لماذا لا نصاب بالسرطان؟!
نعلم أن السرطان أحد الأمراض العصرية التي لا تفرق بين صغير أو كبير، غني أو فقير نظراً لتكرار الإعلان عن حالات الإصابة أو الموت بسبب هذا المرض الخبيث ، بل أضحى كعبوة ناسفة زرعت على جانب الطريق الذي نسلكه في حياتنا لا ندري بأي وقت تنفجر في وجوهنا .
والغريب أن الناس تتساءل لماذا نصاب بالسرطان ؟ بينما السؤال الأصح هو لماذا لا نصاب بالسرطان فكل شئ في حياتنا اليومية محفز لانتشاره فالطعام الذي نأكله ملئ بالمواد الكيمائية المسرطنة , والهواء الذي نتنفسه مشبع بدخان المصانع وعوادم السيارات التي لا تقل خطورة عن سابقتها ، ولا ننسى نمط الحياة غير الحركي الذي نعيشه هذا فضلا عن كل الضغوطات التى نتعرض لها والتي تؤدي إلى تراكم السموم داخل أجسامنا ، وتراكمات السموم حتى لو كانت نفسية فإنها تؤدي إلى نمو الخلايا السرطانية.
وعلميا لا يوجد سبب بعينه يؤدي إلى الإصابة بالسرطان لأنه ببساطة نتيجة مجموعة عوامل مما ذكرت ولا ننسى أن السرطان هو الثمن الذي ندفعه بسبب الحياة العصرية التى نعيشها فلا يمكن أن نحصل على أكل سريع وتقصير للمسافات والطرق بالسيارة والطائرة وغيرها وأجهزة نتحكم بها لتغير الجو بدرجة الحرارة التى نريدها دون ثمن فلو لا حظنا لوجدنا أن من يعيش حياة البداوة هم من أقل الناس تعرضا للأمراض وخصوصا السرطانات.
سبب آخر يلعب دورا في انتشار السرطان هو العامل الوراثي فكثير من الناس يتوارثون الجين المسبب لهذا المرض وللأسف كثيرا ما يهمل الناس الفحص الدوري خصوصا في سرطانات مثل سرطان الثدي مع أن فرص علاج سرطان الثدي تصل إلى حد الشفاء إذا تم اكتشافه مبكرا ومع ذلك نجد الإهمال والتواكل جعلا سرطان الثدي الأول في قائمة أكثر السرطانات انتشارا في المملكة.
وهذا دليل على تدني ثقافة المجتمع الصحية وعدم الإيمان بأن "الوقاية خير من العلاج " وللتدليل على ما أقول فقد شاهدت ذات مرة برنامجا تلفزيونيا عرض عائلة لجأ كل فرد فيها لاستئصال معدته اتقاء لسرطان المعدة الذي كان منتشرا بينهم، ولم يؤثرا ذلك عليهم البتة بل أعطاهم الشعور بالطمأنينة وهذا تصرف حكيم فنحن نأخذ التطعيمات لتقينا شر الأمراض فما المشكلة لو قمنا بإجراءات وقائية مماثلة؟
حيث تذكر بعض التقارير أن من المتوقع زيادة نسبة الإصابة بالسرطان لا أن تقل وتظل الوقاية هي السلاح الوحيد لاتقاء شره من خلال الفحص الدوري والتثقيف الصحي الذي سوف يكون عاملا مساعدا إما في الوقاية من الأساس أو في فرص علاج أفضل.
التعليقات (0)