مواضيع اليوم

لماذا لا تـؤدي نسـاء المغـرب صلاتهـن بالمسجـد؟

شريف هزاع

2010-01-10 19:42:29

0

لماذا لا تـؤدي نسـاء المغـرب صلاتهـن بالمسجـد؟

عبـد الفتـاح الفاتحـي

     إن المرتاد لمساجد المملكة قلما يجد النساء خارجات من المساجد عقب الانتهاء من صلاة الفجر أو المغرب أو العشاء مع استثناء يوم الجمعة وصلاة التراويح في شهر رمضان. وعليه فإن النساء المغربيات لا يؤدين الصلاة المفروضة بالمساجد، إلا القلة القليلة منهن يكتفين بأداء صلاة الجمعة فقط في المساجد، وصلاة التراويح خلال شهر رمضان حيث ترتفع أعداد النساء اللواتي يؤدين صلاة التراويح.
      فلماذا إذن لا تصلي المغربيات في المساجد الصلوات المفروضة مثل الظهر والعصر حتى لا نقول صلاة الفجر؟ سؤال نقلنها إلى الشارع العام، فتعددت وتنوعت الأجوبة.
     وعلى العموم فإن استفتاء هذه القضية من نبض الشارع المغربي، خلص إلى تعدد الرؤى والمبررات، فمن النساء من ترى أن الصلاة في المساجد فرض على الرجال دون النساء، وأن صلاة المرأة في المسجد لا تعدو أن تكون جوازا غير مفروض خوفا على المرأة، وهناك من السيدات من أرجعت سبب ذلك إلى إغلاق الأماكن المخصصة للصلاة في وجه النساء على طول السنة ما عدا في شهر رمضان.
      ومنهن من بررت ذلك إلى الظروف الموازية لخروج النسوة نحو المساجد في حد ذاتها، إضافة إلى نشوء ثقافة تشجع الرجال دون النساء على الصلاة بالمساجد، وهي أسباب أسهمت متفرقة أو مجتمعة على عدم أداء المرأة المغربية صلاتها في المساجد وخاصة صلاة الفجر والصبح وحتى صلاة العشاء باستثناء شهر رمضان.
    سلمى طالبة جامعية ملتزمة قالت إنها تحرص على أداء صلاة الجمعة في المسجد كل أسبوع، لكنها لم تنف التأكيد بأن القلة القلية من بنات جيلها اللائي تؤدين صلاتهن بالمساجد وحتى إن تكن الصلاة صلاة الجمعة.
    فيما ردت سيدة في الأربعينيات من العمر أن عددا من الأماكن المخصصة للنساء تظل مغلقة في وجوههن، ولا تفتح إلا في أيام الجمعة وعند صلوات التراويح خلال شهر رمضان، وطالبت الجهات الوصية للعمل على جعل الأماكن المخصصة للصلاة مفتوحة في وجه النسوة طيلة أيام السنة.
    أما آراء الرجال فاختلفت بين رافض تماما السماح لأخته أو لزوجته أو لابنته التوجه إلى المسجد لأداء صلاة الفجر أو صلاة العشاء، بل وحتى صلاة المغرب، وأخرى مؤيدة للنسوة بأداء الصلاة المفروضة في المسجد.
   رأي الطائفة الأولى ربط عدم السماح للنساء بالتوجه إلى المساجد لأداء الصلاة لأسباب أسموها ب: "الأسباب الأمنية" وأخرى "أخلاقية"، معتبرين أن المرأة قد تتعرض للاعتداء أو للتحرش الجنسي، وهو ما يجعل السيدات حين ذهابهن إلى المساجد لأداء صلاة الفجر أو المغرب أو العشاء عرضة للاعتداء.
    أما رأي الطائفة المؤيدة فقد دعت إلى ضرورة تشجيع المرأة على الذهاب إلى المساجد وذلك عبر المصاحبة لضمان الحماية لهن، أو ضمان النقل الآمن وغير المختلط بالرجال لهن من البيت إلى المسجد ومن المسجد إلى البيت، ومعاقبة المتحرشين بالمصليات.
     عدد من أئمة المساجد فضلوا عدم الكشف عن هوياتهم، عبروا في البداية عن سعادتهن لفتح هذه النافذة التي لم تكن تستأثر باهتمام المنابر الإعلامية على اختلافها، وحول الموضوع اقر عدد منهم أن أهم العناصر التي تمنع أداء المرأة المغربية من الصلاة في المساجد هي عدم فتح أماكن الصلاة في الأوقات المفروضة مثل الظهر والعصر.
    وأكد "م.ع" أنه لا وجود لنص أو أي شيء من هذا القبيل يمنع المرأة من أداء صلاتها بالمساجد، بل كل النصوص تؤكد أحقيتها في أداء صلاة الجماعة بالمساجد كما الرجل، مستشهدا بقول السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: "كنا نصلي الفجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونلتمس الحائط من شدة الغلس" الغلس -"شدة ظلمة الليل"-.
    مضيفا أن قول عائشة رضي الله عنها يؤكد أن الصحابيات وأمهات المؤمنين وكل نساء الإسلام، كن يؤدين الصلاة المفروضة في المساجد، وتروي عدة روايات بأن جدالا تم بين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وإحدى المسلمات من وراء حجاب داخل المسجد. وأوضح في السياق ذاته أن منهج الشريعة الإسلامية لم يمنع المرأة من أداء صلاتها بالمساجد، ولا لحضور الدروس العلمية والفقهية في رحاب الجوامع.
     والأكيد أن هذا الرأي يتفق معه الكثير من الأئمة والقائمين على المساجد الذين قالوا إن الدروس وحلقات الذكر التي يستفيد منها الرجال في المساجد بالإمكان أن تستفيد منها النساء أيضا، ولذلك اقترح مختلف المستجوبين تنشيط ثقافة جديدة تمكن الرجال من الاقتناع بالسماح لنسائهم وبناتهم من أداء صلاة الفروض في المساجد، لكنهم أصروا على ضرورة المصاحبة في الطريق من البيت إلى المسجد لتفادي أي سلوكات قد تفشل هذا المسعى.
    هذا وتذهب تصريحات أخرى أن إمكانيات إقناع رجال العصر الحاضر للسماح لبناتهم ونسائهم لأداء صلاة الصبح في غسق الليل وعز الشتاء يعد من سابع المستحيلات، بل أن الأئمة والمؤذنين أنفسهم يرفضون توافد النساء إلى المساجد عند كل صلاة لاعتبارات عدة، منها قلة النساء المصليات بل وعدم حضور أي امرأة إلى المسجد لأداء صلاة الجماعة، مما يجعل القيمين على المساجد مرتبكين في فتح أو عدم فتح الأماكن المخصص لأداء السيدات الصلاة.
   وتجدر الإشارة أنه وعشية شهر رمضان شرعت عدة مساجد في نفض الغبار عن حصائر عدد من الأماكن المعدة لأداء النساء الصلاة فيها بالمساجد، ومعلوم أن النسبة الكبيرة من هذه الأماكن دلت المعاينة لبعضها وكذا تصريحات المستجوبين أنها كانت مغلقة في وجه النساء فلا تفتح إلا في شهر رمضان. لكن إقبال النساء المغربيات خلال شهر رمضان على أداء الصلاة في المساجد يكون كبيرا، ذلك أن العديد من النساء يفضلن ختم القرآن الكريم في صلاتهن على الأقل مرة في السنة...




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات