ليل مرهق أسيف , مدينة هاربة الى الفوضى العدمية , أفق مزدحم وملوث بأنفاس بشر مكدودين , ألوذ الى مرقدى لأستقبل الكوابيس , صوت المايك المرتفع من أحد المساجد يخلصنى من رهق الكابوس ليقذف بى فى أتون الأرق ,تتسلل خيوط النهار من شيش النافذة مثل الابر الموجهة الى حدقتى , أين أنت أيها الضوء القديم ؟ لماذا سافرت من مدينتى ومن وطنى ؟ , تحدثنى نفسى أنت ياهذا على حافة وجودك , كفاك , لقد أطلت الاقامة ! أجيب نعم ولكنى رغم قسوة زمنى , رغم فجيعة روحى بسبب اغتيال أجمل الاوطان فى النصف قرن الأخير رغم سيادة الظلام وطرد قيم الجمال والحق والخير من هذا الوطن رغم ذلك أرانى متشبثا بالبقاء , . لقد جئت الحياة مرغما , لا ارادة لى فى اختيار الوطن الذى ـقدر ت لى الحياة فيه , وسأغادر هذه الحياة مرغما , رحلة عبثية , لا أعرف لماذا وجد ت , لمذا أموت ؟!
التعليقات (0)