كما أن الجسد يحتاج إلي الملح والسكر والخضروات وكل أنواع الأطعمة المتعارضة والمتنوعة في المذاق, تحتاج الروح إلي المشاعر الإيجابية والسلبية وإلي الفرح والحزن ونشاهد الدموع تنهمر في الحالتين لأن الفرح والحزن أصلهما واحد ومنبعهما داخلي هو الشعور الناتج عن تغير في كيمياء الجسم لا يدرك كنهه إلا المتخصصون. ومشاعر الإنسان السلبية مثل الحزن والضيق و اليأس والهم والغم والشعور بالقهر والظلم لازمة بأنواعها لإكسابه المناعة الروحية تماما مثل المرض اللازم لإكسابه المناعة الحيوية الجسدية. وإذا كانت حياة البعض أكثر ميلا إلي روح الدعابة والمرح وإشاعة البهجة بين الرفاق والأصحاب فتأكد أن هؤلاء حين يختلون بأنفسهم يفتعلون الحزن بتذكر الأحداث الأليمة ليعوضوا ما فاتهم من المتعة الخفية في مشاعر الحزن ولو لم يجدوا فتذكر الحبيب المفقود أو الغائب يكفيهم. إن الفرح بهجة الحياة, والسعادة زينتها وطعامها, والحزن ملح لازم في طعام الحياة وهو ترياق الصدمات والمصائب وعلاج من لا يستطيع تغيير واقعه الأليم.
التعليقات (0)