لماذا ينجح مرسي ويسقط عمرو؟
سباق الإنتخابات الرئاسية المصرية سيكون محصورا بين كل من محمد مرسي و عمرو موسى أما أحمد شفيق فهو مجرد صاحب هجايص لايزال يظن أن زمن خداع بسطاء المصريين بالضربة الجوية المصرية عام 73م ساري المفعول مثل ما كان يتبختر به حسني مبارك كذبا وزورا . وأما العوا فهو "راجل غلبان" وصاحب رأي ؛ لكنه لايمثل تياراً عاماً ولايكاد يمثل سوى نفسه .
وبرغم إنحصار السباق "منطقياً" بين مرسي وعمرو إلا أنه يبدو محسوما لمصلحة مرشح الإخوان "المخفي" مرسي القادم تحت ألوية حزب الحرية والعدالة ، المحشور وسط عباءة الإخوان المسلمين ، وبطعم زبيبة الصلاة الواضحة على جباههم .....
ولكن تثور بين الحين والآخر زوبعات بروائح شيطانية ؛ يستبين من خلال أتربتها العالقة أن الولايات المتحدة والغرب وإسرائيل يرغبون جميعا أن يصل عمرو موسى إلى سدة الحكم ؛ فيكون فيه "الحلحلة" للربيع المصري على طريقة التعرِّي اليمني الذي تم فيه إستبدال الشيء بالشيء إن لم يكن الراس بالذيل ؛ بل والبوسيتيف بالنيجيتيف.
إذا نجح عمرو فمعنى ذلك أن الثورة المصرية بعد كل هذه الجهود والتضحيات والحرائق والخسائر الجسام ؛ لم تتخمض إلا لتلد فأراً بمقياس جيري الكرتوني.
عمرو موسى لن يستطيع (وإن أراد) الفكاك من ماضيه التليد لجهة العمل السياسي وفق قناعات الفراعين ؛ الذين عمل في بلاطهم ؛ وتحت إدارتهم طوال فترة تمرغه في تراب السلطة المطلقة منذ تاريخ إلتحاقه عام 1958 بالخارجية مرورا بالغرق في رمال السادات المتحركة وإنتهاءاً بالتلطخ في وحل مبارك ، وخوض تجربة خديعة جامعته العربية.
فما الذي ينتظره المصري من عمرو موسى؟
هل يصلح إسلام عمرو موسى ما خربه التطبيع مع بني صهيون؟
الصعود بعمرو موسى إلى كرسي الفرعون الجديد لن يجلب لمصر سوى المزيد من الخراب .... هو ببساطة صعود بمصر وثورتها الخالدة إلى الهاوية.
في حال إنتخاب عمرو موسى ستعود عجلة القوانين الإستثنائية إلى الدوران من جديد . وتفتح سجون الخمس نجوم أبوابها لإطلاق سراح الفرعون القديم وأولاده وشلة هامان وقارون .
سيعود الفلول والمخبرين والبلطجية للظهور والإنتشار في الطرقات والأزقة والحواري والكباريهات يحصلون الأتاوات والعملات لمصلحة فتوات الحزب الوطني المحلول.
سيعود التطبيع على يد مهندس التطبيع وتدور مضخات تزويد الغاز المصري مجانا لمصانع ومطابخ الصهاينة في فلسطين.
ربما يجادل عمرو موسى أو يجادل تجار السياسة السوداء ؛ وتجار ورجال أعمال وسفهاء التلفزيون والإعلام من فلول الحزب الوطني بأن إنتخاب عمرو سيضمن لمصر الإعانة الأمريكية إياها "الشحتة" ؛ التي لاتزيد على الثلاث مليارات شامل رسوم التحويل وأتعاب التوصيل والإستلام التي لن تقل في حد ذاتها عن ثلثي المبلغ من مكان تحركه إلى تاريخ ومكان دخوله في "غياهب" و "دهاليز" و "أقبية" الخزينة المصرية المترعة بالرطوبة والمليئة بالثقوب.
إنتخاب عمرو موسى سيؤدي من جهة أخرى إلى تقييد أيدي مجلس الشعب وإخراج روحه بالقباقب على طريقة "شجرة الدر" ثم تحنيطه على طريقة إخناتون وتوت عنخ آمون ....... ولن يهدأ لرئاسة الجمهورية بال حتى ينحل المجلس من رأسه وأطرافه و "وسطه" على طريقة "فيفي عبده" ؛ تمهيدا للعودة بكلاب الشعب المصري من تجار المخدرات والبلطجية ؛ وأباطرة قواد السياحة التالفة في شارع الهرم والشقق المفروشة من فلول الحزب الوطني السيء السمعة.
لكل هذه الأسباب وبعضها نرجو أن ينجح مرسي ويسقط عمرو ...
والسبب الأوجه الذي نرجو به أن ينجح مرسي هو أن تتملك بعض القوى التي أطاحت بالنظام السابق مقاليد الأمور . ويمنح لها الشعب الفرصة ديمقراطيا ؛ حتى تتمكن من تكريس البديل الذي ظلت تنادي به منذ عام 1948م . أو بالأحرى تعديلات هذا البديل الذي لانشك في أن الإخوان قد توصلوا إليه ما بين زمانين وعدة أزمنة ذهب فيها المرشد الأول وحل مكانه أكثر من مرشد أخير ...
نجاح مرسي المخفي سيكون فيه مجالاً إذن لمنح الإخوان المسلمين الفرصة لحكم مصر .. فإما نجاح باهر أو فشل ذريع لمصلحة علمانية ديمقراطية حقيقية تأتي بعدهم قد تصلح الحال المائل ؛ أو لا تبقي ولا تذر.
وبوجه عام فإن إيصال الإخوان (أو أي تيار سياسي آخر) إلى كراسي الحكم في مصر عبر الخيار الديمقراطي سيكون خيراً مليار مرة من أن يصلوا إليها عبر إنقلاب عسكري ؛ يرفض التغيير ويقاوم لاحقا حرية الرأي ومبدأ التداول السلمي للسلطة .
التعليقات (0)