علي جبار عطية
ــــــــــــــــــــــــ
aliatia123@yahoo.com
كاتب وصحفي عراقي
كثر الكلام بشأن الخروج الحزين لمنتخبنا الوطني بكرة القدم من تصفيات كأس العالم في الدور التمهيدي بخسارته أمام قطر مساء الأحد 22-6- 2008 بهدف وحيد وأنقلبت العواطف الجياشة والمشاعر النبيلة المتفاعلة مع الفريق الى أنفعالات متباينة في العدوانية حتى وصل الحال الى التشكيك بوطنية اللاعبين وتخوين بعضهم وهذا يعكس سعة الآمال المتوقعة من انجاز كان في متناول الاقدام قبل ان يطاح به بضربة رأس قطرية في وقت حرج من المباراة ومن المفارقة أن المباريات التي لعبها المنتخب العراقي استخدمت فيها تشبيهات ومجازات طريفة فمن ذلك تشبيه الفريق العراقي بالاسد الجريح، نسبة الى اسد بابل وشبهوا الاستراليين بالكنغر والصينيين بالتنين وقالوا أن الاسد العراقي قهر الكنغر الاسترالي وروض التنين الصيني، إلا أن القائل لم يتوقع ان يغرق الأسد العراقي بعصير العنب القطري!
ولو جردنا المباريات من هذه التشبيهات والرموز التي تصورها صراعا في غابة من الوحوش واعدناها الى الساحة الرياضية وانها مجرد مباريات تنافسية تعكس الوجه الحضاري للبلد لارحنا واسترحنا ولقد كشفت هذه المباريات زيف تكهنات المنجمين ومن محاسن الصدف أن عرافة نمساوية تنبأت بوصول منتخبي فرنسا والبرتغال الى المباراة النهائية على كأس أوربا فاذا بالفريقين يخرجان من الدور الأول وهذا ما حصل مع الفريق العراقي الذي تنبأ أحد الفلكيين على قناة الرياضية العراقية ليلة مباراتنا الاولى التي خسرناها مع استراليا تنبأ بتفوقه وعلو حظه فاذا به يجانبه الحظ تماما في المباراة!
فلماذا نريد أن نحتكر الفوز؟ ولماذا يجب أن نفوز .. هل لدينا جوع الى النصر والفرح نتيجة خيباتنا وهزائمنا الشخصية المتواصلة أو هي حالة طبيعية أن ينتظر الانسان نصرا ليحتفل؟ والسؤال المهم هو: لماذا نطلب النصر من كرة القدم اللامنطقية المستديرة التي لايتجاوز وزنها 450 غراما لكن لها جاذبية لاتقل عن جاذبية الكرة الأرضية وليس لها صاحب ولا صديق!!.
التعليقات (0)