتخلق شخصية متوازنة متوافقة مع المجتمع والعمل في وقت واحد. ومع كل ذلك, فلقد أوضحت الدراسات السيكولوجية الحديثة, أن المرأة أقل عرضة للحوادث, وهذا ينفي عنها عدم حرصها وتركيز انتباهها في عملها, وأنها أكثر انتاجية, ولديها طاقة أكبر على التلاؤم مع عملها حتى في الشروط الصعبة والقاسية. وأهم ما تتميز به المرأة العاملة أنها أكثر استقلالية واستقرارية في عملها من الرجل. ونود من الدولة والمجتمع إنصاف المرأة بشكل عام, والعاملة بشكل خاص, لأنها وبكافة الحالات تشكل نصف المجتمع, وهي طاقة هائلة والمدرسة الأولى لخلق الأجيال التي ستعمل على تطوير المجتمع بكل نواحيه ومجالاته."
رجال وآراء
إيهاب الحمامصي- صحفي مصري-متزوج
إن كل رجل في العالم ليس مضطرا لاختيار امرأة بعينها لتكون زوجة له، ولكن عندما يقع القلب على امرأة ما تجده يفعل المستحيل من أجلها. مثلا عندنا في مصر يوفر المهر والشقة وطبعا الوظيفة أو مصدر دخل وممكن أن يهرب خارج مصر على مركب فيغرق أو يذهب للعراق فيقتل أو الخليج وقد يكون دكتورا فيضحي ويغسل الاطباق في المطاعم أو يبيع جرائد كل هذا ليوفر لزوجته عيشة الأميرات. لكن نساء كثيرات لا يشبعهن هذا ويفضلن العمل. أنا شخصيا لست ضد عمل المرأة اطلاقا خاصة التي تحتاج للعمل، او تلك المراة التي تحتاج لها الدولة في مؤسساتها مثل الطبيبات والممرضات او النساء اصحاب العلم النادر من العالمات مثل العالمة الشهيدة الدكتورة سميرة موسى في علوم الذرة والتي قتلها الموساد الاسرائيلي 1981.
وعودة لمعاناة المرأة العاملة، فلا بد ان نتساءل أولا : لماذا يدفع الرجل مهرا للمرأة وليس العكس؟ ولماذا هو مكلف بالرعاية والحماية؟ في نظري الاسلام عادل . فعلى المراة ان تحبس نفسها من اجل زوجها لدرجة ، فحق الزوج عظيم جدا. أما بخصوص الزوج الذي وافق مسبقا على عمل زوجته مقابل أن تساعده في الانفاق. فدعونا نوضح أن المرأة التي تخرج من بيتها انما يكون ذلك على حساب راحة زوجها وطلبات المنزل بالأساس. ومادام الزوج غير مسرف وغير بخيل ولا ينفق إلا على وجه الضروريات في الحياة الزوجية فتجب مساعدته لأنه ربان مركب العلاقة الزوجية والربان يبحث دوما عن شاطئ السلامة. ويجب على الزوجة ان تعلم ذلك، والزوج أيضا عليه مساعدة الزوجة في بعض أعمالها وليس الكل وليس هذا التزاما منه بل تفضلا منه.
فحتى المرأة التي تخرج للعمل لا تعمل بالمهن الشاقة التي تتطلب رجالا فعمل الرجل في الواقع هو الذي يعتمد عليه في الشدائد. فمثلا في مصلحة الضرائب هناك مهام لا تقوم بها المرأة الموظفة رغم وجود المساواة الكاملة بين الطرفين في المرتب وخلافه. لكن الاعمال الشاقة لا توكل اليها. فحرام إذن أن ندعو للمساواة في العمل المنزلي.
سعد جلال- رسام كاريكاتوري مغربي-عازب
"الزواج بامرأة موظفة أصبح ضروريا بالنسبة لشاب مثلي يتقاضى أجرا لا يكفيه لفتح بيت وإعالة أسرة في عصرنا الحالي. وأرى أنه من الطبيعي في هذا الوضع أن يساعد الزوج زوجته في أشغال البيت لأن المسكينة امرأة من لحم ودم وليست روبو. ولكن ليحذر الرجال من أن تراهم أمهاتهم أثناء مساعدتهم للزوجة حتى لا تنشب الحرائق. وأنا شخصيا عندما سأتزوج سأساعد زوجتي في بعض أشغال البيت وسأحرص على العناية بأطفالي أثناء غياب الزوجة".
تعلمي استراتيجية فن إدارة الوقت
لتتخلص المرأة العاملة من شبح الوقت الذي أصبح يؤرق بالها ويهدد سلامة عش زوجيتها وجب عليها أن تتعلم فن إدارة الوقت وتتدرب عليه وتواصل المحاولة حتى تنجح في ذلك بحول الله. ومن أجل ذلك نقدم لك بعض النصائح التي يقدمها المتدربون المحترفون في هذا الميدان. عسى ان تفيدك سيدتي وتفيدي بها زميلاتك في العمل.
كيف تنظمين وقتك؟
لتنظمي وتحققي في ذلك أقصى استفادة عليكِ بإتباع الآتي:
- وجود خطة، فعندما تخططين لحياتك مسبقاً، وتضعين لها الأهداف الواضحة يصبح تنظيم الوقت سهلاً وميسراً، والعكس صحيح، إذا لم تخططي لحياتك فستصبح مهمتك في تنظيم الوقت صعبة.
- لا بد من تدوين أفكارك، وخططك وأهدافك على الورق، وغير ذلك يعتبر مجرد أفكار عابرة ستنسينها بسرعة، إلا إذا كنت صاحبة ذاكرة خارقة، وذلك سيساعدك على إدخال تعديلات وإضافات وحذف بعض الأمور من خطتك.
- بعد الانتهاء من الخطة توقعي أنك ستحتاجين إلى إدخال تعديلات كثيرة عليها، لا تقلقي ولا ترمي بالخطة فذلك شيء طبيعي.
- الفشل أو الإخفاق شيء طبيعي في حياتنا، لا تيأسي، وكما قيل: أتعلم من أخطائي أكثر مما أتعلم من نجاحي.
- يجب أن تعودي نفسك على المقارنة بين الأولويات، لأن الفرص والواجبات قد تأتيك في نفس الوقت، فأيهما ستختارين؟ باختصار اختاري ما ترينه مفيدا لك في مستقبلك وفي نفس الوقت غير مضر لغيرك.
- اقرئي خطتك وأهدافك في كل فرصة من يومك.
- استعيني بالتقنيات الحديثة لاغتنام الفرص وتحقيق النجاح، وكذلك لتنظيم وقتك، كالإنترنت والحاسوب وغيره.
- تنظيمكِ لمكتبكِ، غرفتك، سيارتك، وكل ما يتعلق بك سيساعدك أكثر على عدم إضاعة الوقت، ويظهرك بمظهر جميل، فاحرصي على تنظيم كل شيء من حولك.
- الخطط والجداول ليست هي التي تجعلنا منظمين أو ناجحين، فكوني مرنة أثناء تنفيذ الخطط.
- ركزي، ولا تشتتي ذهنك في أكثر من اتجاه، وهذه النصيحة إن طبقت ستجدين الكثير من الوقت لعمل الأمور الأخرى ال.
0أكثر أهمية وإلحاحاً.
-اعلمي أن النجاح ليس بمقدار الأعمال التي تنجزينها، بل هو بمدى تأثير هذه الأعمال بشكل إيجابي على المحيطين بك.
لصوص الوقت:
- عدم وجود أهداف أو خطط.
-المماطلة والتأجيل: وهو اللص الأكثر شهرة وتأثيراً ، وهو التسويف والمماطلة وتأجيل الأعمال.
-الخلط بين أهمية الأمور : كثير من البشر لا يعرفون أولوياتهم ، ماذا يقدمون وماذا يؤخرون ، بأي الأمور يبدأون وماذا يؤجلون.
- عدم التركيز: فقد تبدأ في عمل شيء ثم تتوقف للقيام بمكالمة أو لعمل شيء آخر كل ذلك من شأنه أن يضيع الوقت.
- المقاطعات المفاجئة : مكالمة طارئة من صديق على غير موعد ، كل ذلك يأخذ من الوقت الكثير.
- المجهود المكرر : بأن تكون منهمكاً في شيء ما ثم تتركه لتفعل شيئاً آخر ثم تعود لما بدأته.. كل ذلك يحتاج جهداً مضاعفاً.
-التخطيط غير الواقعي: بأن نخطط وننظم أمورنا بشكل غير منضبط فما يستغرق يوماً نخطط له يومين وما يستغرق أسبوعاً نخطط له يومين ، كل ذلك من شأنه أن يشيع الفوضي في حياتنا.
- عدم النظام : أوراقك مبعثرة ، حاجياتك مهملة دائمة البحث عن هاتفك ومفاتيحك وحقيبة عملك كل هذه الأشياء تضيع الوقت.
استطلاع من انجاز فاطمة الزهراء الزعيم
التعليقات (0)