مواضيع اليوم

لماذا يزور الرئيس التشادي "ديبي" الخرطوم الآن؟

مصعب المشرّف

2010-02-09 10:34:01

0

لماذا يزور الرئيس التشادي ديبي الخرطوم؟

 

إدريس ديبي في الخرطوم اليوم

هل الغرض تصالح أم مجرد مناورة وطأطاة راس للرياح القطرية؟


زيارة عدو البشير اللدود ؛ الرئيس التشادي "إدريس ديبي" المفاجئة خلال الساعات الماضية للخرطوم ، تعتبر مكسبا كبيرا للرئيس عمر البشير في هذا الوقت بالذات والانتخابات على الأبواب ، كونها تحمل تلويحا بإمكانات جدية لقرب إيجاد حلول لمشكلة دارفور. أو تقدم المفاوضات بين الحكومة وتجمع الحركات المتمردة ......
ومما لاشك فيه أن إدريس ديبي حين خطا هذه الخطوة المفاجئة ، لم يكن بمثابة الطيب القلب أو بصفة من عاد إليه صوابه ... ولكن كل ما في الأمر أن مكالمة مختصرة من الرئيس الفرنسي سيركوزي هي التي دفعته لتقديم رجله اليمنى قبل اليسرى ، وركوب الطائرة والهبوط بها في مطار الخرطوم دون مقدمات لعقد إتفاق مصالحة وجبر خواطر بينه وبين عمر البشير للمرة الخامسة منذ عام 2006م ......
ولأجل ذلك وتجاه هذه المرة الخامسة من المحاولات الفاشلة للمصالحة بين الطرفين ؛ لاحظنا في خطاب الرئيس عمر البشير الترحيبي بإدريس ديبي الإشارة والتذكير بأن هذه المصالحة ليست الأولى من نوعها ؛ ولكنه يتمنى لو تكون الأخيرة بين الطرفين ، أو أن يطول مداها وتثمر نتائج إيجابية على اقل تقدير.
وأما لماذا أقدم سيركوزي على التضحية بثمن إجراء مكالمة دولية (وهو المشهور ببخله) باهظة مع الرئيس ديبي لأجل خاطر عيون الحكومة السودانية وعلى رأسها عمر البشير؟! فإن الأمر مرتبط في الحقيقة بضغوط جدية قوية مارسها (راعي مباحثات سلام دارفور) سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على سيركوزي ، لإعادة إدريس ديبي إلى طاولة المفاوضات ، وإعلان حسن النوايا مع الخرطوم ، على إعتبار أن ديبي هو المحرك الأساسي لكلّ الدمى في مسرح عرائس تمرد دارفور ..
وأما لماذا ينصت سيركوزي لما يرغب به سمو الشيخ حمد بن خليفة فالإجابة بسيطة جدا وهي مصالح فرنسا في مجال الطاقة والغاز ورغبتها في جذب استثمارات مالية ، وتسويق مفاعلات نووية للأغراض السلمية بمنطقة الخليج العربي.
الأمر المستغرب من كل ذلك هو التحفظ ونظرة الشك والريبة والكلمات والعبارات المعززة لهما من جانب حكومة الخرطوم تجاه هذه الزيارة المفاجئة لإدريس ديبي ؛ التي من الواضح أنها لم يتم الإعداد لها بشكل رسمي متأني عبر القنوات الدبلوماسية المتعارف عليها.
ولكن الأكثر غرابة أن ينسى المؤتمر الوطني الحاكم إستثمار هذه الزيارة وفق عادته بالتكبير والتهليل لها والتطبيل ، وإستغلالها للاستهلاك المحلي على أقل تقدير في هذا الوقت بالذات والانتخابات العامة وإنتخابات رئاسة الجمهورية على الأبواب ، والرئيس الأمريكي الأسبق "جيمي كارتر" في الخرطوم يتهيأ للقاء الرئيس البشير نهار اليوم 9/2/2010م بعد أن جاء للإطمئنان على مدى مؤشرات نزاهة الانتخابات المزمع إجراؤها .....
فهل الأمانة العامة لهذا الحزب الحكومي نائمة في العسل كعادة أحزاب السلطة الحاكمة في دول العالم الثالث الشمولية (ولا نقول المتخلفة) ؟ أم أن حزب المؤتمر الوطني الحاكم يضع في بطنه بطيخة صيفي وينام ملء جفونه ، وهو على إطمئنان بحسمه نتائج الانتخابات المشار إليها سلفا وبدون حاجة للدعاية والتهليل ؟
ويتبقى بعد ذلك أن الرئيس الأريتري "أسياسي افورقي" (لو لم يتم إسترضاؤه بحفنة دولارات) فإنه لن يسكت ولن يرضى بأن يخرج من المولد بلا حمص . ومن ثم فلابد أن يحاول الإطلالة برأسه يهدف الإبتزاز والتلويح بقدرته على إجهاض مبادرة قطر طالما أنه ليس له في الطيب نصيب .... علما بأنها ليست المرة الأولى التي يحاول فيها أفورقي إيجاد دور له في مشكلة دارفور ، رغم إمكاناته اللوجستية المحدودة وأن أسمرا في أقصى الشرق ودارفور في أقصى الغرب ..... ولكن الرزق كما يقول المثل المصري "يَحِـبّ الخِـفِـيّة).




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات