مواضيع اليوم

لماذا نخشى النقد ؟! 

تركي الأكلبي

2012-01-17 20:49:43

0

 لماذا نخشى النقد ؟! 


لماذا نخاف النقد ؟! لماذا نهاجم من ينتقد آراءنا ؟! ٠٠ ولماذا نوجه كل أسلحتنا في وجه من يخالفنا الرأي ونحاول الإنتقاص من القيمة الذاتية لمن ينتقدنا أو يعتقد أنه (يقومنا) ؟! وقد قال عمر : رحم الله أمرئ أهدى إليا عيوبي ، ونحن نعلم من هو عمر ؟! أليس غريبا "بالنسبة لنا" أن يعتقد عمر رضي الله عنه أن له 
عيوبا ؟! 
باعتقاي أن السبب يكمن في ثقافتنا ، وهو السبب الذي كرسته مناهجنا التعليمية وأساليبها المتقادم عهدها ! 
فنحن مجتمع ترسخ في سياق ثقافته وتاريخه ثلاثة "مشايخ" فوق النقد ٠٠ هم : 
شيخ الدين وشيخ القبيلة وشيخ السلطة ! وهؤلاء هم من أنشأ ثقافة الأحادية بأضلاعها الثلاثة أو ضلعيها المتوازيين بعد أن تراجع الثالث أو أنه يكاد يقترب من الإنقراض ! وهي أحادية ترتكز على  قاعدة المدح والتبجيل والتمجيد التي لا يتسق معها النقد في إطاره المنهجي والموضوعي باعتباره ذم وقدح وتقليل من مكانة "الشخصية" أو شخصه أو نتاجه ٠  
ولذلك لم نتعلم في مدارس النقد البناء ، في الحالة الاجتماعية الذي يسمو فوق لغة التجريح و"الشخصنة" المقيتة ، بينما نجد في الحالة الأدبية أن كبار الأدباء تخرجوا من مدارس النقد الذي لا يتجاوز الفكر إلى الأشخاص فقط لبعد هذه المدارس عن الحالة الاجتماعية ٠ 
نحن نقدر علماء الدين ورجال الفكر والثقافة والسياسة لعلمهم وفكرهم ومراكزهم ولكننا نعلم أيضا أننا جميعا لا نملك من العصمة عن الخطأ أو التقصير أو الشطح شيئا فكيف نحيط أنفسنا بسياج من النقاء أو يحيطنا به اتباعنا ومنافقينا ونقيم حول ذواتنا حاجز نفسي لا يرى البعض من خلاله إلا ما تعكسه ذاته والمسايرون حوله ٠ هذا واقع نعيشه ، لكن الطامة حينما يجسد هذا المفهوم بعض ممن يحسبون من الرموز الدينية والثقافية فكيف بمن ينظر لهم من اتباعهم أو المقتدون بفكرهم وثقافتهم ؟! 
وفي ثقافة كهذه لا تستغرب إذا تحولت لغة النقد إلى لغة استهزاء وسخرية ربما تخلو من "البراءة" في كثير من الأحيان ، فمن الواضح أن السبب في ذلك لا يعود فقط لمحاولة العقل المتلقي التمرد على التقبل لكل ما يلقى في "سلة" ذاكرته المتخمة بما يعقل وما لا يعقل ، بل لأن بعض من ذوي العقلية الإملائية بالغ في حشو العقل المتلقي بل والخروج عن بعض المألوف إلى الخرافة في سياق التسابق والسباق للفوز بأكبر عدد من القطيع ٠
إذن ، السخرية هنا ليست سوى منعطف ينبغي أن يتوقف عنده كل من يعتقد أن الوعي المجتمعي ما يزال كله "وعاء لا يرد ما يلقى فيه " !! فربما تتحول فكرة التسابق لإنتاج الأتباع إلى فكرة التسابق لإنتاج المعرفة !! 

تركي سليم الأكلبي
 



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !