مواضيع اليوم

لماذا ٠٠الله ومحمد ؟! 

تركي الأكلبي

2012-02-26 17:33:02

0

 

 

لماذا ٠٠الله ومحمد ؟! 
 
تابعت ، كما تابع غيري ، ممن أصطدمت حواسهم بالدهشة من واقع مجتمعهم ، ردود الفعل تجاه "حادثة" الشيحي ، ثم ما تلاها من أحداث متتالية ٠٠ قضية الشيخ القرني فتغريدات كاشغري ومناصره عبد الحكيم مرورا بزوبعة رائف بدوي وسلطان المطيري على قناة الدانة وانتهاء - ومن الواضح أنه ليس النهاية - إعلان عمري مكة عن ردته وتنصره ٠٠
 
لقد أصبح من الواضح في مجتمعنا ، أن كل ظاهر على الساحة الإعلامية الرسمية أو غير الرسمية في كل مجال ديني أو فكري أو ثقافي أو اجتماعي أو سياسي أو إعلامي له "مرجع" يستمد منه طاقته الحركية وصياغة رسالته ويقف خلفه في كل تحرك واتجاه ، وله أتباع أغلبهم يقوم بدور الناسخ (والموزع) لمنتجه في الرأي والقول والرسالة ٠٠ فتتسع دائرة التأثير في بقية القطيع ! وله في الوقت ذاته متزلفين ومنتفعين ومنافقين ومتسلقين يشكلون قوى الضغط النفعية والمنتفعة ! 
 
وبرغم إيجابية "التعددية" : الفكرية والثقافية ٠٠ وحتى المذهبية إلا أن من الخطأ الاعتقاد أنه تم القضاء على التطرف ومصادر تغذيته ، سواء في الجانب الديني أو الفكري ! فمن الواضح انشطار المجتمع في الآونة الأخيرة بشكل خاص إلى نصفين من حيث ردود الفعل ذات الطابع العاطفي تجاه مخرجات قيادتين حركيتين هما التيار الإسلامي وخصمه الليبرالي ، بغض النظر عن نسبة جمهور كل طرف إلى مجموع أفراد المجتمع ٠ 
 
وبعيدا عن التعاطي بعقلية التآمر إلا أن من الصعب إنكار وجود قوى محركة ودافعة للتطرف في السعودية ، فأن أردت أن تكن على ثقة من ذلك فما عليك إلا أن تعيد الاستماع في مداخلات رائف بدوي ، وتقرأ في بيان سلطان المطيري في صحيفة الوئام ، وأفكار حمزة كاشغري ، وتنظر إلى أسلوب مذيع الدانة و"أخواتها" ، وأن تقرأ "منافحات شيوخ الفيس بوك " ٠٠
حتما ستجد الفراغ الفكري والسطحية ، وستخرج بنتيجة مهمة وهي أن قضية الإلحاد في السعودية ليست أكثر من كونها سلاحا متطرفا في مواجهة تطرف آخر مضاد له ! ٠٠ وكم ضحكت حينما خاطب كاشغري محمدا (ص) قائلا : ( سأصافحك مصافحة الند للند ) ! 
 
فشلت الليبرالية السعودية ، أو قل : أصطدم الليبراليون السعوديون بالعديد من المعوقات السياسية والفكرية والاجتماعية والثقافية في بناء وبلورة المشروع الليبرالي الذي يستطيع إقناع المجتمع وصاحب القرار بعدالة قضيته التي تقوم على فكرة (الحكمة ضالة المؤمن أنا وجدها فهي له ، وأنتم أعرف بشئون دنياكم ) فلجأوا إلى تحريك "الصغار" ليبدوا كمنظرين في شأن الذات الإلهية ! أو للإنتقاص من مكانة الرسول الأعظم ، فكانت تلك الخطيئة الأشد من القتل "بالحزام الناسف" الملتف حول خصر "متحمس" طامح في "الحور"!
فحتى لو أفترضنا جدلا تصالح العقل المجتمعي مع حرية الرأي فالإيمان بالله وبرسوله منهج أمة لا أفراد أو جماعات ! وهنا وقع الليبرالي فيما كان يدعو لتحرر العقل من قبضته ٠٠ التشدد ، المغالاة ، التطرف الديني ٠ فاستخدم الليبراليون في صراعهم مع الطرف الآخر ذات السلاح ، ولم يعد هناك فرق بين من يستخدم أساليب (التقية) بعد أن وجد صعوبة في إظهار قناعاته ومعتقداته لتغذية العقل الناشئ بمختلف أفكار الجهاد والتكفير وشحن العقل المتلقي بأسوأ جرعات الكراهية ضد الآخر المختلف وبين من يستخدم ذات الأسلوب لحقن عقول الشباب بأسوأ منهجيات التطرف اليسارية !! 
وعلى هذا الأساس ، توقف نشاط الليبراليين السعوديين على رد الفعل ، وأتخذوا موقف الدفاع تارة والهجوم تارة أخرى ضد خصومهم التقليديين ٠٠ الإسلاميين المعتدلين و(المتظاهرون بالإعتدال والوسطية) والمغالين على حد سواء ! مستخدمين في كلتا الحالتين ذات السلاح ٠٠ التطرف الظاهر والمستتر وراء (كبوش الفداء) ! والحرب النفسية وصنوف أقذع اللفظ وأرذله ! 
فأن أردت : فليكن ! ف لكلا الفريقين أجندته الخاصة وبميكافيلية مشتركة ! وهي أجندة تسقط الوطن من أبسط أدبياتها ، وتتجنب في غالب نتاج شخوصها كل ماله صلة بحق المواطن في الحرية المتزنة والمساواة والعدالة الأجتماعية والمشاركة الفاعلة باعتباره قيمة في حد ذاته ٠
ولكن السؤال المهم هو : لماذا يقحم كلا الطرفين في صراعهما الله ورسوله من جانب ، ومن جانب آخر - وبعنصرية فجة - القبيلة وأللا قبيلة ، وهي الفتنة الأشد من القتل ، كما في قضية حمزة كاشغري أو في "قبيلة" مذيع الدانة لبرنامجه الأخير حول الشبكة الليبرالية ؟!!! 
 
تركي سليم الأكلبي 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !