لماذا يحاربون حزب العمال الكوردستاني ؟
ميثاق الفياض
methaq32@gmail.com
حزب العمال الكوردستاني او ما يطلق عليه اختصارا (PKK) من الجماعات المسلحة الكوردية اليسارية ذات التوجهات القومية الكوردية والتي تهدف الى تحقيق الحلم الكوردي من خلال انشاء الدولة الكبرى التي تضم جميع الاكراد على وجه البسيطة وبالاخص اكراد العراق وايران وتركيا ,
يتزعم هذه الحركة المسلحة السياسي والمقاتل الكوردي عبدالله اوجلان المولود في الرابع من نيسان 1948 بمنطقة اورفة جنوب شرق تركيا والمعتقل منذ 1999 من قبل السلطات التركية ,
قبيل العام 1998 كان قائد حزب العمال الكردستاني أوجلان في سوريا، ولما تدهورت العلاقات بين الحكومة السورية و التركية انذاك ، وتعرض سوريا الى ضغوطات سياسية من قبل الاتراك بخصوص دعمهم لحزب العمال الكوردستاني ، أجبرت الحكومة السورية عبد الله أوجلان على الرحيل من اراضيها.
رحل قائد حزب العمال الكوردستاني (PKK) إلى روسيا ومن ثم توجه إلى عدّة دول، من ضمنها إيطاليا واليونان وفي عام 1998 وأثناء تواجده في إيطاليا، طلبت الحكومة التركية من روما تسليم أوجلان , وفي الخامس عشرة من شباط عام 1999 تم القبض عليه في كينيا في عملية مشتركة بين قوات وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) و وكالة الاستخبارات الوطنية التركية وعملاء اخرين يقول عنهم بعض المراقبين كانوا من الموساد الإسرائيلي
تم نقله بعدها جواً إلى تركيا للمحاكمة .
وضع أوجلان في الحجز الانفرادي في جزيرة إمرالي في بحر مرمرة في تركيا منذ أن قبض عليه وبالرغم من أنه قد حكم عليه بالإعدام إلا أن الحكم حول إلى الحبس مدى الحياة عندما ألغت تركيا وبشكل مشروط عقوبة الإعدام في اب 2002 .
يقول اوجلان عن وصفه للشرق الاوسط في كتابه (الفوضى فًي حضارة الشرق األوسط، والحلول المحتملة) , إن مجتمع الشرق الاوسط (ودوله) ٌعِّبر بكل معنى الكلمة عن ركام متكدس من المشاكل العالقة. فالمشاكل المتنوعة المكبوتة والمتراكمة منذ الماضً الغابر، قد تركت المجتمع مقطوع الانفاس. أما الانظمة المفروضة علٌيه من قِبل النظام الرأسمالًي فقد اضحت بحد ذاتها منبعا لخلق المشاكل. فلا الدول المعنٌية قادرة على إٌيجاد الحل، ولاهي تفسح المجال للقوى الممتلكة للحل – الداخلٌية منها والخارجٌية – بأن تقوم بدورها , إن تسمٌية المشاكل بانها مجرد أزمة اسلامية ، هو تعبير خاطئ للغاية .
حيٌث ثمة ذهنٌيات سائدة تتخطى نطاق الاديان التوحٌيدٌية، وتمتد بجذورها لتصل إلى العهد النيوليتي (هذا العهد يبدأ منذ 10000 سنة قبل الميلاد لينتهي ببدأ العصرالبرونزي أو عصر إستعمال المعادن 2300 سنة قبل الميلاد).
على الرغم من تصنيف (PKK) كمنظمة إرهابية على لوائح عدة دول منها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا وإيران وسوريا وأستراليا
فقد استمر المقاتلون في حزب العمال الكردستاني بنهجهم واستطاع هؤلاء المقاتلين من الجنسين بناء قوة عسكرية لا يستهان بها حتى حاربوا تنظيم (الدولة الاسلامية ) او مايعرف بداعش بكل قوة في عين العرب ( كوباني ) واعلن حزب العمال الكردستاني النفير العام للدفاع عن مدينة عين العرب شمال سوريا وبعد سقوط قريتي ميناس وعلبلور بيد تنظيم داعش الارهابي حينها حذر زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان من معتقله في تركيا من أن عملية السلام بين حزبه والدولة التركية ستنتهي إذا سمح لمسلحي داعش بارتكاب مجزرة في عين العرب( موقف أوجلان جاء في بيان أصدره وفدٌ حزبيٌ زاره في السجن )
الا ان تركيا وللاسف حسب تقارير سياسين وناشطين قد فسحت المجال لعناصر تنظيم داعش الارهابي بالتمادي والتقدم نحو مدينة كوباني وقتل المئات من اهالي المدينة وتدمير بنيتها بنسبة كبيرة جدا وازدياد بقعة التنظيم خصوصا بعد السيطرة على سنجار وأسر اهلها من الاغليبة الايزيدية وقتلهم واغتصاب نسائهم .
ان تاريخ المقاتلين في هذا حزب العمال الكوردستاني لا يختلف عن باقي الاحزاب الكوردية والتي ناضل اغلبها ضد الانظمة السياسية ومن ضمنها نظام صدام حسين السابق و لو استطاع قادة حزب العمال الحصول على فسحة سياسية كبيرة لكانوا اشبه بقادة الاحزاب الكوردية العراقية (الاتحاد والبارتي ) من تاسيس اقليم مستقل سياسيا واقتصاديا ولحذفت الولايات المتحدة تصنيفهم من قائمة الارهاب كما حدث وشطب الكونكرس الامريكي حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود برزاني من اللائحة الأميركية الخاصة بالمنظمات الإرهابية
الا ان تركيا وبدلا من محاربة تنظيم داعش ومنع تدفق الاموال والمقاتلين اليه استمرت باستهداف حزب العمال الكوردستاني وشنت سلسلة من الغارات على مواقع وأهداف تابعة لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق وجنوبي تركيا، وكان من الاجدر بالمقاتلات التركية مِن طراز أف ١٦ المنطلقة غالبا من القاعدة الجوية الثامنة في ولاية ديار بكر - جنوبي شرق تركيا لقصف مواقع تابعة لمسلحي الحزب الكردستان ان تستهدف مواقع عناصر داعش والانضمام الى التحالف الدولي في الحرب على الارهاب .
استمرار النهج التركي في محاربة الاكراد من مقاتلي حزب العمال الكوردستاني والضغط على اقليم كوردستان بعدم دعم او ايواء عناصر هذا الحزب امر يجب ان تقف الدول العالمية منه موقف جاد واعطاء تركيا انذارا في هذا الوقت بالتوقف عن محاولات استهداف (PKK) وتحول مسار طائراتها وجنودها الى عناصر تنظيم داعش .
###
التعليقات (0)