مواضيع اليوم

لماذا لا نؤمن بشراكة المرأة

مصعب الامير

2009-11-05 15:22:39

0

لماذا لا نؤمن  بشراكة المرأة
قحطان عدنان
ليس جديداً القول أن المجتمعات العربية هي مجتمعات ذكورية تربي أطفالها الذكور ليصبحوا في المستقبل رجالاً أسياداً ومطاعين، لهم كل الحقوق والواجبات والامتيازات،
حتى إن المرأة لا زالت إلى يومنا هذا عندما تتزوج وتنجب أطفالاً ذكوراً وإناث، فإنها تربي أبنها الذكر ليكون قوياً ومتحكماً، بينما تربي شقيقته الأنثى على طاعة شقيقها وعدم عصيان أوامره، بحجة أن الفتاة المطيعة هي المطلوبة والمرغوبة في المجتمع.
فالولد الذكر مازال مفضلاً عند الأم في غالبية المجتمعات العربية على الطفل الأنثى، فله كل الامتيازات، حتى إذا أخطأ لا يعاقب مثلما تعاقب أخته الأنثى فهي تعاقب بشدة وقسوة، والأم عندما تفعل ذلك ، إنما تزرع الحقد والتفرقة بين الأخ وأخته منذ الصغر حتى يكبر معهما. ولهذا لم يكن مستغرباً أن يحوز المسلسل السوري " باب الحارة" على نسبة غير مسبوقة من المشاهدين في الدول العربية، والذي صور المرأة خانعة ضعيفة حلمها لا يتعدى الزواج من (شقي) الحارة.
وإذا كان أمر تعرض النساء للعنف من قبل الرجال في مجتمعاتنا المتخلفة، مستهجناً ومرفوضاً من قبل البعض وخصوصا الجمعيات والمنظمات المدافعة عن حقوق المرأة، إلا أنه مع ذلك يبقى أمراً مألوفاً من الغالبية العظمى من "رجال مجتمعاتنا الأشاوس". إلا إن ما لم أستطع أن أفهمه حتى الآن هو اضطهاد المرأة للمرأة، أو أن تقوم المرأة باضطهاد ذاتها، فكثير من النساء في مجتمعاتنا مازلن مؤمنات أن ليس لهن حق في إبداء رأيهن بمن سيقترن به، ومازال كثير منهن يؤمن بأنهن خلقن لخدمة الرجل سواء كان أخاً أم أباً ولاحقاً ستكون مجرد خادمة، ووعاء لتلبية رغبات الزوج وشهواته، وأما إذا صادفت تلك المرأة ، امرأة أخرى تجادل الرجال وتدافع عن نفسها بقوة وتلبس بشكل مختلف.. فتقول عنها إنها امرأة فاجرة وفاسقة ..بينما هي لا تستطيع الخروج من دائرة الرضا بالخنوع الذي تربت ونشأت عليها في بيت أهلها ثم في بيت زوجها، وهي لا تدرك أن حالها كحال الأسير الذي يجهل أنه أسير..!
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو كيف يمكن لأم أن تقتل ابنتها بيديها أو تدفع ولدها الصغير لقتل شقيقته لمجرد أنها تزوجت من خارج الطائفة التي تنتمي إليها؟ وما الذي يدفع تلك الأم لتعلن فرحتها الكبرى وتزغرد عالياً لقتل ابنتها؟ وأي شرف هذا الذي يدفع إلى القتل فيما يسمى بجرائم الشرف؟
لا زلت أذكر وفي بلدان عربية كثير الانتخابات البلدية والتشريعية التي شاهدتها، لم تنجح امرأة مستقلة خاضت تلك الانتخابات إلا من خلال القوائم ، ليس لأن الذكور لم يصوتوا لها، بل ولأن النساء حجبوا أصواتهن عن النساء المرشحات، بينما أعطوا أصواتهن للذكور، حتى على مستوى المؤتمرات الطلابية في الجامعات، كانت الطالبات يعطين أصواتهن لزملائهن الذكور، بدلاً من زميلاتهن الإناث.
وفي احد المؤتمرات سؤل السيد رئيس الجمهورية جلال الطالباني عن اسباب عدم حصول المرأة على مقاعد في الانتخابات، فقال (ماذا نفعل اذا كانت النسوه لا تصوت لبعضها البعض)
وهذا الأمر لا يحدث في المجتمعات العربية فقط، وإن اختلفت النسب، ففي المغرب مثلاً، وقفت العديد من النساء في العام 2000 ضد مشروع أعدته الحكومة المغربية يهدف إلى إدماج المرأة في التنمية ومساواتها في التشريع والحقوق والمسؤوليات مع الرجل، حتى أنهن تظاهرن في شوارع الدار البيضاء ضد هذا المشروع . وفي السعودية وجهت أكثر من 500 امرأة خطاباً إلى الملك عبدا لله عندما كان ولي عهد السعودية يطالبن فيه بعدم السماح للمرأة بقيادة السيارة، وعدم السماح لها بالعمل خارج البيت، خشية تعرض المرأة السعودية للتحرش، وكان من بين الموقعين على ذلك الخطاب الكثير من النساء اللواتي يحملن شهادات عليا، وقد ردت عليهن سيدة الأعمال السعودية رجاء المنيف قائلة : ( هن أكاديميات وطبيبات ومعلمات، فليتركن أعمالهن وجامعاتهن ويتفرغن لبيوتهن وتربية أبنائهن وبناتهن ويكن على قدر ما كتبن في خطابهن ). وأما في العراق الذي سيطرت عليه الأصوليات والميليشيات المدعومة منالاحزاب، فقد طالبت عدد من النساء اللواتي أصبحن أعضاء في البرلماني العراقي بسن قوانين تسمح بضرب الزوج لزوجته، وحرمان المرأة من الوصاية على أطفالها بعد الطلاق، وإلغاء قانون الأحوال الشخصية الذي صدر إبان حكم حزب البعث باعتباره علمانياً واستبداله بالشريعة الإسلامية..إلخ.
وليس هذا فقط، بل تجد المرأة ترقص وتضحك على وقع أغاني أقل ما يقال في كلمات بعض تلك الأغاني أنها تهين المرأة وتحتقرها كما في أغنية "بنت البتل وجذابات، التي تعرضها الفضائيات العربية أكثرمن مرة في اليوم، والغريب أن هناك أربع خمس فتيات يبدأن في الرقص على إيقاع كلمات هذه الأغني التي تصفهن بأنهن كذابات، وخوانات، والأغرب من ذلك تراهن يزدن من حركاتهن المثيرة كلما أرتفع صوت المغني بتلك الكلمات إلى أن يصل إلى مقطع يقول فيه، غشاشة وخوانه والتي يكررها كثيراً ، بينما الفتيات سعيدات ويوزعن ابتساماتهن دون أن يعرن أي اهتمام لمعنى كلمات الأغنية التي تهين المرأة من أول كلمة فيها وتحتقرها حتى أخر كلمة.
ترى ما الذي حول النساء من شقيقات للرجال في الحقوق والواجبات، إلى جاريات يقبلن بالذل والخنوع، ويرضين أن يكن مجرد خادمات لأشقائهم، وفيما بعد كوعاء لتلبية رغبات الزوج وشهواته.؟! إنها العادات والتقاليد التي مازالت تكرس سطوة الرجل وتحكمه بمصير الأنثى، وتلك الأفكار التي تجرعتها المرأة وما تزال تتجرعها على يد أصحاب الفكر المتأخر (من أنها مخلوق ضعيف وضلع قاصر، وأنها عورة يجب سترها وشيطاناً ينبغي التعوذ منه بالضرب والحجب. لا تُؤتمَن على شرف أو وطن أو مسؤولية. لذا فهي تحتاج دائماً إلى ذكر يدبر أمورها ، وولي يكون قيـّما عليها يقي المجتمع من " فتنها" و " شرورها) هذه النظرة إلى المرأة مازالت بكل أسف تتوارثها الأجيال منذ ما قبل الإسلام، وهي مستمرة إلى يومنا هذا.
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات