مواضيع اليوم

لماذا لم ينجح علماء الدين في تبليغ رسالة الدين .؟

تركي الأكلبي

2010-06-25 22:23:36

0

لماذا لم ينجح علماء الدين في تبليغ رسالة الدين ...؟

 لن أتكلم هنا بلغت التصنيفات الماثلة على الساحة الفكرية والمقسمة للحراك الثقافي والفكري المعاصر على أسس من التضاد الفكري كالصحوة الإسلامية والتيار الديني والخطاب الديني والمؤسسة الدينية ونظائر هذه التصنيفات على الجانب الآخر المضاد كالعلمانية والليبرالية والمذهبية الطائفية .

لكني سأناقش في هذه العجالة مسألة أهم من وجهة نظري ، وهي الخطاب الوعظي الديني والدعوي اليومي والمكثف بكافة صوره المختلفة ، من كتب ، ومطويات ، وأشرطة " الكاسيت ، و" السي دي " ، وما يضخ من خطب ، وأحاديث مباشرة وغير مباشرة ، ومن أسئلة وأجوبة وفتاوي متواترة خلال العديد من المنابر الإعلامية والجماهيرية المختلفة كالمساجد والفضائيات والبرامج والمخيمات وحلقات الذكر واللقاءات والمواقع الالكترونية والمناهج
الدراسية .

وكثير من المواعظ والخطب يلقى بأسلوب فيه من التشنج والعويل والتهويل ما يثير الرهبة في نفوس المتلقين له .

كل هذا الضخ والحشو الفردي والممنهج مدرسة أخرجت وما تزال أعداد هائلة من المتدينين والملتزمين بمظاهر السنن والفرائض كإسبال اللحى ، وحمل السواك ، وملازمة صلاة الجماعة ، وتكرار أداء العمرة ، وعدم لبس العقال ، وعدم الاستماع إلى الأغاني أو مشاهدة الفضائيات التي يطلق عليها غير إسلامية.. وكل ذلك مما يكسب من صدق الله الأجر والثواب بإذن الله .

لكن وقفة عند ظاهرة التفاعل مع ما يطرح على الساحة الفكرية والثقافية والدينية والاجتماعية من فتاوي وآراء ومقالات متضادة أو متناقضة يظهر لك بوضوح وجه آخر مختلف تماما عن ظاهر التدين والالتزام لدى أغلب هؤلاء الخريجون كالسب والشتم والغمز واللمز والتحقير والتجريح وتناول أعراض المسلمين والقذف بأكثر الألفاظ نبذا وعنصرية وفظاظة .

ليس فقط تجاه من يسمون بالليبراليين والعلمانيين والحداثيين والتغريبيين بل حتى من أتى بفتوى تخالف المتعارف عليه تحريما أو تحليلا من علماء ومشايخ محسوبون على ما يسمى بالتيار الإسلامي حتى لو كانت فتواهم ليست أكثر من إعادة لما صدر عمن قبلهم من فقهاء أو ليست أكثر من اجتهاد يحتمل الخطأ والصواب ولا يتطلب أن يكون المجتهد أو صاحب الرأي عالما راسخا في علوم الدين ولا فقيها ولا حتى إمام مسجد أو مثقفا .

وحينما تدقق في مضامين تلك المواعظ والأحاديث والفتاوي اليومية لن تجد منها ما لا يعظ ويكرر ويذكر :
" كل المسلم على المسلم حرام .. دمه وماله وعرضه " ،
و" ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق " و" ولا يغتب
بعضكم بعضا " و" أعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا "
وغير ذلك من القيم والتعاليم الإسلامية الثابتة والتي يطبقها
معظم الأميين الذين لا يقرأؤن ولا يكتبون .

ترى ما السبب في ذلك ؟!

هل هو تصرف لا إرادي ناتج عن الضغوط والكبت النفسي الداخلي وهي الضغوط الناتجة ظروف الحياة المعيشية التي لا يتطرق لها الوعظ الديني البحت لا من قريب ولا من بعيد ؟!
وهي تصرفات وردود أفعال وجدت في مواقع الشبكة العنكبوتية فرصة للتفريغ .. أي تفريغ الشحنات المكبوتة في الشارع ؟!

أقول ربما .. !!

هل هي خطب التجييش وعبارات سب وقذف ( الأعداء ) من الكفار والمخالفين ؟! فإذا خالف شيخ أو كاتب أو صاحب رأي خرج النقاش والجدال والحوار عن " وجادلهم بالتي هي أحسن ؟! " وعن آداب ومقتضيات الحوار العقلاني المتزن أكثر مما هو خارج عن ذلك في

الجانب الآخر .. أي مع الكفار والمخالفين ؟!

مرة أخرى .. أقول ربما !! ولكن دعني أطرح سؤالا آخر :

هل هي القدوة .. ؟!

كيف .. ؟!

الشيخ عايض القرني حينما أعترض البعض على قصيدته شبهه ببائعة " الفصفص " ثم اعتذر بعد ذلك لبائعة الفصفص !
والشيخ سعود الشريم نصح الشيخ الكلباني ، بعد أن أفتى بتحليل الغناء رغم أنه ليس أول من أفتى بذلك ، في قصيدة عصما بالبقاء في مسجده كنوع من التقليل من شخصه وعلمه .
والشيخ الدريعي نصحه بأن يعمل بائع خضار كنوع من التقليل من شأن شخصه وعلمه .
والشيخ عبد الرحمن السديس يقذف الكلباني بالكذب والتدليس والشذوذ في الرأي وعدم المعرفة وضعف المنطق وعدم الفهم .
كل ذلك رغم أن الشيخ الكلباتي لم يأتي بما لم يأتي به الأوائل والأهم من ذلك كون القضية قضية خلاف ولم تكن من القضايا التي تهم الناس .
وكذلك حدث للشيخ أحمد القاسم حينما أفتى بتحليل الاختلاط رغم أنه ليس أول من أفتى بذلك حيث لبز بتخصصه العلمي واعتباره غير أهل للفتيا مع أنه تكلم عن بحث علمي أستند إليه في قوله ، بل وصل الأمر إلى محاولة الاعتداء عليه في بيته كما نشرت بعض الصحف .
وبعض من ينتسبون لمهنة الصحافة يستغل ظاهرة التفاعل السلبي مع ما يطرح من اختلافات تتطلب حوارا حضاريا لاستثارة القراء من الغوغاء بالسخرية والتهكم والتحقير .

وهناك من يُنسب " للمشيخة " يقطع لسانه أعراض الناس بشكل يومي في مقالاته في بعض المواقع الالكترونية وبعض الصحف الورقية !!

فهل هي القدوة .. ؟!!

تركي سليم الأكلبي
Turki2a@yahoo.com

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !