الحديث في موضوع حقوق الحيوان يعتبر من أحاديث الترف والبطر . فنحن نعيش في مجتمعات ليس للانسان فيها حقوق وترفع شعار ( البي زود يعبي السكلة ركي ) . بالضبط نفس قانون الغاب ( القوي ياكل الضعيف ) . من الامور الملفتة للنظر أن حب الحيوانات يولد مع الانسان فمن يحب الحيوانات وهو صغير سيبقى كذلك الى اخر عمره ومن يبغضها ويؤذيها وهو صغير قد تتعزز لديه هذه الحالة و يتطور لديه الامر ويتحول الى مجرم .
قبل فترة وجد أحد الاطفال طير مصاب وساقط على الارض فأمسكه بيده وقطع راسه باسنانه . ماذا عن الحفلات الجماعية للاطفال في تعذيب القطط والكلاب . كانت تحدث بكثرة حين كنا صغار وأنا متيقن أن نسبة كبيرة من هؤلاء تحولوا من معذبين للكلاب والقطط الى مقاومين أبطال للمحتل الامريكي الغاشم . هوية الانسان ذو الميول الاجرامية تظهر في هذه الامور التي يفعلها في صغره وهي مؤشر خطير يجب الالتفات له ومعالجته ويجب اشعار الطفل بفداحة ما يفعل وبأن الحيوان يشعر بالالم والمعاناة بالضبط كالانسان . لكن السؤال هو هل الكبير أصلا يفهم حقيقة أن الحيوان لديه مشاعر ويشعر بالالم كالانسان ليفهم الصغير هذه الحقيقة ؟ الواقع أن الكثير من الاباء لا يعلمون أصلا أن الحيوان يشعر بالجوع أو بالعطش او بالالم . قبل فترة كان أحد الصبية الطيبين يطعم قطة قرب دار عبادة فتوقف أحد المصلين ونظر اليه وبعد ( صفنة طويلة ) قال ( عمو أنت تصلي؟) فقال له الصبي ( نعم عمو أصلي الحمد لله ) فقال له ( عمو أنت هسة نجس من فوك ليجوة)ثم ذهب ليلاقي ربه بقلب سليم . هو لا يعلم طبعا ان القط غير محكوم بالنجاسة حسب الفقه الاسلامي ولا يعلم أن هناك احاديث للنبي محمد تشجع على أطعام الحيوانات . لكنه نشا و تربى على أحتقار الحيوانات وتحقيرها لذلك يشعر بداخله أن كل الحيوانات نجسة .
رقة القلب شيء يولد مع الانسان ومن الصعب أن يكتسبه من خلال التربية أو الدين أو غيرها من يملك قلب لئيم حتى السلوكيات الحسنة التي يرغب بها الدين لا يلتفت لها ولا يهتم لامرها كأطعام الحيوان الجائع . ومن يملك قلب رقيق حتى الأمور القاسية التي يحللها الدين لا يتقبلها كذبح الحيوان لأكله .
قبل فترة كنا في نقاش حول ذبح الحيوانات لاكلها ومدى أنسانية هذا الفعل . فقلت لأحدهم لو كانت الدجاجة بحجم برج أيفل لأصبح الأنسان طعامها المفضل . الموضوع يتعلق بالمثل الذي يعشقه أبناء شعبنا ( البي زود يعبي السكلة ركي) . واستمرارنا بالحياة يتعلق بموت اخرين أقل قوة منا . فقال لي احدهم . أراك تشفق على الحيوانات وتتفلسف علينا وأنت تأكل اللحوم هل تخدعنا ام تخدع نفسك ؟؟؟ فعلا انا لم أتمكن من ترك أكل اللحوم أكثر من شهر ويا ليتني كنت أملك أرادة هادي العلوي لكن مع الاسف لست ألا كائن ضعيف .
أذا كنا لا نستطيع ترك أكل اللحوم لماذا لا نبحث عن طريقة أقل قسوة في قتلها ؟ لماذا لا يخدر الحيوان قبل ذبحه ؟ والنتيجة انه لن يشعر ألا بوغزة الأبرة . ما هي المشكلة في ان نقلل الالم الذي يتعرض له الحيوان من حده الاعلى (الشعور بألم الذبح)الى حده الادنى (الشعور بوغزة الأبرة) ؟ طرحت هذه الفكرة قبل سنوات سيدة هولندية تدعى ماريان ثييم مهتمة في الدفاع عن حقوق الحيوان لتقليل الالم عن الحيوان ورفع المعاناة عنه .
كم هو امر مضحك ان يتحدث احدهم عن حقوق الحيوان في مجتمع يفجر فيه الانسان نفسه على مجموعة من الناس لاسباب فكرية عقائدية . كم هو أمر مثير للسخرية ان يتحدث احدهم عن تقليل معاناة الحيوان في مجتمع يذبح فيه الانسان أخيه الانسان لأسباب طائفية . كم هو امر سخيف أن يتحدث احدهم عن التعاطف مع الحيوان في مجتمع يصنع مجازر بشرية بسبب مباراة كرة قدم .
التعليقات (0)