لماذا نرحل ونترك من وراءنا أبناء .. تتعذب تحت شظى نيران العداوة ولهيبها ؟ !
إختلطت الأمور لدينا وتاهت منا في زحام الأقاويل المعنعنة كل قيم السلام والمحبة .
(( يا سادة .. لازال الأمر ممكنا ً إستدراكه .. لو راجعنا الثقافة والفكر المقدم لأولادنا ))
ولكن التساؤل الأم هنا :
لماذا لم يقوى أيا ً منا على القيام بأعمال المفاضلة فيما يُقدم له ويَنتقي من تُراثنا ما يسمو بعقيدته وفكره وسلوكياته ؟ !!
هذا السؤال خطر ببالي كلما قرأت تعليقات لبعض المتعصبين وإعتراضهم وإعترضاتهم ، وخصوصا ً لو كان إسلوبهم يتماثل للصفاقة وعدم الحياء 
وأتساءل : 
هل هؤلاء القوم ولدوا هكذا من بطون أمهاتهم ؟؟ أم أن هناك من ورائهم دوافع دفعت بهم لتلك النزعة العدوانية ؟؟ وما هي تلك الدوافع ولماذا لها هذا التأثير الضخم ؟؟ أ لكونها تتحدث بإسم الدين أم أن هناك أسباب أخرى غير ذلك ؟؟
ياسادة :
إننا نملئ ذات الرحم الذي تتوالد منه ثقافة الكراهية والعدوانية والمؤامرة بذلك الجنين الذي يولد ليكره أهله وناسة ويكفرهم ويقيدهم بأغلال الماضى السحيق .. بل ليقتلهم ذبحا ً ورميا ً وتفجيرا ً إن هم خالفوه 
فما المطلوب بعد ؟؟
يجب أن نسلم بأن الأمر لم يعد يُحتمل .. لإن الحياة لا تستقم والإنسان يعاني أكثر مما يستطيع .. فلابد وأن يفهم كل من يسعى قدر جهده لهدم فرحتنا وإستقرارنا .. أن كلا منا سيتحول بعد أيام لتراب .. وما هم ونحن إلا بزائلين .
فلماذا نرحل ونترك من وراءنا أبنائنا تحت تتأذى من شظى لهيب النيران ؟ !
هذا السؤال نتوجه به للسادة أصحاب النعرعة الكاذبة ، والنزعة العدوانية ، والعصبية العمياء ، للسادة المحرضين المتخفين تحت سفح الدين ، والمستترين في عباءته ، نتوجه به للسادة المختفين خلف قلاع منيعة حصينة مُؤمنين أنفسهم مُهلكين غيرهم .
ويستدع هذا .. آن يبدو في الأفق تساؤل آخر :
هل يجدي نفعا عقد اللقاءات المحلية ، والإجتماعات الداخلية ، أو الخطب الإعلانية الرنانة ، أو البرامج الإعلامية وضيوفها من رجال الدين أو المثقفين وغيرهم في القضاء على هذه الإزدواجية التي نحياها ؟؟؟؟؟
مع الوضع في الإعتبار كونها مجرد كلام .. يعرض على من لا يسمع إلا نفسه .. كلام فى كلام .. مجرد كلام فقط ليس إلا .. مجرد حوار داخل القاعات أو الغرف المكيفة بين المسؤولين لنتستر به على حالنا وأحوالنا نشجب ونستنكر وندين و.. و.. وفي النهاية تجد إننا نخرج بما لا يتعدى حدود زمان ومكان الكلام ، ونتصور أو بالأحرى نتوهم إننا نصلح بكلامنا هذا .. ما لا يمكن إصلاحه !!
إن كل ما أصبو إليه هو وضع النقاط فوق الحروف في محاولة لوضع الأمور داخل إطار من الحقيقة لإعادتها لنصابها حتى تستنير الدنيا أمام أعين فلذات أكبادنا مستقبلا ، ولنحاول ولو لمرة واحدة أن نستسلم لصوت العقل .
وهنا أقف وأصرخ بما أوتيت من قوة
وأقول 
(( يا سادة .. لازال الأمر ممكنا ً إستدراكه .. لو راجعنا الثقافة والفكر المقدم لأولادنا ))
يا سادة فلنعجل ونستدرك أمرنا بأيدينا قبل أن ينتقل غصبا ً لأياد أخرى ممكن أن تقسو علينا كما وقد سبق وحدث العراق .. ويحدث الآن
في قطاع غزة
الشكل الظاهري يقول لنا أنه تم تحديث المجتمعات العربية من كل الجوانب .. ولكن الواقع يقر بغير ذلك .. ويؤكد إقراره هذا بأن هناك شواهد تدلل على أن هذا التحديث قام على معايير وأسس شكلية هشة .. نعم هناك حداثة وتتطور مادي ملموس ، ولكن للأسف لم يواكبه تحديث أو أدنى تطور في الفكر أو الثقافة ، فبات لدينا مجتمع منقسم على ذاته ،
مجتمع مدني يبحث عن التطور الظاهري والمدنية والتحضر والحداثة .. هذا المجتمع ذاته يحمل بين طيات فكره تخلف عنصري دوجماطيقي يدور حول مركز دائرة مُشَكلة من عدة عناصر ذو ثقافة بدوية ذات نزعة عنصرية عدوانية تجافي العقل وتستبعد التحديث وتستنكر كل ما هو بجديد وتتخطى الواقع المعاش إلى كل ماهو في عالم أخر هو في علم الغيب ، لقد زحفت البداوة علينا وقيمها وفقهها بإسم الدين " لاحظها في كل ما يبدو حولك حتى من تغير الألقاب من إستاذ فلان للشيخ أو الحاج فلان " لاحظها في " الدوريات الأمنية التي تلهث خلف وحول مواكب السواح ، حدثنا المنهج السياحي وطالبنا الزائرين بأن يحملوا أرواحهم على أكفهم " ، لاحظها في " دور العبادة والحراسة المقامة عليها وما تتكلفه " لا حظها في حياتنا المعيشية جمعاء .
إختلطت الأمور لدينا وتاهت منا في زحام الأقاويل المعنعنة كل قيم السلام والمحبة .
وصورة المتجاهل عن عمد أو ربما عن خوف تملأ الرؤية بوضوح وتقول إننا نملئ ذات الرحم الذي تتوالد منه ثقافة الكراهية والعدوانية والمؤامرة بذلك الجنين الذي يُولد ليكره أهله وناسة ويُكفرهم ويُقيدهم بأغلال الماضى السحيق .. 
والسؤال الأخير والأهم : 
لماذا لم يقوى أيا منا بالقيام بأعمال المفاضلة فيما يقدم للناس وننتقي من تراثنا ما يسمو بعقيدتنا وفكرنا وسلوكياتنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ولنا لقاء آخر بإذن الله 
محمد عابدين
التعليقات (0)