لماذا يا جزيرة   البطل أمريكي؟

مقالي هذا سيكون بسيط جدا و قصير جدا قدر الإمكان و هو يتعلق بموضوع جديد هام سيأخذ على الأقل أسبوع من وقت قادة العالم و خبراؤه و علماؤه في كوبنهاجن الدنماركية، و ما نتوقعه من هذا الاجتماع الضخم الذي يروج له الاعلام بكل ما اوتي من قوة ليس بالشيء الكثير خاصة في هذه الفترة من الزمن ... فالحفاظ على كوكب الارض ليس بالشيء البسيط و إن خسرنا هذا النوع من الاهتمام  و المحافظة عل كوكبنا فسنخسر أنفسنا و بيئتنا ... و كم أشكر كل أؤلئك الحريصون على البيئة و يشرفني أن أنتممي لهم ... و لكن يجب ان نعلم من أين يأتي هذا الضرر للكوكب؟

الدول الصناعية الثمانية الكبار في العالم تساهم  بما نسبته 75% من الضرر و الاحتباس! و من صاحب الحصة الكبيرة .. إنهما الصين و أمريكا!!

و ما جعلني أكتب تقرير بث على قناة الجزيرة ( التي أحبها و أحب أن أتابع و أسمع و أرى كل ما تقدمه) و علم القناة و باحد تقاريرها ايضا بأن هاتين الدولتين هما من الاسباب الرئيسة للكارثة ...  إلا أن الجزيرة الفضائية لم تجد في أحد تقاريرها و بحسب تذكري (6-12-2009) و في كل العالم الا مواطن امريكي يحافظ على البيئة و يقوم باعماله اليومية بطريقة صديقة للبيئة و تحد من الاحتباس . .. و يا ليت كل الامريكان و غيرهم يتصرفون مثله... و ما أود أن أقوله أنه كان يجب على الجزيرة أن تأتي بتقرير من إحدى الدول المتأثرة لا المنتجة للكارثة! الدول التي هي الان صحاري قاحلة فماذا ستكون بعد الكارثة؟  يا ليت التقرير كان من دولة فقيرة لا يزال مواطنوها بعيدين جدا حتى عن كوبنهاجن و ما سيدور بها ... و يا ليت التقرير كان عربي حيث أن العرب لا يساهمون إلا بنسبة ضئيلة من هذه الكارثة و يمثلهم المملكة السعودية  بنسبة 5% و ليس بسبب صناعات ثقيلة ..لا .. بسبب الصناعات النفطية!

ما رأيته و أستنتجته و كأننا نساوي بين الضحية و الجلاد ... و كأننا نقول أمريكا جزء من المشكلة اذ ليس كلها بحروبها و صناعاتها المختلفة و ما ينتج عنها من مكونات للاحتباس ... و مواطنها هذا صفحة بيضاء يمثل الحل الخلاب ... لا بل هو أي المواطن الامريكي من يحافظ على الكون و سلامته! أما الاخرين فهم لا شيء حتى نحن الذين لا نضر البيئة بشيء... و بعيدا عن العرب ... فلماذا لم يكن التقريرعن مواطن او اليات في البلد المضيف و هي و كما نعلم أكبر صديق للبيئة؟.

و ما أحترمته و أعجبني في تقرير سابق للجزيرة ذاتها هو ذلك البيت الصديق للبيئة في كوريا الجنوبية ... و لكن ما يحزن أيضا دونما ذكر للعرب في شيء... و كأني كنت أشاهد دعاية تجارية تقول ... يا أغنياء العالم (العرب) إشتروا هذا البيت! تحمون البيئة... و مع علمي بان دول العالم الرابع لانه لم يعد ثالث لكبر و ضخامة الفجوة اليوم ليس لها ذنب بما يحصل و حصل ... و لكن نحن الضحية في النهاية و ذلك الكوري او الامريكي بطل و مثقف و ذكي و تمكن و كان قادرا على حماية البيئة اكثر منا نحن المحطمون الذين لا منصف لنا دائما!.

يا ليت أن يكون هناك تقرير عن مجموعتنا العربية و كيف تعيش و تصنع و تأكل و هل هي بهذا تحمي البيئة ام لا؟ كيف يطبخ الافارقة و كيف ينشف البعض غسيلهم  وكيف يقطع البعض  جبالا و وديانا على قدميه أو دابته ... فنحن لم نرقى لمستوى الصناهة و التعدين و عالم ناقلات النفط الت ترى دخانها و أنت على ارتفاع 32000 قدم ... ناهيك عن كوننا المجتمع الاستهلاكي المستورد الاول في العالم ...؟ فيا ليت الفضائيات تننصفنا ( أعرف أن الإعلام جهة محايدة و سلطة رابعة)  كعرب مسلوبون في كل شيء حتى في هذا!! و من هنا فإنه من حقي أن أتسآءل فمن يحرر مثل هذه التقارير ؟ و من يأمر بنشرها و بثها و إن لا إجابة أو قلة إنتباه  ... فلا حول و لا قوة الا بالله.