لماذا يدافعون عن تامر حسني؟
قبل أسابيع مضت نشرت على مدونتي المتواضعة هذه تدوينة بعنوان (قوائم العار المصرية .. إلى متى) تطرقت فيها بالرصد وبعض التحليل لموقف بعض الشخصيات السياسية والنجوم الإعلامية والرياضية والفنية والغنائية بوجه عام تجاه ثورة 25 يناير الشبابية التي غيرت وجه مصر والعالم العربي.
ومن بين ما توقعت ؛ لم أكن أتوقع أن يحتل المطرب تامر حسني موقع الصدارة من بين تلك التعليقات الكثيرة التي شرفني بها الإخوة القراء .. خاصة الجنس اللطيف منهم اللاتي دافعن مستميتات عن تامر حسني وبحماس منقطع النظير ....
دفاع المراهقين والشباب عامة والجنس اللطيف من هذه الفئة خاصة عن المطرب تامر حسني والبحث عن المبررات له . وإعلان إبتلاعهم له كما هو وبما فيه من سلبيات وإيجابيات تجعل المرء يطرح أكثر من سؤال يتعلق بقناعات الجيل الجديد من النشء العربي بوجه عام..... وهل أصبحت هناك قيم ومثل عليا وثوابت وقناعات وطنية وقومية ، يمكن لأحدهم أن يطرحها أرضا ويطأ عليها بقدميه دون عين تطرف أو وازع من ضمير؟
وعلى سبيل المثال وعلى ضوء معطيات سابقة محددة تتعلق بتهرب تامر حسني من الخدمة الوطنية الإلزامية ؛ فقد كان الأجدر أن يلقى مثل هذا السلوك الغير وطني إستنكارا من قبل الشباب ، على إعتبار أن مسلك تامر في هذا المنعطف بالذات من حياة كل شاب مصري قد جاء على النقيض من كل الثوابت والمفترض .... وحيث المفترض هو أن يسارع الإنسان إلى تلبية نداء الوطن بنكران ذات وحماس منقطع النظير..... وهذا هو تصرف الإنسان العادي على اقل تقدير ....
كان البعض يظن أن تهرب تامر حسني من أداء واجيه في الخدمة الوطنية الإلزامية سيعصف به ويهدم سماته ويقف حائلا وسدا منيعا بينه وبين الوصول إلى قلب وضمير الجمهور المصري والعربي له . لاسيما وأن التهرب من الإنخراط في سلك التجنيد الإلزامي بالنسبة للمواطن المصري إنما يمس بالدرجة الأولى والأخيرة ثوابت الصراع العربي الإسرائيلي.
ولكن لماذا يتهرب تامر حسني من التجنيد الإلزامي ؟ .... ولماذا تمر هذه المسألة مرور الكرام وسط معجبيه ومجانينه من المراهقات والشباب؟
هل كانت الفترة المظلمة في تاريخ الشعب المصري خاصة والعربي عامة بين عامي 1978م و 2011م هي السبب وراء ظهور مجاميع ضخمة من نشء لم يعد يمنح الوطن والمواطنة والقومية الإعتبار اللازم أم ماذا؟
هل كان أمثال تامر حسني يجرأون على التهرب علانية من الخدمة الوطنية الإلزامية لو كان في زمان وعهد جمال عبد الناصر مثلا؟ .... بل وماذا كان سيكون مصيره ومستقبله الفني لو فعل ذلك؟
هل كان سيجد من يحييه من الشباب ، وتتمنى تقبيله من المراهقات على ما هو فيه وعليه ؟
الإجابة بالتأكيد لا و 1000 لا ....
وفي خضم ثورة الشباب المصري 25 يناير الجاري أبى تامر حسني بمواقفه السلبية المؤيدة للحزب الوطني البائد إلا أن يظل وفيا لعهد وثقافة السوبر الماركت التي قادها "نجل الدلال" جمال مبارك ؛ وتابعه الطبال السابق أحمد عـــز .... حيث سعيا معاً حثيثا لتكريسها إنجيلا للشباب المصري بوصفه قلب العروبة النابض ؛ وبما يخدم مخططات الإستراتيجية الصهيونية في تحويل جيل ما بعد الإنتفاضة الفلسطينية الأولى إلى مجرد كناسة وقاذورات بشرية متحركة تزحم الشارع العربي لاغير .....
فهل بعد كل هذا وذاك يستاهل تامر حسني أن يكون قدوة لغيره من الشباب ؟ أم أنها مسألة يمكن وصفها على إعتبار أنها ذيل ضب من ذيول عهدٍ تولى وإنقضى بتفجر ونجاح ثورة 25 يناير؟
لا أزال بعد أنظر إلى النصف الممتليء من الكوب ، وعلى بصيص ثقاب ثورة 25 يناير أرى في السنوات القادمة ما يرتجى منه وفيه أن يشكل قناعات جيل عربي جديد ؛ جيل معافى صادق النفس يقبل خوض التحديات الجدية التي تنتظره للنهوض بهذه الأمة العربية نحو أعلى آفاق الرقي والتقدم والإزدهار.
التعليقات (0)