مواضيع اليوم

لماذا نتمسك بالخطأ؟؟؟

mohamed mossad

2010-02-09 20:13:36

0

مالذي يجعل المرء مُصِّراً على الخطأ
ولفظ َ كل بارقة صلاح قد تُصحِّح له مفهوم ما -اعتنقه دون دراية؟او حتى بـِــ دراية؟


سؤال راودني كثيرا ً
وفتشت عن إجابته في ذاتي قبل الآخرين


هل هي الموروثات التي غمستني بلون معين أرفض تبديله؟
أم هو المحيط الذي أحيا فيه
أم عناد الذات التي تأبى أن توصم بالخطأ؟


حين يأتيني او تأتيني احداهن او احدهم لـ يقول اوتقول لي : أنتِ مخطئة هنا
لماذا لاأتفكر جيدا بما تقول , وأبحث عن موضع الخطأ دون ان اعتبر حديثها او نصيحتها مثلا
اهانة أغضب منها دون تفكير؟

 

من منا مُنزَّه عن الخطأ - ونحن بشر ولسنا أنبياء أصلا؟


قد يكون الرد:

لقد تعبت وجهدت باعتناق هذا المبدأ وتفكرت فيه طويلا فكيف أعترف به خطأ بعد هذا الزمن؟


الجواب:


مامن مبدأ يبقى صحيحاً على مر الزمن
فالتطور والتبدل سنة الكون
وماكان صحيحا بالأمس قد يصبح خطأ بالغد
وحدها الأصول لاتتغير
بمعنى
أن الأخلاق ذات أصول وفروع
كما جميع الأفكار والمعاني
لها أصل وفرع
فان تبدل الفرع هذا لايعني أن الأصل تبدل
بل تطور بما يناسب المعرفة والخبرة والزمن الذي لايتوقف

وأصل المعرفة - البحث عن الصحيح والتجربة والتعلم من التجارب والقراءات واغتنام جميع الفرص لجعل هذه الأمور بذرة جيدة نزرعها لتنبت لنا علما ومعرفة وادراك يجعل من استمرارية الحياة ذات هدف سليم ومعنى جميل وانتاج للخير لايتوقف للانسانية جمعاء

 

ولدينا مثال على ذلك
عندما كنا أطفالا مثلا كنا نرتدي مقاس معين - لانستطيع ان نرتدي أكبر منه ولاأصغر
وفي حينها يكون هذا الرداء هو الصح والصحيح
لكننا لانبقى على ذات الحجم - بالتالي
ماكان يناسبنا في سن الطفولة لايناسب في سن المراهقة- الشباب -الرجولة - الشيخوخة


الأفكار والمبادىء مثلها تماما
تناسب مرحلة زمنية معينة ولاتناسب التي تليها
لأن النمو العقلي لم ولن يتوقف
فان أصرينا على إبقاء ذات الأفكار لعقول نمت وكبرت
هنا نحن نحجرها ونلبسها الرداء الضيق الذي سينتج عنه
إما تمزق للرداء لينمو العقل عارياً من أي غطاء
او إيقاف قسري للنمو العقلي والذي ينتج عنه مجرد أجساد تمشي بلاعقول
وهذه مصيبة مابعدها مصيبة

 

- أعود للخطأ الذي يُغضب أي امرىء عندما يشير اليه صاحبه او صديقه مثلا

ماذا تفعل حين ينصحك صديقك بخطأٍ ما ارتكبته لكي تتجنبه او تصلحه ؟؟؟

الإجابة سهلة أليس كذلك : أغلب الذين سيجيبون سيقولون سأستمع الى النصيحة وأعمل بها او على الاقل أتفكر بها
ولكن
هل انت واثق فعلا أنك ستفعل ذلك في حينه حقا؟

 

لست متشائمة كثيرا بل أضع الأمور في إطارها الواقعي - عندما أفترض ان أغلبنا إن لم يكن كلنا
نرفض أن يُقال لنا اننا اخطأنا
والبعض يغضب والآخر يحزن والبعض يجعلها وصمة التصقت بصديقه فلايثق بعدها به مطلقا
ويردها له في موقف آخر وكأن الحياة فعل ورد فعل انتقامي سرا او علنا

 


- ماذا يضيرني او يضيرَك او يضيرِك
عندما نستمع الى النصيحة بقلبٍ مُنصت واثق من الطرف الآخر ولو بنسبة ضئيلة
فلربما فيها من الخير مالسنا ندركه
وفيها من الصواب مالايدركه صاحبها اصلا

 

 

- الانسان عدو نفسه


فهو على مر العصور تمت هدايته للطريق الصحيح عبر رسائل سماوية من الله العلي القدير وعبر الأنبياء والرسل
فماذا فعل؟
كان في كل مرة يجحد بما آتاه الله - ويمضي كما يشاء له هواه - ويصبح من النادمين
فكم من أمة أنهاها الله لأنها طغت وتجبرت ولم تنصت لنبيها
وكم من أمة مازالت تنتظر
وكم من أمة أضاعت هديها وحرفته - رغم انها تتظاهر بالتمسك فيه فقط بينما من الداخل يملؤها الخطأ والفجور من رأسها وحتى أخمص قدميها؟


الا ان هناك فئة كانت ومازالت
تمشي عكس التيار الضال - وتتقبل الغربة التي تحياها لأنها في سبيل الله وحده
وتحتمل أذى الاخرين ولايعييها هذا الامر
ففوزها برضى الله اعظم بكثير من اي شىء وكل شىء يمر بها

 

 

- التجربة خير معلم

منذ بدء الانسانية لجأ البشر الى المعرفة عبر التجربة بشكل فطري
فتعلم كيف يبني البيوت من الاشجار وسكن الى الكهوف واستخدم المعدن لصنع الادوات الحادة التي تعينه على تحقيق مآربه الحياتية كما تعلم الزراعة واكتشف النار والخ

وبالتالي كان يمنح الجيل الذي يليه ماتعلمه ليطوره الآخر وحتى وصلنا الى عصر الفضائيات والاتصالات السريعة والتقنية العالية
مامن اكتشاف كان او تم الا بــ التجربة
ومامن معرفة الا وكانت التجربة مفتاحها السحري الذي جعلها متاحة فيما بعد وبسهولة للأجيال الاخرى

مثال بسيط على ذلك :

عبر تجربة نقل الدم من الخروف الى الانسان وفشلها ومن ثم من الانسان الى الانسان وفشلها في بعض الاحيان ونجاحها في الاحيان الاخرى تم اكتشاف اختلاف فصائل الدم من انسان الى آخر
وكان ذلك دفعة قوية للتقدم الجراحي خصوصا بعد تجربة عدة انواع من المخدر الذي كان يفشل حينا وينجح كذلك في الاحيان الاخرى وحتى آخر نوع كان الأفضل والأسلم للانسان

 

متى نستطيع ان نستفيد من هذه الفضيلة التي منحنا اياها الرب بالفطرة واستخدمها العقلاء وعلى مر الانسانية
بعدل وانصاف وحكمة؟


 

 

وقفات فكرية :

 


يقول رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام:

الحكمة ضالة المؤمن
اينما وجدها فهو احق بها

 


يقول الشافعي رحمه الله:
ما جادلت أحدا إلا تمنيت أن يظهر الله الحق على لسانه دوني.

 


- البحث يعلم الإنسان الاعتراف بخطئه والفخر بهذه الحقيقة
أكثر من أن يحاول بكل قوته الدفاع عن شيء غير منطقي خوفا من الاعتراف بالضعف بينما الاعتراف علامة القوة .

 

 


- واخيرا:
تعوَّد على العادات الحسنه وهي سوف تصنعك

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !