علي الكاتب أن يكتب ليقرأ الناس .. و لا يهم أن تطرح كتاباته حلولاً للمشكلات التي يتعرض لها .. فقد تصبح كلماته إلهاماً لمن لديه القدرة علي الحل و العقد و إتخاذ القرار ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ﴾( سورة الأحزاب .. علي الكاتب أن يتجرد فلا ينحاز أو يتحزب بل يظل محايداً علي الدوام لا يعنيه سوى نصرة الحق و إظهار الحقائق التي قد تغيب عن جمهرة كبرى من الناس .. فيظل الضوء المبدد للزوايا المظلمة الذي يغلف غموضها جنبات من العقل البشرى في العصر الذى يحياه .. علي الكاتب أن يتنكر لعواطفه الإنسانية عند الحكم علي الأشياء .. فلا يحب شخوصاً أو يكرهها لصفاتها الإنسانية .. بل يكره و ينكر كل فكر عشوائي يسعي للخراب و الدمار .. و يحب و يعشق كل فكر مستنير يسعي للخير و العمار .. ف
الأجساد تفني بشخوصها .. و العشوائية و أن بقيت تظل مستنقعاً راكداً يزداد عفنه حتي تعفه النفوس .. بينما يبقي الفكر المستنير نهراً خالداً تنهل منه القلوب و العقول علي الدوام .. علي الكاتب أن يظل مرآة عصره التي تعكس الحق و الحقيقة أياً كان مصدرها .. دون خوف أو مداهنة .. فالحق أحق أن يتبع .. مصداقاً لقوله تعالى في محكم كتابه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) المائدة آية(8).. علي الكاتب أن ينقل رؤياه لمن حوله مبشراً بالخير محرضاً عليه و محذراً من الشر مستنكراً له .. و أن يدعو الله عز وجل دائماً لرفع الهم و الحزن عن الناس كل الناس .. فالدعاء نعمة من نعم الله رزقنا بها لصالح البلاد و العباد كما قال الله تعالى: وَلَقَدْ أَرْسَلنَآ إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ {الأنعام:42} .. جملة ما سبق غيض من فيض مما تعلمناه في دنيا القلم و الحروف .. أسطره موضحاً لما قد يغيب عن بعض من متابعي من القراء الأعزاء في كل مكان عما أؤمن و اعتقد .. و قد أكون قد صرحت به مراراً و تكراراً .. فلست متحزباً لفصيل و لا متعصباً لشخوص ولن أكون بفضل الله .. و لا يعنيني من يحكم مصر بقدر ما يعنيني أن يكون قادراً علي الحفاظ عليها بعيداً عن الفرقة و الإنقسام .. لا يعنيني من يحكم بقدر ما يعنيني ألا يهدر دم بريء بلا ذنب قرباناً لصراع سياسي بغيض .. لا يعنيني من يحكم بل يعنيني ألا نقنن للكذب و التلفيق كطريق للعفة و الفضيلة .. نهاية القول أبغض الفكر الثورى في كل شيء في الدين و السياسة و كافة نواحي الحياة .. و إن نبعت المياه من بين يدى أصحابه .. فهو فكر مزاجي ممجوج لا يأتي بخير و لا يسعي إليه .. أللهم إحفظ جيش مصر و أهلها من كل سوء .. أللهم قنا شر الفتن ما ظهر منها و ما بطن .. أللهم أرنا الحق حقاً و أرزقنا إتباعه .. و أرنا الباطل باطلاً و أرزقنا إجتنابه
التعليقات (0)