لماذا يصر ثوار الشمال على الإساءة لقضية الجنوب؟
بسام فاضل
الأربعاء 07 ديسمبر 2011 04:47 مساءً
أجرت قناة الجزيرة مباشر حوار مع شخصيات مؤتمريه في صنعاء ممن حالفهم الحظ بالهروب إلى الأمام والانشقاق عن نضام الحكم معلنين عن أنفسهم وكأنهم الصفوة وأخيار القوم والحواريين المبشرين .
كان بين المتحدثين للجزيرة شخص وصفه المحاور بصفة (شيخ) وفي مستهل الانسجام ونشوه الارتجال بأحاديث عن حب الوطن والتضحية من اجله والانتصار لقضايا الكادحين والمقهورين وتعميد الوحدة (المعافاة) بالدم تهجم على احتفال استقلال الجنوب في ذكراه المجيدة واصفا الجنوبيين (بالبلاطجة والانفصاليين).
ورغم ان الجزيرة التي باتت توصف بقناة المقهورين وصرخة الحق بوجه الظلم في وطننا العربي ودون ان ننسى مساندتها النسبية للقضية الجنوبية كاشفة بعض المجازر التي مارسها نضام صالح وقوى شماليه ضد الجنوبيين أرضا وإنسانا الا ان ماسمعته وشاهدته لايعد بغير كونه نسخه عن خطاب قناة سهيل فمحاور الجزيرة وهو يعيش حالة نشوه مشوهه بانتصار (الإصلاح) في حربه على صالح والتوقيع على المبادرة الخليجية
نسي ان ينبه شيخه إلى أساسيات الخطاب السياسي أو حتى آداب الحديث ، شيخه الذي ربما لم تتجاوز حدود معرفته بالجنوب ودولته سوى كونها قطعه ارض لرعوي من مرافقيه يضمها إلى أملاكه متى شاء وطالما هي تلك حدود معرفته لاريب فهو يكشف عن العقلية الطبيعية للقوى التي يعبر عنها وعقلية من يحتفون به
للظهور في قناة إخباريه دوليه،وهي نفس القوى التي فضلا عن احتواء ثورة التغيير بأبطالها الحقيقيين من شباب الساحات شاركت صالح في استعماره للجنوب واليوم تحاول تثبت استعمارها ضد الجنوب فقط بدون (صالح).
ولعل ملامح ذلك بدأت تتكشف مبكرا ان لم تكن مكشوفة قبلا لقد نسي الصحفي الإصلاحي إياه في الجزيرة مباشر كيف يتفنن في إظهار نشوة الانتصار والذي يعد بالنسبة لهم انتصار ويعتبرونه كذلك انتصارهم فحسب ما دفعه لشرح بنود الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية مزهوا بما حققه حزبه متناسيا ان كل ذلك لايعد أكثر من كونه مؤامرة بالنسبة لشباب الساحات الأبطال الحقيقيين والشرعيين للثورة وغافلا عمدا في ذات الوقت عن كل تلك الإساءات التي يوجهها شيخه للجنوب والجنوبيين .
في جنوبا لانريد أمثال هؤلاء ان ينتصروا لنا أو لقضيتنا بقدر مانرفض كل ذلك الابتذال والانتقاص مناوقضينا من قبل أناس كذلك الصحفي أو شيخه الذي يزعم انه ثوري أنهكته أنات الفقراء وصرخات الجياع بينما لايثقل كاهله سوى هم قبيلته وكيف يستطيع ان يستمر في بسط نفوذه عليها وكيف يجد مساحه شاغرة له في مهب الأحداث جاها ووجاهة.
أما الجنوب فلا يحتاج إنصافا ممن ارتضوا لشعبهم القهر وحولوا أرضه وعرضه إلى غنيمة ومارسوا عليه طيلة عقود سياسة القهر والتجهيل بقدر مايحتاجون ان يكف هؤلاء عن خطابهم وممارساتهم السلبية
ضد الجنوبيين ككل وحراكهم السلمي والجنوب لديه من الشباب الثائر والقيادات والكوادر المناضلة والمجربة في مختلف الفئات العمرية وعندهم القدرة للتضحية والبذل اقلها لصناعة جيل يسعى لاستعاده دولته الفتيه وتقرير مصيرها الدولة التي شهد لها العدو قبل الصديق فأضحت دوله مهابة لها علاقتها مع الدول الشقيقة والصديقة فلا يظن احد ان بإمكانه النيل من قضية الجنوب أو الانتقاص بشهدائها وجراحها الذين يصل أعدادهم للآلاف أو الاساءه لثوارها ونحذر هنا من مسلسل الإساءات التي باتت تبدو ممنهجة ضد الجنوب والجنوبيين منذ بدا يغمرهم الشعور بالنصر على (علي صالح) وثورة الشباب ومؤشرات ذلك المسلسل كثيرة بدأت في (قناة سهيل) باستخدام ذات التعبيرات من قبيل (بلاطجة) وأسوء منه في أحيان أخرى .
ماتزال تداعيات عدد من الإساءات والممارسات على الأرض قائمه حتى اللحظة في حضرموت و أخرها في عدن وفي ذات ذكرى الاستقلال التي تطاول عليها صحفي الإصلاح وشيخه اطل علينا(الصانع) وهو احد أدواتهم وقال ماقاله في حق الجنوبيين وليس هناك أسوأ وأكثر ابتذال من سياسة استخدام أدواتجنوبيه يمتلكها أولئك القوم للإساءة للجنوبيين ولكنها في ذات الوقت تعبر بكل وضوح عن مايضمرونه في أنفسهم تجاه الجنوب وقضيته وهو مانرفضه ونحذر منه وندعوهم للكف عنه وإلا فتداعياته ستكون وخيمة
نقل عن موقع عدن الغد
التعليقات (0)