مواضيع اليوم

لماذا يستهدفون الشخصية السودانية

ابراهيم أرقي

2009-08-27 10:11:37

0

لماذا يستهدفون الشخصية السودانية


قبل أيام بينما كنت أطالع إحدى الصحف البحرينية لفت نظري بيت الشعر المشهور:-
إن حظي كدقيق فوق شوك نثروه
ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه
صعب الأمر عليهم فقالوا
كيف من أشقاه ربه تسعدوه
وهي للشاعر السوداني الراحل إدريس جماع وللأسف أن كاتب المقال لم ينسب هذه الأبيات لصاحبها وقال إنها لأحد الشعراء القدامى.
وأذكر أن الأستاذ الصحفي الكويتي محمد البرجس كان قد ذكرها لي من باب انه معجب بها وعندما أخبرته إنها لشاعر سوداني اندهش.
سقت هذه المقدمة كمدخل لموضوع فكرت مرارا في الكتابة عنه وهي حقوق السودانيين المهضومة من قبل الشعوب العربية والشعوب الخليجية.
رغم أن السودانيين أسهموا إسهامات لا تخطئها العين في كل مجالات التنمية والتعمير بالنسبة لهذه الدول إلا أننا نجد أن حقوقهم الأدبية مهضومة تماما فعلى سبيل المثال نجد أن المهندسين السودانيين هم من أسس البنية التحتية لكل دول الخليج والقانونين السودانيين هم من أسسوا القضاء في تلك الدول والقيادات العسكرية السودانية هي من أسست ودربت جيوش تلك الدول, والأساتذة السودانيين هم من علموا أجيال تلك الدول في الجامعات, وأطبائنا هم من علموا أطبائهم مسك المشرط, والقائمة تطول........
نحن لا نريد منا ولا شكورا من أحد لكن فقط أن تجد الشخصية السودانية الاحترام والتقدير من باب إحقاق الحق لأهله. ومن باب عطائها اللامحدود.
ولكن أن يلجأ البعض إلى محاولة التقليل من الشخصية السودانية عن طريق النكات ووصفها بصفات لا تليق وعطائها وإنجازاتها وحتى أخلاقها هذا ما لا نقبله.
وهنا لا نشك أبدا في أن هناك بعض الجهات وبعض الأجناس لها مصلحة في إطلاق مثل هذه الترهات للتقليل من شأن الشخصية السودانية وعطائه ليفسح لهم المجال بعد أن نبذهم الجميع واكتشفوا ضعفهم وقلة شأنهم وبعد أن اثبت السوداني نبله وأمانته وإخلاصه في العمل وهو رأس مالنا الذي نعتز به أمام الخلق أجمعين وقد قرأت أحد التعليقات من أحد الأخوة الخليجيين على موضوع (مكتبة جرير) حينما قال (أن معه سوداني مسئول من الشئون المالية في الشركة التي يعمل بها وتحت سلطاته مليارات الريالات ولكن إذا تصرف في ريال واحد يكتب به ورقة ويوقع عليها).
هذا هو رأس مالنا كما ذكرت الصدق والأمانة التي نفاخر ونتفاخر بها أمام كل الناس وهي نابعة من تربيتنا ومن قيمنا الإسلامية السمحاء.
كل التعليقات التي وردت في موقع صحيفة الوطن السعودية عن الخبر الذي يخص ترجمة كتاب ( العقل أولا) والذي زج فيه المترجم بعبارة (ما الفرق بين الديناصور المنقرض والسوداني النشيط) نحن نعتبر هذه التعليقات شهادة فخر وقلادة شرف لنا نعتز بها كثيراً وإن كانت لا تضيف إلى رصيدنا الأخلاقي شيئا جديدا.
السودان أرضاً وشعباً واجه حملة استعمارية شرسة منذ القدم واستطاع أبطال السودان أن يسطروا في التاريخ بدمائهم أحرف من نور تحكي بطولاته وهنا يمكن أن نستشهد فقط بمعركة كرري التي استشهد فيها أكثر من عشرة آلاف مقاتل من جيش المهدية حينما قابلوا الأسلحة المتطورة في ذلك الزمان (المكسيم) التي استخدمها الانجليز لغزو السودان واجهوه بصدوره وهم يحملون السلاح الأبيض وكان الواحد منهم يربط نفسه بالسلاسل حتى لا يقولوا انه هرب.
والسودان أيضا يواجه الآن حملة استعمارية شرسة من نوع جديد حينما يحاصر اقتصاديا لأكثر من 20 عاما من قبل دول الاستكبار ولكن شعبه الذي يصفه البعض بالكسل صمد وقاوم حتى انتصر أخيرا, فأنتج البترول وهو محاصر, وفتح الجامعات وهو محاصر, وانتصر في الحرب وحقق السلام وهو محاصر. وشق الترع انشأ المشاريع الزراعية وهو محاصر, أسس مصنع جياد لصنع السيارات وهو محاصر, وأنشأ مصنع الصافات لتصنيع الطائرات وهو محاصر, وأنشأ اكبر سد في الوقت الراهن في افريقيا (سد مروي) وهو محاصر, شق الطرق ورصفها وهو محاصر, قاتل ودافع عن كرامته وهو محاصر.
فلو أن الحصار الذي ضرب على السودان وشعبه ضرب على أي دولة أخرى لانهارت واستسلمت لإرادة القهر والتسلط من قبل الدول العظمي.
ولكن هيهات نحن شعب السودان لم نتربى على هذا ولم نعايشه في أوطاننا شعارنا القومي هو:-
نحن جند الله جند الوطن
ان دعا الداعي الجهاد لن نخن
نتحدى الموت عند المحن
نشترى المجد بأغلى ثمن
هذه الأرض لنا فاليعش سوداننا
علما بين الأمم
يا بني السودان هذا رمزكم
يحمل العزة ويحمي أرضكم
هذا هو نشيدنا الوطني يضخ عزة وكبرياء لحماية الوطن والشرف نعتز بذلك ونقاوم من أجله.
والجيش السوداني الباسل كان في الخطوط الأمامية في معركة الكرامة أمام العدو الصهيوني وقاتل في العراق وفي كثير من جبهات التحرر الوطني في العالم العربي.
يكفينا شرفا إننا لم نمد يدنا ولم نصغر خدودنا من أجل حفنة قمح أو دولارات تتبعها ذلة ومهانة نحن شعب نعتز بانتمائنا العربي والإفريقي وهذه الخلطة هي التي خلقت هذا الإنسان ذو الدم الحار.
وقد قال شاعرنا
عرب ممزوجة بي دم الزنوج الحارة
ديل أهلي
ولو ما جيت من زي ديل
وا أسفاي وا مأساتي وا ذلي




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !