مواضيع اليوم

لماذا لا نزور المسجد الأقصى ؟!!

هشام صالح

2009-09-23 15:25:02

0

بعض الأمور التى نسير عليها سواء كان إتخاذها عن طريق القانون أو العرف يجب مراجعتها كل فترة تبعاً لتغير الظروف من وقت لآخر .. ورغم علمى بأن ما سأقوله لو قاله مسئول سيشن عليه الجميع حمله شعواء تتهمه بالتطبيع – وربما بالعمالة أكثر - مع إسرائيل ورغم ذلك سأقول (( لا أدرى ما السر الذى يجعلنا ثابتين بل متحجرين أمام موضوع إمتناع المسلمين عن زيارة المسجد الأقصى ومعهم الأخوة الأقباط الذى يرفض البابا شنودة الذهاب للقدس فى ظل الإحتلال فى مشاركة ووقفة عظيمة ومحمودة منه إلا أننى أطالب بأن نبحث عن مزايا ومساوىء ذلك القرار العرفى بعدم الذهاب للأقصى المبارك .. فمثلا لو عكسنا هذا القرار العرفى وذهبنا للأقصى لن نخسر إلا أشياء تعتبر الآن معنوية وقد خسرناها بعد توقيع معاهدة السلام مثل الإعتراف بإسرائيل كأمر واقع .. أما مساوىء قرار عدم الزيارة
فنحن جميعاً نعلم المثل القائل - البعيد عن العين بعيد عن القلب - وأعتقد أن بعدنا عن زيارة المسجد الأقصى جعلنا متبلدى الإحساس بالنسبة لما يحدث له على يد الصهاينة من إنتهاكات أصبحنا نراها شيئاً عاديا ً ومن البدِيهيات لأنهم درسوا الشخصية العربية تماما .. فقد عجنونا وخبزونا وفهمونا تماما فنحن لسنا إلا أصواتا حنجورية – إذا ما
تجرأنا مرة وإرتفع صوتنا – فأصواتنا ترتفع للحظات ثم تنزل على ما فيش !! فلقد بدأ التمهيد لهدم المسجد الأقصى
منذ عشرات السنين عن طريق الصدمة ثم يليها الهدوء والسكون ثم تبدأ صدمة أخرى أكبر ويليها الهدوء وهكذا ومن كثرة الصدمات المسددة لنا وكثرة الصمت والسكوت والخنوع من جانبنا أصبحت لدينا مناعة ضد أى مفاجأة غير محتملة لأننا بصمتنا المريب جعلناها مفاجأة محتملة .. فالصدمات على فترات لن تولد إعتراضاً أو عنفاً أو حتى صوتاً .. فلقد بدأ هدم المسجد الأقصى من قبل أن يحرقه اليهود فى عام 1969 وبعد أن قرأت أن جولدا مائير رئيسة وزراء الكيان الصهيونى فى ذلك الوقت عندما سُئلت عن أسوأ يوم فى حياتها فقالت إنه صبيحة يوم حريق المسجد الأقصى لأنها توقعت أن يهب المسلمون جميعاً على إسرائيل ولو بالعصى لحماية الأقصى وعندما سُئلت عن أفضل يوم فى حياتها فقالت أيضا إنه عشية نفس يوم الحريق (!!) بعدما صمتت كل الدول الإسلامية .. وحتى لانترك إسرائيل تعمل فى صمت لهدم الأقصى دون أن تهاب المسلمين علينا أن نرتبط وجدانياً وروحانياً به بأى طريق وسبيل حتى بزيارته عن طريق إسرائيل حتى يرى فعلياً كل ذاهب لزيارته بمدى الظلم والإهانه التى يعيش فيها الفلسطينين ويأتى ليحكى لنا - كما يحكى الحاج لبيت الله الحرام - ما شاهده هناك فنزداد شوقاً وإرتباطاً به .. وحتى لو حاولت إسرائيل أن تُظهِر تحضرها بمعاملة الزائرين للأقصى معاملة حسنة فلن نخسر شىء لأننا نريد فقط الإرتباط وجدانياً بالأقصى .. ورغم العلم بأن الكيان الصهيونى لن يُمكِّن المسلمين أو الأقباط من زيارة المسجد الأقصى ولكن فكما يدخل الإسرائيليون سيناء – التى يعتبروها أرضهم حتى الآن وغداً – يجب أن نعامل بالمثل وندخل لزيارة الأقصى ونجعلها زيارة اليوم الواحد .. وهذا القرار يُعتبر سلاح ذو حدين السىء والضعيف الآن في يدنا والقوى فى يد إسرائيل وهو بعدنا عن الأقصى فماذا سنخسر لوعكسنا الوضع ؟!!




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !