عندما بدأت فى نشر مقالاتى على هذا الموقع ومواقع ليبرالية وعلمانية أخرى كنت أهدف فى البداية إلى محاولة التواجد وسط هذا الفكر الغريب الذى هو فى إعتقادى لايختلف كثيرا عن الهندوسية والبوذية على الرغم من الإختلاف الظاهرى فى المبادىء الأساسية إلا أننى أرى أن وجه الشبه كبير من حيث شذوذ الفكر وغرابته بل ونقل لتخلفه على الرغم من أننا فى القرن الواحد والعشرين إلا أنه مازال هناك من يتبع ملل قوم نوح ولوط وصالح وشعيب عليهم جميعا وعلى نبينا السلام
ثم تغيرت وجهتى بعد أن لاحظت كم التضليل الذى يمارسونه فكان لزاما علىً أن أتصدى لهم لكشف زيفهم وحقدهم على الإسلام
فعلى الرغم من مرور آلاف السنين إلا أن عقولهم توقفت وتحجرت عند نقطة واحدة ولم يستطيعوا تجاوزها وهى
هل يوجد خالق لهذا الكون؟؟؟
ثم يصل بهم تفكيرهم لطرح سؤال آخر إذا إقتنعت طائفة منهم بوجود خالق يطرحوا سؤال آخر
من يكون هذا الخالق؟؟؟
ثم ينقسمون تدريجيا إلى فرق وجماعات فمنهم من يتخذ كريشنا أو بوذا أو حتى يسوع
ومنهم من يصيبه التعب ويشعر بأنه يجب أن يمجد عقله فينكر وجود خالق لهذا الكون ويعتقد بأنه يولد ويعيش ليستمتع وكأن حياته كانت هبة عفوية جاءت به الصدفة فقط ثم يموت وكأن شيئا لم يكن
ومنهم من يضل بعد الهدى وبعد أن آمن بوجود إله واحد أحد ولأسباب دنيوية بحتة يتخلى عن هذا الإيمان ويعلن بغباء شديد ردته عن هذا الإيمان بإتخاذه ثلاثة آلهة دفعة واحدة أربابا له
ولكن القاسم المشترك بين كل هؤلاء هو أنهم قاموا بإلغاء عقولهم تماما وآمنوا بخرافات لا يقبلها عقل سليم أو فكر مستنير
فقاموا جميعا بإختراع مسميات فكرية وعقائدية لتساعدهم على إجتذاب المزيد من المؤيدين
فكانت الليبرالية هى المصطلح السحرى من وجهة نظرهم التى تحمل فى ظاهرها الحرية وفى باطنها تحمل الإستعباد بكافة أشكاله سواء كان إستعبادا سياسيا أو فكريا عقائديا
فكان من الطبيعى أن يكون الإسلام هو حجر العثرة أمام هؤلاء الليبراليون لأسباب عديدة نلخصها فيما يلى
ــ الإسلام يدعو إلى إعلان العبودية لله عز وجل وانك عبد مملوك لله سبحانه وتعالى توحده ولا تعبد غيره, وتخافه, وترجوه, وتتوكل عليه, وفوق هذا كله تحبه سبحانه وتعالى
قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ
والليبراليين يدعون في زعمهم إلى الحرية وفي الحقيقة انما هم يدعون إلى التمرد على العبودية التي فرضها الله عز وجل على خلقة
ــ الإسلام يدعو إلى التفقة في الدين على ضوء القـرآن والسنة, فهما المصدران الأساسيان للشريعة وهما اشد ما يخاف منه العلمانيون ولذلك يحاولون إبعاد الناس عنهما تارة بتأويل النصوص وتارة بترجيح العقل عليهما وتارة بتنفير الناس عن حملة القـرآن والسنة وأظهارهم في اقبح صورة .
فينبغي لنا ان ننكب على القـرآن الكريم والحديث الشريف وندمن النظر في كتب التفسير وكتب السنة وكتب العلوم الشرعية وهي سهلة ميسرة وفي متناول الجميع وكذلك ينبغي إجلال وتقدير حملة هذا الدين من العلماء
ــ الإسلام يدعو إلى الله عز وجل وإلى الاعتصام بالكتاب والسنة وحث الناس على الخير وحتى نغلق منافذ الليبراليين على المجتمع ونهدم أمالهم في أغراق المجتمع في بحر الرذيلة والانحلال الخلقي
ــ الإسلام يدعو إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهي الفريضة التي يكرها الليبراليون اشد الكره,فينبغي علينا جميعاً ان نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر عن أَبي سعيدٍ الخُدْريِّ رضي اللَّه عنه قال : سمِعْتُ رسُولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقُولُ : « مَنْ رَأَى مِنْكُم مُنْكراً فَلْيغيِّرْهُ بِيَدهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطعْ فبِلِسَانِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبقَلبهِ وَذَلَكَ أَضْعَفُ الإِيمانِ » رواه مسلم .
هذا بإختصار شديد مايدور فى أفكار هذه الشرذمة وهذه هى أهم أسباب كرههم وسخطهم وهجومهم المستمر على كل ماهو إسلامى
لذلك نقول إن واجب كل مسلم محاربة هذا الفكر الشاذ بكل ماأوتى من قوة وألا نترك لهم الساحة يعيثوا فيها الفساد لذلك يجب الغلظة في التعامل مع رؤوس وعتاة الليبراليين ومجاهرتهم بالعداء وقد قال الله عز وجل: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ [التوبة:73] واللين والرحمة لمن نتوسم فيه الخير منهم ويرجى منه العودة إلى الحق وخاصة الشباب حديثى السن
وكذلك تحذير الناس من العلمانية والليبرالية وتوضيح خطرهما وكشف مخططاتهم والتشهير بهم نظماً ونثراً وكشف شبهاتهم والرد عليها وتفنيد أقوالهم لمن كان لديه العلم الكافي ونشر تلك الردود على أوسع نطاق
ثم دعم حلقات تحفيظ القـرآن الكـريم والتي هي وحدها من سوف يخّرج لنا جيل العزة والكرامة والأيمان والتقوى
وكذلك إظهار حقيقة الغرب الكافر الذي هو محل تقديس لدى اليبراليين والتعريف بماضية الصليبي الدموي وحاضرة المنحرف المتسلط ومستقبله المهزوم بأذن الله. وللعلم فأن الغرب هو قطب الرحى الذي يدور عليه الفكر الليبرالي ويستلهم منه قواه فان استطعنا ان نقطع عنهم مصدر قوتهم فحينها نكون قد قطعنا شوطا مهما فى هذه المعركة
ومن اعظم الطرق لهذا الامر هو تجديد عقيدة الولاء والبراء في القلوب والذي هو اصل من اصول العقيدة وانهدامه يعني فتح باب شر اصبحنا نراه بأعيننا
ثم مخاطبة المرأة وتوعيتها من هذا العسل المغموس بالسم حتى تسلح نفسها من كيد ومخططات العلمانيين ومكائدهم نحوها فهي نصف المجتمع ومربية الأجيال وإفسادها يعني إفساد الأجيال القادمة, ومن أساليبهم استغلال ما تعانيه المرأة من ظلم في الكثير من المجتمعات وأيضاً استغلال سهولة انقياد المرأة خاصة اذا استخدم ضدها سحر البيان وقد قال صلى الله عليه وسلم: "أن من البيان لسحر".
ثم الاعتزاز بالنفس والشموخ ورفض الذل وكسر القيود التي يريد العلمانيون أن يقيدوننا بها قيود التبعية للغرب وتحقير العالم الإسلامي عامة والعربي خاصة ونشر الإحباط والقنوط من فرج الله عز وجل وهذه الهزيمة النفسية هي أشد خطر من الهزيمة العسكرية, ولذلك ينبغي ان نؤمن بنصر الله عز وجل لدينه ونتواصى على ذلك فيما بيننا
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ
ومما زادنــــي فخراً وتيهــا وكدت بأخمصي اطأ الثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي وأن ســـــيرت أحمد لي نبي
التعليقات (0)