هناك فرق بين آداب الشريعة التي تتصل بحياة الناس الاجتماعية والقوانين التي تتصل بحقوق البشر وعقاب المتخطين لحدود الله...سوف نترك ما يتصل بالشريعة من حيث تطبيق الحدود لاختلاف مشارب الناس واختلاف عقائدهم ونتكلم عن الآداب التي تتصل بحياتهم اليومية فيما لا يستوجب العقاب ولكن ينهى بعض المسيئين عن القيام به
من الآداب التي حض عليها الإسلام وأي حضارة أو دين أو عرف اجتماعي هو التلوث البيئي والسمعي والبصري مما لايعاقب عليه بحدود أو مساءلة إلا فيما يضر ضررا بليغا ويتعارف على رفضه كل الناس ...ومن أمثلة ذلك مما يقر به الأزهر وعلماء الدين المتخصصون هو الإزعاج السمعي ولو في الصلاة في ميكروفونات المساجد ولا يمنعه المسئولون بحجة الخوف من الاتهام بمعارضة الإسلام وحصاره. ومن هذا أيضا ما يقوم به البعض من إلقاء القاذورات والقمامة والحيوانات النافقة في المجاري المائية التي يشرب منها البشر والدواب
ومنها ما يقوم به البعض من بناء مطبات في الطريق تؤذي السيارات في وقاية ممن يسوقون بغير اهتمام بحياة الأطفال والسائرين على الأقدام
ومنها ما يتصل بالمآتم والأفراح من ضوضاء تقلق الناس وتجعل لياليهم جحيما لايطاق
ولن نعدد أكثر من ذلك مما تعرفون أكثر من الكاتب ولكن نشير إلى الانفصال التام بين علم العلماء الأزهريين والتطبيق اللازم في الحياة اليومية وذلك امتداد للانفصال بين العلوم وتطبيقها في الواقع العربي وربما الإسلامي قاطبة
هل تتمكن الدولة من تخطي عقبة الاتهام بمعاداة الدين إذا طبقت قوانين الآداب السلوكي؟ أم تستمر في تجاهل دعوات المصلحين إرضاء للعامة وخوفا من النقد؟
هل يتمكن الأزهر من فرض سطوته الشرعية على إلزام المساجد بالصلاة الهادئة الغير مزعجة ومنع الميروفونات الصاخبة
هل تتمكن الدولة من فرض العقوبات على من يخالفون القانون في تلويث المجاري المائية والشوارع عملا بأن السلطان يزع ما لايزع القرءان؟
هل تستطيع المدارس أن تربي جيلا يحافظ على حقوق الغير وتعلمه كيف يتعامل مع البيئة وينظفها في بيته وشارعه وكيف يتقي الله في عدم تلويث المنتجات الزراعية بالمبيدات تحقيقا للكسب على حساب صحة الناس ما دمنا فشلنا مع الجيل السابق والحالي؟
التعليقات (0)