مواضيع اليوم

لماذا هذه الأخلاق يا سمو الاميرة ؟

حسنين السراج

2012-01-22 19:18:54

0

 

قبل فترة وأنا أقلب صفحات أحد المواقع العراقية قرأت موضوع يتحدث عن هموم العراقيين في السويد فلفت انتباهي الرد التالي :


(شخصياً كلما اشتاق للعراق اروح للسفارة واشبع قهر ومذلة ولا ابالية من قبل الموظفين وارجع ... أول البارحة سلمت على موظف الاستقبال بالسفارة ... جان رئسا يگلي ( شتريد ؟؟؟) . ( دون أن يرد السلام ) .

قبل سنوات أرسل لي احد أصدقائي المقيمين في السويد الرسالة التالية :

ذات يوم وبينما كنت في عملي ، وعلى وشك الوصول للمكان الذي كنت انوي الذهاب اليـه بسيارة العمل , توقفت عنـد أحدى الإشــارات الضوئيـة بعـد أن وهج لونها الأحمر توقفت بجانب سيارتي سيارة ســوداء يجلس فيها شخص بجانب السائـق يرتدي نظارات توحي بأنـه أحدى أعضــاء رجال الأمن ، نظر لي وابتسم فتسائلت بنفسي لماذا ينظر لي ويبتسـم ، فنظرت لمن يجلس بالكرسي الخلفي ، وإذا فتاة جميلـة تحدق لي بعينيها الواسعـتان كالبحر وبثغـر مبتسم جميـل ، كان الزجاج المضلل لا يظهر كثير من محاسنها ، وكأنها شعرت ما بداخلي ، ففتحت نافذة الباب الذي كانت تجلس بجواره ولم أصدق عيني انها هي ، نعم انها هي ، تبتسم لي وتوميء بيدها ملقيـة التحيـة عليّ !! لم أصدق نفسي بأن بيني وبينها بضع سنتميترات ولا يفصل بيننـا غير بابي سيارتي وسيارتها ، ولم اعلم ما افعل غير ان ابادلها التحيـة والإبتسامـة وحينها تمنيت لو ان ضوء اشــارة المرور لا يتحول للأخضـر كي لا تنتهي هذه اللحظات الجميلـة ، ولكن لابد للسير أن ينطلق وكل شخص يتخذ سبيلـه ، فتعجبت وتسائلت في نفسي مرة أخرى ، متى يكون ذلك في مجتمعاتنـا العربيـة ؟ فأجبت مسرعاً على الســؤال .... لا يكون ذلك ابــداً . لقــد كانت بحق أميرة ، وتستحق أن تكون ولية عهــد ابيها الملك كوستاف ، انها الأميرة فكتوريا ، وليـه عهد ملك الســويد .



تخيل أنك في بلاد الغربة وتقود سيارتك فتصادفك ولية العهد أي الملكة المستقبلية وتعاملك بكل لطف وكياسة وخلق رفيع وتبادر في تحيتك وتبتسم لك لتذكرك بانك أنسان مرحب به . 

وتخيل أنك في بلاد الغربة وتشعر بالحنين الى الوطن فتذهب الى السفارة لتستفسر عن بعض المعلومات ولتبحث عن من يتحدث لهجة بلدك ومن يخفف عنك لوعة الاشتياق وحين تسلم على موظف الأستقبال يقول لك ( شتريد) بدون أن يرد على سلامك ليذكرك بانك أنسان غير مرحب به . 

ليس لي ألا أن أقفل الحاسوب وأصعد الى السطح لأنظر الى القمر . لانه عامل مشترك يلهم الشاعر العراقي والشاعر السويدي على حد سواء . وبما أني لست شاعر سأكتفي بالنظر اليه وتامله عسى وأن اجد جوابا لمفارقات هذا العالم . 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !