((الجزائر بتكره مصر .. مصر أول دولة عربية تصدر الغاز إلى اليهودولم تفتح المعابر حين مجيء يد المساعدة من المغرب العربي هي بتكره فلسطين ومن يكره فلسطين فهو عدو لنا))
((على عكس المصريين كلاب عند اليهود))
((يا هازم الأحزاب أهزم النصارى واليهود منهم الفراعنة الذين سبوا الجزائر))
((ولكن لا لوم عليكم لأنكم ذو عرق يهودي لم ترحموا غزة فكيف سترحموننا؟؟؟؟))
((أنتم ملعونون يامصرائييل ..فالموت لكم يامصرائييل قوم مغضوب عليهم قوم اليهود والفراعنة اللهم أربطهم عن الإنجاب والزواج ..اللهم اهدم أساسهم..أمين يا رب العالمين))
((أنتم مصرائييل ويهود وحتى النصر أفضل منكم يايهود أنتم لستو عرب عفوا لستو مسلمين))
أما بعد ....
كانت تلك بعض مقتطفات من تعليقات جزائرية وردت – قبل حذف كثير منها- ضمن تعليقات على مقالنا (مصر والجزائر .. من الفائز؟) .. وهي غيض من فيض شلال هادر من تعليقات ..ومقالات ..ومدونات بعض "الأخوة " الجزائريين – وليست كلها- اختلفت الأساليب ..والعناونين .. والاتجاهات .. والأفكار .. والتعليقات إلا أنها توحدت عند اتهام واحد واتصاف متوحد ونعت مشترك للشعب المصري والمصريين بأنهم (يهود وصهاينة أو عملاء لليهود أو خدام للصهاينة ) نعم إنهم ينظرون للمصريين على أنهم مواطئون لليهود و معاونون بل "خدام" لليهود .. إلى حد أن ابتكر أحدهم اسماً لمصر أنها (مصرائيل) دمج فيه مصر وإسرائيل في اسم واحد..!!
لذا فإنه من المحال أن تمضي هذه الأحداث مرور الكرام ...
فقد كشفت الخلافات والمصادمات والملاسنات بين أبناء الشعبين المصري والجزائري عن أمور خطيرة تبين للمتأمل انطباعات وأفكار وتقييم أبناء كل بلد للبلد الآخر ..
فبعد أن مرت حقبة الستينيات وأوائل السبعينيات التي سادت فيها مشاعر النضال المشترك والمصير والهدف المتوحد بين الدول العربية الرازحة تحت نير الاحتلال الاستعماري سواء الانجليزي أو الإيطالي أو الفرنسي الذي نهب خيراتها وقتل الملايين من أبنائها الذين دفعوا أرواحهم ثمناً رخيصاً للحرية والاستقلال والذود عن التراب الوطني .. حيث طغت شعارات القومية العربية والعالم العربي والجامعة العربية والوطن العربي الواحد من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر ...
وقد كانت حرب أكتوبر 1973 بمثابة آخر ومضات الحلم العربي الذي انطفأ بريقه- عند العرب- بمبادرة الرئيس الراحل أنور السادات إلى القدس والتي عرض فيها على إسرائيل السلام الشامل القائم على العدل المتمثل في استعادة الأراضي العربية المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ..
حيث كانت رؤية السادات تتمثل في (أننا أذقنا إسرائيل مرارة الهزيمة في 1973 فلنذيقها طعم السلم لتتخير أيهما الأفضل لها لترد إلينا حقوقنا المسلوبة ) وقد قبلت إسرائيل السلم بقبولها مبادرة السادات ..
ولكن الشعب المصري قد ربط قبول السلم مع إسرائيل بتحقق تنفيذها لشروط هذا السلم والمتمثلة في قيام دولة فلسطين المستقلة وحق العودة للاجئين والقدس العربية ..
فإن تحققت فبها ونعمت .. وإلا فإن العداء المصري لإسرائيل لن ينقص مثقال حبة من خردل ..بل سيتزايد وسيظل الشعب المصري مهيئاً نفسه لصراع دموي مع إسرائيل تتساوى فيه كفتا الحياة والموت لديه حتى يظهر الله أمراً كان مفعولاً ..
وهو الأمر الكائن حتى الآن.. لذا كان امتناع الشعب عن التطبيع مع إسرائيل .. ومجاهرته ببغضها ومقاطعتها.. وفورانه.. وثورانه ..وتفاعله وانفعاله مع كل تعدي سافل أو اعتداء إجرامي سافر تقترفه اسرائيل نحو الحقوق أو الأراضي أو الشعوب العربية سواء في فلسطين أو لبنان أو العراق أو غيرها ..
كما تظهر حالة الانفصال التام.. والفصام الكامل بين مشاعر الشعب المصري وبين سياسة أنظمة حكمة والتي تتشكل قراراتها أو سياساتها – نحو اسرائيل – تفرضها أو تؤثر فيها القوى والظروف الدولية والمواءمات السياسية العالمية وأشياء أخرى كثيرة يعلمها العرب قبل غيرهم ..
ولكن يبدو أن العرب والجزائريين منهم خاصة يعتقدون أن مصر شعباً ونظاماً قد باعت القضية العربية عامة والفلسطينية خاصة .. وأنها قد ارتمت في أحضان إسرائيل .. وتهودت .. وتصهينت .. وتخاذلت.. وتآمرت.. وخانت ..و .. و.. و.. إلخ من الاتهامات سابقة التجهيز مما رأيناه وتابعناه في المعركة (الكلامية) الناشبة بين البلدين والشعبين العربيين "مصر والجزائر" ..
وهنا أجدني مُروعَـاً ومنفزعاً ومنذهلاً من هذه الرؤية ( العربية) لمصر ووزنها وقدر شعبها ورؤية العرب له .. حيث تظهر دواخل النفوس .. وضغائن القلوب .. وخبايا الضمائر في المواقف ووقت الاختلاف وليس وقت الاتفاق والمجاملات..
فهل هانت مصر إلى الدرجة التي يصفها أشقاؤها "الصغار" " حجما لا قيمة" بالخيانة والتهود والتصهين؟ وكيف غابت الدبلوماسية والإعلام المصري عن التوجه صوب (الشعوب العربية) وليس الأنظمة العربية لتوضيح رؤيتها وصورتها وأدوارها ومواقفها الحقيقية نحو الصراع العربي الإسرائيلي خاصة القضية الفلسطينية ..
كيف لم تهتم مصر بذلك لتفض هذا الالتباس في مواقفها السياسية.. والمواءمة بين تنفيذ معاهداتها الدولية وما تفرضه عليها التزاماتها نحو قضاياها العربية التي لا يمكن لها بأي حال أن تتخلى عنها.. والتي لا تملك مكنة التخلي عنها لأنها ترتبط بها مصيرياً ..
لماذا أهملت مصر هذا الجانب حتى جاء الوقت الذي تنظر فيه إليها شعوب العرب هذه النظرة الجاهلة ..الخائبة ..الساذجة ..المضحكة ..المقيتة فتتهم شعب مصر بالخيانة وبالتهود وبالتصهين !! ..
وعلى الجانب الآخر أتساءل و(بكل حسن النية) ..
إذا كان الأخوة العرب والذين تتدفق الحمية العربية في دمائهم .. ويقصرون الغيرة الإسلامية على شرايينهم ..ويدعون لأنفسهم كل فضيلة ويرمون الشعب المصري بكل نقيصة ورذيلة .. ويدعون لأنفسهم القوة ..والمنعة ..والغنى.. والغيرة ..والحمية..
لماذا لا يستخدمون قوتهم ومنعتهم وغناهم وغيرتهم وحميتهم نحو إسرائيل ليحصلوا بالحرب على ما لم تستطع مصر "الخائنة" أن تحصل عليه بالسلام ؟!..
لماذا لا نعلن (لإخواننا العرب ) أننا نسلم ونصدق بكل اتهاماتهم لنا بأننا شعب فقير يعيش على الفول والطعمية .. أننا شعب المليون ونصف المليون راقصة كما يقولون عنا.. أننا الشعب الجوعان.. المتهود.. المتصهين .. خائن العروبة.. إلى آخر قاموس شتائمهم .. ونقول لهم ..
هاهي الساحة مفتوحة أمامكم ..
ولديكم – بوفرة مدهشة- أرتال طائراتكم الحربية التي تقومون بتجهيزها في ساعات قياسية ..
ولديكم المال والرجال والسلاح.. فلماذا تضيعون الوقت في شتيمة شعب مصر ..
بينما الفارق الزمني بين مطار (أم درمان) ومطار (بن جوريون) أو (تل أبيب) لن يزيد عن نصف ساعة إضافية لتقاتلوا اسرائيل وجها لوجه ولتعيدوا فلسطين لأهلها ..
افعلوها حتى نشعر حين تشتمون شعب مصر وتصفونه بالخيانة أنكم فعلاً أصحاب القوة .. والغيرة .. والمنعة .. والحمية .. والعروبة .. والإسلام ..
فإن لم تفعلوا و"لن تفعلوا" ..
فلا تكونوا كالذي جاء العالمين عن شعب مصر بنبأ لا يحتاج أن يتبينه أحد من العالمين !!!! أ
و كالذي يهذي بآيات الله البينات في قرآنه الكريم حينما قال عز وجل ( أدخلوا مصر إن شاء الله آمنين) ..
فيحرف الكلم القرآني والوحي الإلهي عن مواضعه فيقول ..
( أخلو مصر آمنين فإن فيها رجال كالنساء والشواذ)!!!
تحريف لم يجرؤ اليهود ولا الصهاينة ولا أحد في العالمين أن يقترفه ..
بينما اقترفه "مسلم" من أصحاب الحمية والغيرة والمنعة من أجل مباراة في كرة القدم !!!!!!!!!
التعليقات (0)