مواضيع اليوم

لماذا لا تقوم دولة فلسطينية في حدود 67 وخلصنا؟

اسرائيل .

2011-08-04 16:36:10

0

لماذا لا تقوم دولة فلسطينية في حدود 67 وخلصنا؟

وردنا على مقالنا (شعب اسرائيل صديق لشعب مصر)، تعليق موقع باسم (المتدخّل) هذا نصه : طيّب يا أستاذ هل لك أن تعطينا فكرة عن رأي الشعب عندكم بخصوص قيام دولة فلسطينية مستقلّة ذات سيادة عاصمتها القدس الشرقية وضمن حدود جوان ١٩٦٧ مع إيجاد حل مرضي تماما للاجئين الفلسطينيين ، يعني أسألك عن الرأي العام عندكم بهذا الخصوص خاصة ، في ظل التكالب على منع طلب تكوين الدولة الفلسطينية في الشهر القادم من خلال الأمم المتحدة ، وكذلك مارأيك أنت بهذا الخصوص لأن الكلام المعسول وبسط نيّات حسنة لا يكفي ، نريد أفعالا لا أقوالا فحسب في انتظار ردك ، مع التحية انتهى.. ولكثرة ما يتكرر هذا السؤال ها نحن نكرر اجابتنا ايضا في مقال منفرد ..

السيد رضا التونسي (متدخّل) نحن نحب تدخلاتك ونتابع حروبك الطاحنة على صفحات ايلاف، اسلوبك المتميز بات اشهر من نار على علم لن تستطيع اخفاءه مهما حاولت لانه أصبح ماركة مسجلة.. في كل الاحوال الموضوع المتناول يتخطى مسألة الكلام المعسول وحسن النوايا ويحتاج الان الى تدخل الحكماء من أمثالكم.. قيام دولة فلسطينية في حدود جوان او حزيران 67 يلقى إجماعا في اسرائيل منذ فترة طويلة والا لما ذهبنا الى اوسلو ومدريد ولقاءات لا حصر لها في الولايات المتحدة والدول العربية.. اما الصخرة الاولى التي نصطدم بها فهي مسألة حق العودة الفلسطيني، حسب الرؤية الفلسطينية طبعا والتي تقضي في غالبها الاعم بعودة اللاجئين الفلسطينيين الى قراهم ومدنهم وبلداتهم التي هجروا منها في الداخل الاسرائيلي.. حيث ان قضية اللجوء نشأت اصلا عام 48 وعليه فان القرى والبلدات التي يتطلع اليها اللاجئون موجودة في حدود 48..

الفلسطينيون يتحدثون اليوم عن حوالي خمسة ملايين لاجئ والمغالين يرفعون الرقم الى ستة او سبعة.. ويستدل الفلسطينيون بالقرار الأممي 194 بعودة اللاجئين الى قراهم التي هاجروا منها او هجّروا منها ولا يقبلون باي بديل ..

اسرائيل من جهتها او على الاصح قادة الحركة الصهيونية وقتها فقد عايشوا مسألة لجوء او عودة مئات الالاف من يهود البلدان العربية الى اسرائيل وكان يسود الاعتقاد لدى هؤلاء القادة بان الدول العربية ستعمل على توطين ولو جزء من اللاجئين الفلسطينيين كونهم عربا لن يكون من العسير استيعابهم في بلدان عربية وكفى الله المؤمنين شر القتال.. اما اللاجئين اليهود فقد تم استيعابهم في اسرائيل وانتهى الامر ...

واليوم وبعد مرور اكثر من ستين عاما ما زلنا نسمع ونرى اجماعا فلسطينيا والتفافا حول حق العودة استنادا الى قرار 194 .. يعني الى الداخل الاسرائيلي.. طيب ماذا نحن فاعلون الان؟؟ لنفترض بان مؤسسي دولة اسرائيل جانبوا الصواب وأخطأوا في تقديراتهم واعتقادهم بان الدول العربية ستستوعب الفلسطينيين على اراضيها.. ولنفترض بان قادة الصهيونية حادوا عن جادة الصواب والمنطق ولم يكونوا على قدر كافي من الدراية بافتراضهم بان الفلسطيني يمكن ان يتعايش مع اللبناني في لبنان ومع الاردني في الاردن ومع السوري في سوريا باعتبارهم اخوة في الدم وابناء أمة عربية واحدة ... ولنقل ايضا بان آباء الصهيونية لم يخبروا الانتماءات الاثنية والقومية في بلاد المشرق طالما ان جميع هذه الشعوب تطلق على نفسها شعوبا عربية ، ولم يكن واضحا من هو الفلسطيني او السوري او الاردني الخ .. بمعنى انه كان بديهيا بالنسبة لقادة الصهيونية ان دولة اسرائيل التي نشأت للتو بحدود 48 تكون ذات غالبية يهودية فيما يشكل العرب غالبية في الدول التي بدأت تنشأ بجوار اسرائيل ومن ضمنهم الفلسطينيين.. لان عبارة شعب فلسطيني لم تنتشر يومها كما في وقتنا الحاضر ولم ينظر قادة اسرائيل الى التقسيم الجغرافي بصفته تقسيما بين اسرائيل والفلسطينيين بل بين اسرائيل والعرب، واذا كان الامر كذلك فالعرب يملكون مساحات شاسعة ومن غير الممكن او المنطقي ان يشعروا بانهم مظلومين في ضوء هذه القسمة..

لكن كما قلنا ان العرب رفضوا توطين الفلسطينيين على ارضهم في الوقت الذي ازداد الوعي الفلسطيني القومي ومعه الاصرار بان اللاجئين هم فلسطينيين اساسا قبل ان يكونوا عربا وعليه فان هذه البديهية سيترتب عليها عودة اللاجئين الى ارضهم فلسطين واستحالة قبولهم او استيعابهم او توطينهم في غير ارضهم..

طيب على ضوء كل ذلك وسواء أخفقت الحركة الصهيونية في فهم هذه المعادلة او لم تخفق، نحن اليوم امام واقع يقول بان عدد اللاجئين الفلسطينيين تضاعف بوتيرة قياسية وبات من العسير بل من المستحيل استيعابهم في الداخل الاسرائيلي .. اين ستستوعب اسرائيل خمسة ملايين فلسطيني؟؟

طيب لنعود الان الى مسألة الدولة الفلسطينية في حدود 67 ونرى ما علاقة كل هذا الشرح الذي اوردناه اعلاه .. المجتمع الاسرائيلي اليوم يعرف تيارين رئيسيين.. اليسار الاسرائيلي الذي يطالب باقامة دولتين لشعبين استنادا الى حدود حزيران 67 وعودة اللاجئين او من اراد منهم الى الدولة الفلسطينية العتيدة أي الى الضفة الغربية.. الفلسطينيون من جانبهم يعلنون في كل مناسبة رفضهم التنازل عن حق العودة بصفته حقا مقدسا لا يجوز التفريط به ولا يحق لكائن من كان ان يتنازل عن هذا الحق باسم الشعب الفلسطيني.. يعني من ناحية واحدة موافقة على دولة في حدود 67 لكن مع الابقاء على حق العودة للاجئين الى الداخل الاسرائيلي وليس الى الدولة الفلسطينية المزمع اقامتها..

طيب ماذا مع حماس؟؟ هؤلاء يصدحون جهارا نهارا بنيتهم في ازالة دولة اسرائيل عن الوجود وليعود اليهود على اعقابهم من حيث اتوا.. او ليذهبوا الى الجحيم.. فهذا ليس شأن حماس.. او يتم ابادتهم جميعا وفق اجندة حماس المعلنة وميثاقها الصريح.. يعني حماس لا تتحدث فقط عن عودة اللاجئين الى ارضهم في الداخل الاسرائيلي أي الى حدود عام 48 بل عن محو اسرائيل عن الخريطة .. هذا الواقع خلق حربا دائمة معلنة وخفية بين اسرائيل والفلسطينيين خصوصا حماس.. وسار اليمين الاسرائيلي في ركب حماس أي بمعاملتها بالمثل والكيل بمكيالها بالسعي الى تكريس الوضع القائم في الضفة الغربية الى حين يتضح الموقف الفلسطيني ويجمع الفلسطينيون على رأي واحد واضح وصريح بشأن اللاجئين وبشأن اسرائيل...

وبات هذا الوضع الراهن الذي يميل في الفترة الاخيرة الى التأبيد والتأبد في المواقف من طرف اليمين الاسرائيلي والفلسطيني على حد سواء حتى بات يسود الاعتقاد بان لا مخرج ولا خلاص ولا فكاك من هذا الوضع الذي لا يزداد الا تعقيدا ... في غضون ذلك وفي ظل هذا الوضع بالغ التعقيد يسعى اليمين الاسرائيلي الى تكريس الوجود الاسرائيلي في الضفة الغربية بما يبدو انه مسار سيفضي في نهاية الامر الى اقامة دولة واحدة اسرائيلية فلسطينية ..

الان يا استاذ رضا او متدخّل او لتكن من تكون جاء دورك لتخلصنا من هذا المأزق .. فاذا كنت من المتابعين لمدونتنا فانك حتما تقرأ تعليقات الفلسطينيين على موضوعاتنا خصوصا المعلقين بتوع حماس الذين يخيروننا بين الذبح والرحيل !! اما جماعة ابو مازن فيوافقون على حل الدولتين لشعبين لكن دون التنازل عن حق العودة !! يعني ستقوم دولة فلسطينية بحدود جوان 67 فيما سيجتاح طوفان من اللاجئين الفلسطينيين اسرائيل !! هذا هو واقع الحال .. الان نريد ترجمة واقعية لقولك : مع إيجاد حل مرضي تماما للاجئين الفلسطينيين .. فقد استعصى علينا هذا الامر.. ما هو الحل المرضي تماما للاجئين الفلسطينيين برأيك في ضوء ما طرحناه عاليه ؟؟ نريد ترجمة واضحة لطبيعة هذا الحل .. ودمت بكل خير

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات