السلام عليكم
لماذا لا يتفاعل المريض إلا قليلا مع المفرحات؟
معلوم أنَّ أي شيء مؤلم في جسد اﻹنسان يجعل الفكر يتوجه إلى الموطن المصاب باﻷلم؛ وبهذا يحصل الشعور بالألم الذي ينقسم إلى:
1- ألم جبري.. هذا اﻷلم لا يَحْدُث بإرادة المريض، فهو مجبور في حُدُوث الألم هنا.. كلما زادت نسبة اﻷلم الجبري؛ يتوجه الفكر أكثر إلى مُسَبِّب الألم أكثر في الجسد.
2- ألم تفاعلي.. هذا اﻷلم لا يَحْدُث دون توجيه الفكر إراديا إلى الموطن المتألَّم والتفاعل مع اﻷلم، وهذا التفاعل بين الفكر المستجيب للألم إراديا، - وبين - اﻷلم الجبري؛ يُسَبِّب ألما إضافيا فوق الألم الجبري.
إذا علمنا هذا نقول: لمَّا كانت أعصاب المريض مليئة بالرَّوْت المرضي، وهو الذي يُسَبِّب جميع الأعراض في المرضى؛ فإنَّ المواد التي تنفرز في اﻷعصاب وتسبب الفرح تأتي بنتائج فرحية أقل؛ ﻷنَّ الروت المرضي: مادة تناقض مادة الفرح التي تنفرز في الأعصاب؛ وبهذا تكون أهمية المادة التي تنفرز في اﻷعصاب وتسبب الفرح منصبة كثيرا على محاربة الروت، بحسب قدرتها على المحاربة؛ وهذه الحرب بين الروت المرضي والمفرحات العصبية تجعل المريض يَشْعُر بشعور متناقض، وهو يشبه في الطعوم اتحاد العسل والمر داخل فم، فالذي يأكل عسلا ثم يأكل أكلا مرا؛ فإنَّه يَشْعُر بطعم متناقض؛ وهذا يُسَّبب توتر.
وبناء عليه، لمَا كانت محاربة المفرحات العصبية: الروت المرضي، تسبب شعورا متناقضا في المريض؛ فهذا يوتر المريض؛ وهذا يجعل الروت المرضي يحارب المفرحات.
قد يقال: أليس من اﻷفضل ألاَّ يتوتر المريض في هذا الحال؟
نقول: لو لم يتوتر المريض فإنَّ الروت سيشتد، فنقص موترات الدم (الترو)؛ لا يجعل الروت المرضي ألاَّ يشتد؛ ﻷنَّ عدم التفاعل مع الشعور المتناقض حتى في أدنى الحدود، هو أصلا عملية توترية؛ حيث تنعكس بشدة على اﻷعصاب.
وبناء عليه، فالتوتر سيحصل في الحالين ولكن بتفاوت، حيث أنَّ التفاعل يجعل موترات الدم أكثر، والسيطرة على عدم التفاعل يجعل موترات الدم أقل؛ ولكن يجعل الروت المرضي يشتد بحدة.
ملاحظة: هذا الموضوع له علاقة قوية بالاكتئاب، بل هو ينتمي إليه.
شكرا.
التعليقات (0)