مواضيع اليوم

لمحة عن الاغنية السياسية والوطنية في العراق

طلعت كريم

2011-06-11 11:47:27

0

احاول هنا فتح نافذة لجمال في اجواء التعكر السياسي والمتقلب في العراق لااعرف غير انه لازال كذلك منذ صار العراق فا سماؤه ملبدة واجواؤه معكرة دائما هذا ما فتحت عيني عليه وقرأته وسمعته من اهل بلدي نافذتي الان احاول ان اطل بها من مأساة التاريخ السياسي العراقي رسمت في ظل اجواء التغيرات التي رافقت تشكيل الحكومات العراقية المتعاقبة ومنذ تاسيس الدولة العراقية الى يومنا هذا موضوعتي ترافق هذه التحولات وبمحاولة متواضعه وكخطوة لعل منها يتنبه عشاق الجمال والمتحدثين باسمة امام حضرت الجمال ان يجدو من بين الركام والخراب هناك دائما جمال


الاغنية السياسية والوطنية في العراق
تظهر ملامحها الحقيقية ابان فترة الخمسينات وعندما اشتد الاضطهاد السياسي وعبر الحكومات المتعاقبة على حكم العراق وخصوصا في الفترة الملكية ظهرت بوادر حقيقية للاغنية السياسية لكن لم تكن بشكلها الحقيقي كاغنية ذات مقومات متكاملة كبداية ظهرت على شكل منلوج للانتقاد ظواهر معينة في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وانعكاسها على حياة الناس طبعا ومن ابرز مؤديها " المنلوج عزيز علي - فاضل رشيد - علي الدبو ... " واخرين وهولاء رواد الاغنية السياسية او مايطلق عليه المنلوج بعدها بفترة ظهرت الاغنية السياسية المتعارف عليها من مقومات الاغنية كلام - لحن - اداء طظاهرة تجديد وظهور كذلك المطربين المؤدين لها امثال محمود عبد الحميد وهو ملحن لبعض الاغاني السياسية في تلك الفترةوكان من الدقة والحرص اذا لم يجد الصوت والاداء المناسب كان يقوم هو بالغناء وتحديدا تلك الفترة في ستينات القرن الماضي اي اثناء ثورة 14 تموز 1958 وبعدها فا غنى لثورة اغنية الثورة الفتية واغنية تمجد الزعيم وتوجهه الوطني ومن الامثلة الاخرى لمطربين ومؤدين للاغاني السياسية هم احمد الخليل والذي عرف باغانية ذات الوجهه اليسارية مثل اغنية هربجي كورد وعرب
بالمقابل لاننسى كانت هناك وجهة اخرى من الاغاني السياسية التي ظهرت والتي كانت تسخر لمفاهيم لاتطمح لبناء انسان جديد وهو بالطبيعي يعتمد على الفترة السياسية التي يمر بها البلد وحصوصا بعد 1963 وهي فترة معروفة في تاريخ العراق السياسي وماجلبته من مآسي الى ردح طويل من الزمن فابتعدت الاغنية السياسية عن هموم الناس ومعاناتهم وبعيدا عن انتقاد الظواهر السياسية في تلك الفترة بعدها سمحت فترة اخرى بظهور او بروز الاغنية السياسية من جديد لتاخذ مكانها الحقيقي وهي فترة مشهود لها كذلك بالانفتاح وفي مجالات عديدة في الحياة المدنية والاجتماعية والاقتصادية والفنون والمسرح واستعادة بعض جوانب الحياة عافيتها بالتدريج ومنها الاغنية السياسية وخصوصا هي لفترة وجيزة جدا من 1973 الى 1978 فكانت اكثر نضوجا وظهور رموزا لها من كتاب الكلمة والمؤدين والملحنين امثال كريم العراقي - كاظم السعدي - عريان السيد خلف - مفيد الناصح - والفنان التشكيلية والشاعرة رملة الجاسم .. وغيرهم ومن الخصوصية التي حملتها الاغنية السياسية في تلك الفترة هو ظهور للاغنية البصرية منسوبة الى محافظة البصرة ثالث اكبر المدن العراقية في جنوب العراق امثال اغنية ياعشكنا التي تغنة بحب الارض وعشقها وتعلق الناس بالارض حين تكون لهم معطاء وموفر خيرات واغنية اخرى تسألني دجلة اليوم عن دجلة الخير وكما ظهرت في تلك المحافظة ايضا الفرق البصرية باغانيها السياسية والاوبريت ذاالمسحة السياسية والوطنية التي كرست اثرا مجيدا للاغنية السياسية واضافة شيء لرصيدها واستطاعت من الوصول الى ذائقة الناس مثل بيادر الخير - واوبريت المطرقة وهي اشبة بالملاحم الانسانية ذات البعد الانساني العميق وتمتلك من قوة الالحان والذائقة العالية من الكلام وفي وضع سياسي هو الاصعب في تلك الفترة والتي اشرنا اعلاه من سنة 1973 - 1978 واصبح الكاست في متناول اليد لدى الناس وكثرة الفعاليات والنشاطات التي تقوم بها بعض المنظمات والاتحاات المهنية والشبابية في تلك الفترة التي سمحت لها بحبوحة الحرية السياسية من ان تمارس دورها في الحياة السياسية والاجتماعية مثل اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي والذي يضم مختلف الاتجاهات الفكرية والسياسية وكونه اتحادا مهنيا ديمقراطيا انظم اليه اغلب الفنانين والمبدعين والشعراء والكتاب والمسرحيين وغيرهم ومن خيرة بناة وابناء الوطن كما يشار كذلك في تلك الفترة الى ظهور فرق موسيقية غنائية ذات وجه يسارية وهنا يظهر دور الفنان الكبير جعفر حسن رائدا للاغنية السياسية وقدم دورا رائعا ولايزال للاغنية السياسية من مقدرة التلحين والاداء وحتى الكلام ومن ابرز اغانية ذات الطابع الاممي وهذا مايميز الاغنيةالسياسية كونها ذات طابع عالمي يتناول هموم مشتركة على وجه الارض فتغنى اغلب الاغاني ذات الطابع الانساني بلغاة ولهجات عدة لقربها من حياة الناس فغنى شيلي تمر بالليل نجمة بسمانا سنة 1973 واغنية الى فكتور جارا وعمي يابو جاكوج وغيرها من الاغاني وغنى كذلك القصائد الشعراء كبار اي باسلوب اوسع من تلحين وكلام مثل اغنية قبليني للمرة الاخيرة والوصية وهي قصيدة للفنانه التشكيلية والشاعرة رملة الجاسم واغنية يااطفال كل العالم ياحلوين والحديث يطول عن مرحلة سياسية اخذت الاغنية السياسية شيئا كثيرا من مساحة تواصلها وابداع مؤديها وما يميز الاغنيةالسياسية هو لاتقتصر على البعد الوطني فقط بل لتمتد كما اشرنا الى بعدا عالميا امميا انسانيا كما في اغنية مادامت لي في ارضي اشبار وهي اغنية غنتها الفنان زينب شعث الفلسطينية وهي تحاكي واقع انساني وهم مشترك واغنية الضفة الاخرى عن فلسطين وغناها كذلك الفنان القدير جعفر حسن
لاننسى كذلك مرحلة من التاريخ السياسي العراقي وماتعرضت له الاغنية السياسية من تشويه واداة لتحريض على الحروب العبثية في فترة الثمانينات من القرن المنصرم رغم قوة الكلمة والحن الا ان النظام كان يتحكم بها ويزينها بطلعته الزاهية على شاشات التلفاز في تلك الفترة
وما يؤسف له الان وخصوصا بعد 2003 هي فترة احتضار للاغنية السياسية العراقية ومن قبل المهتمين بهذا الشان من مؤسسات حكومية ثقافية الى منظمات وتشكيلات فنية رغم حاجة الشارع لها ولم يظهر شيء يذكر سوى بعض الاغاني ومنها على سبيل المثال اغنية المقصورة لشاعر الكبير الجواهري ولحنها باسم مطلب روعة ماقدم الى الان
تقبلو ا فائق الشكر والتقدير

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !