لماذا يعادون الإسلام ؟؟
المراقب للمواقف والتحركات الغربية تجاه الإسلام يلاحظ أن هذه المواقف والتحركات تصطبغ بالروح العدائية وبالكراهية لكل ما هو إسلامي
ولعل تنامي الصحوة الإسلامية في هذا القرن وعلى الأخص في العقود الأخيرة منه قد كشف حقيقة المواقف والنوايا المبيتة ضد الإسلام وأهله من قبل الدول الغربية المادية بمعسكريها الرأسمالي والشيوعي على الرغم من الإدعاءات والتشدقات التي يطلقها الغرب باسم السلام والحرية والعدالة.
فلقد صار من الوضوح بمكان أن يدرك الإنسان بعضاً من مظاهر هذا العداء والتصدي للصحوة الإسلامية من قبل الغرب وذلك عبر الزعيق والصياح، والتخويف من الغول القادم والإعصار المدمر الذي يوشك أن يقتلع جذور السلام والحضارة والمدنية هنا أو هناك، بالإضافة إلى ما يلمسه المرء من خلال عمليات بث الكراهية والاستعداء والمواجهة والبطش والتدخل العسكري ضد المسلمين بشكل عام.. وما جرى ويجري في بعض من الدول العربية على وادي النيل وشمال أفريقيا وفي أفغانستان وبلغاريا خير مثال على هذه المواقف داخل الدول الإسلامية، وما يجري في فرنسا ضد المهاجرين المسلمين خير مثال على هذا العداء خارج الدول الإسلامية.
تساؤلات:
ترى لماذا هذا العداء؟ ولماذا كل هذه الكراهية؟
لماذا هذا التصدي وهذه الحرب الموجهة ضد طموحات وآمال ورغبات الشعوب الإسلامية؟
إذا كانت الدول الغربية، كما تدعي، دولا محبة للسلام والعدل والحرية، فأين هو العدل؟ وأين هي الحرية؟ وأين هو السلام؟.. أين ذلك كله وهي تدس أنوفها في شؤون دول أخرى وشعوب أخرى.
أين هو النضج الحضاري المزعوم وجيوش الاستعمار التقليدي والجديد تضرب هنا وتبطش هناك؟ إن الإدعاء بأن الحضارة الغربية الراهنة هي حضارة تسعى لرفاهية الإنسان وسعادته هو ادعاء كاذب وشعار براق أثبتت الأيام زيفه وكشفت الأحداث تهالكه وأسفرت السنون عن الوجه القبيح لهذه الحضارة المادية العرجاء.
إن الذين ظلوا يتباهون بالايمان بالمقولة الشهيرة “قد اختلف معك في الرأي ولكني مستعد لبذل حياتي ثمناً لرأيك” قد كشفت الأيام حقيقة أنهم لا يكتفون فقط بمنع الآخرين عن إبداء رأيهم، بل هم يرغمونهم بأسلحتهم المختلفة على التسبيح بحمد عبقريتهم والتأمين على أدعيتهم وتعاويذهم الشيطانية!!
وما أساليب التجويع والتركيع والضغط والابتزاز التي تمارسها السياسة الغربية إلا أمثلة بسيطة على تلك السلوكيات المنحرفة التي سارت فيها الحضارة الغربية المادية بشقيها الرأسمالي والشيوعي.
حقيقة الموقف
ولأن الإسلام يأبى الذل.. ولأن الإسلام يرفض الركوع لغير الله ويسوي بين الناس جميعاً ولأن الإسلام يأخذ على يد الظالم ويأطره إلى الحق إطراً.
ولأن الإسلام يسد الطريق في وجه كل غاصب ومحتال ويمنع حقوق الناس أن تؤخذ إلا بالحق.. ولأن الغرب يعرف ذلك كله.. فإنهم يحاربون الإسلام ويلاحقونه في كل مكان بالرصد والتحليل والتخطيط وبالتشويه والاستعداء والمواجهة المباشرة.
إنهم لا يأبهون ولا يهتمون بيد لصّ قطعت أو عنق قاتل ضربت، رغم جعجعة وسائل إعلامهم بل هم يخافون ويحذرون أن يقطع الإسلام الأيادي الناهبة لخيرات وثروات الشعوب المستضعفة.
وأن يقف في وجه المطامع والرغبات الدنيئة في التلذذ والتمتع ولو على دماء وأشلاء المساكين.
أوروبا تعرف الحق ولكنها..
لقد عرفت أوروبا وجربت الإسلام حين كانت له الغلبة والسيطرة على العالم، وهي تعلم حقيقته ومعناه، ولقد عرفته في الحروب الصليبية وخبرته قيماً وسلوكاً ويعرف الغرب ويدرك جيداً أن الإسلام الذي يحاربونه ويكيدون له ويسعون لتدميره والقضاء عليه بشتى الطرق والأساليب كان برداً وسلاماً على البشرية جمعاء وأن أسعد أيام البشرية هي تلك التي حكمها الإسلام.
نعم لقد عرفوه سيفاً صارماً أيضاً، ولكن على رقاب قطاع الطرق ووحوش الغاب وكل الظالمين الذين استعصى علاجهم إلا على السيوف.
هم يعرفون أن الإسلام يعني العدل والحق والحرية الحقة والسلام الحق لا الشعارات المزخرفة والكلمات الجوفاء وذلك ما يخشونه وما لا يطيقونه لعلة لا يريدون التسليم بها.. إن الحضارة المادية الغربية قد صارت حضارة قاسية جافة لا تعرف إلا المصلحة والمنفعة المادية وان استخدمت الشعارات العالية المنادية بالقيم الخيرة فليس إلا من أجل تحقيق مصالح معينة والوصول إلى مآرب محددة.
أما إذا تعارضت القيم مع مصالحهم فالويل للقيم وأهلها في عالم تسيطر عليه الحضارة الغربية واسألوا فلسطين وجنوب أفريقيا إن كنتم لا تعلمون.
ومن هنا نستطيع أن نفهم موقف الغرب من الإسلام وندرك سر هذه الحرب الشعواء التي يشنونها لرد زحفه المقدس صوب إنقاذ البشرية من التيه والضياع والشقاء الذي آلت إليه على أيدي التسلط الغربي الأرعن.
هل ينجحون في حربهم؟
للحقيقة.. فإن قصارى ما يمكن لهذه الحملة والمكائد العدائية أن تصنعه هو تأخير وإبطاء حركة ذلك الزحف النوراني الاسلامي المقدس، أما تدمير الإسلام وإيقاف زحف الصحوة الإسلامية فذلك ما لن يستطيعوا له سبيلا، لأنه وعد الله “وكان وعد ربك مفعولا” “وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم”.
وكل محاولات أعداء الإسلام لا تعدوا كونهم “يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون”.
وما حالهم إلا كحال المريض الذي ينخر الداء في جسده وهو يرفض أن يكشف عليه الطبيب وأن يتناول الدواء تكبراً واعتزازاً بقوة بدنه.. فإنه بموقفه هذا لن يقضي على الداء ولن يضر الطبيب.. بل غاية الأمر أنه إنما يرّحل ويؤجل ويتهرب من مصير لا بد أن يكون.. فأما أن يستفحل المرض حتى الهلاك.. وأما الاستسلام الأبدي الطبيب في نهاية المطاف.
هل يعوا الحق؟؟
فهل يا ترى تعي السياسة الغربية المصير المظلم الذي تقود البشرية إليه بغرورها وظلمها؟ وهل تعي وتدرك استحالة القضاء على الإسلام وصد موكب الصحوة الإسلامية المباركة؟
وهل تقبل الاصغاء لصوت الحق وأن كان يكبح جماح رغبتها وشهواتها الشرهة؟
وهل تدرك أن صالحها وصالح الانسانية إن كان يهمها يقتضي منها أن توقف أساليب التعامل العدائية مع الإسلام وأهله وأن تتعامل معه تعامل الباحث عن الحق المستعد لقبوله من أي طريق جاء.
وليعلم الذين يواجهون الصحوة الإسلامية المباركة أن الإسلام دين الحق وأن الحق هو المنتصر في النهاية (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض).
وتلك سنة الله في هذه الحياة (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون
بقلم الأستاذ ::: يحيى علاو :::
التعليقات (0)