لماذا لا تضم هيئة الأمر بالمعروف لوزارة الشؤون الإسلامية

من منا ينكر دور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منع التجاوزات ألا أخلاقية في مجتمعنا , وكذلك دورها المشهود في منع المنكر بجميع صورة ولله الحمد والمنة , بل ان انجازاتها تجاوزت دورها المنوط بها ليشمل ادوار أخرى هي من اختصاص أجهزة حكومية مستقلة تعنى بأمور مثل مكافحة المخدرات أو الشرط او حتى الجوازات , وهذا الأمر يحسب لها وليس عليها بشهادة المختصين بتلك الأجهزة , ولكن بالمقابل هذا يشكل عبئ على الهيئة ويلصق بها تهم هي براء منها , فتجد ان هناك من يصور الهيئة بجهاز بوليسي سري يقوم بكل شيء ويبتعد عن دورة الأصلي في الأمر بالمعروف والنهي عن النكر , ولعلي هنا أتوقف عند المسمى وعلاقته بدور الهيئة فبرائي "الاجتهادي الخاص" ان دور الهيئة هو( الحث على المعروف و النهي عن المنكر بالمعروف ) وهذه هي الحسبة ,ولكن لعل هناك من يقول ان الآية القرآنية تقول (ولتكن منكم امة يدعون ألي الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ) وفي هذه الآية سبق الدعوة ألي الخير الأمر بالمعروف , والفقهاء منهم من قال ان (من) في الآية بيانية أي كل الأمة عليها الدعوة والأمر بالمعروف و النهي عن المنكر , ومنهم من قال ان (من)تبضيعيه أي فرض كفاية , إذا قام بة البعض سقط عن البقية , وانأ حقيقتا أرجح الرأي الأول , فالله سبحانه وتعالى يأمرنا كأمة ان نتصف بهذه الصفات الحميدة مقارنه ببقية الأمم .

ولنعود ألي عنوان المقال أقول ان الحسبة هي من أفضل الأعمال بدون شك لان دورها يشمل المجتمع ككل فيحميه من الرذيلة وسوى الأخلاق ويحمي الآداب العامة ويحمي التعاليم الإسلامية ويراقب تطبيقها حسب ما جاء بة الفقه الصحيح بعيد عن الغلو و التفريط , ولذلك وجب على الدولة الاهتمام بهذا الجهاز وتحسين مستواه والرقي بمهارات أفراده ودعمه بكل ما يحتاجه لتحقيق رسالته السامية , وهذا لن يتأتى إلا إذا أصبح جزء من منظومة كبيرة عضو بمجلس الوزراء مثل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد , لتحصل على ما تحتاجه وتعرض مشكلاتها مباشرتا الي مقام خادم الحرمين و ولي عهدة الأمين وتحصل على التنسيق المطلوب من الوزراء في القطاعات الأخرى بطريقة قانونية رسمية,بالإضافة أنة يحقق مفهوم الآية الكريمة (ولتكن منكم امة يدعون ألي الخير...الآية) وهذا هو اختصاص الوزارة في الدعوة والإرشاد , و الأمر و الحث على المعروف و النهي عن المنكر هو أيضا إرشاد وتقويم وتعليم وتذكير بنفس الوقت , لان من قام بمنكر هو غافل أو ناسي أو مكابر لأوامر وتعاليم الدين الحنيف ,فيجب إرشاده بالحسنى او تطبيق أوامر الدين فيه .
وعادتا تعطى استقلالية للهيئات إذا كانت تقوم بدور لها فيه منافس من القطاع الخاص , حتى تحصل على حرية الحركة والمنافسة , وهذا بالطبع لا ينطبق على هيئة الأمر بالمعروف , وتعطى الاستقلالية أيضا للهيئات التي تقوم بعمل خاص لا علاقة له بأي دائرة أو وزارة حكومية , وهذا أيضا ينافي الحقيقة , فوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد تقوم بنفس الدور و ان كان بشكل اشمل وهذا ما يجعل دخول هيئة الأمر بالمعروف تحت مضلتها أمر مستساغ بل مستحسن , حيث يكون هناك وكيل للوزارة لشؤون الحسبة , كما حدث لرئاسة تعليم البنات حين انضمت لوزارة التعليم وهي التي كانت تعاني الأمرين في توصيل طلباتها لمجلس الوزراء وتجعل وزارة المعارف سابقا تقوم بهذا الدور , وكما هو معلوم صاحب الحاجة اخبر بمشاكله وطريقة عرضها , على ان ولاة الأمر ولله الحمد أبوابهم مفتوحة لكل المسئولين بل والشعب ولكن كما يقال لكل "مقال مقام" .
وانأ اعتقد ان انضمام الهيئة لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لن يعطل أي دور من ادوار الهيئة الحالية بل سيزيد من فعاليتها ويقوي التنسيق مع الدوائر الأخرى ويرفع كفاءة موظفيها , ويركز على الأدوار المهمة التي تحقق أهدافها , مثل تحسين سمعتها وتنقيتها من الأكاذيب التي تلصق بها ,وإيجاد عنصر نسائي متدرب تابع لها , وزى خاص بأفرادها يميزهم حتى لا يندس من يعتبر نفسه متعاون بحسن نية ويدخلهم في إشكالات تحسب عليهم ,ولعل من يريد ان يلصق تهم بعد ألان او يدعو ألي إغلاق الهيئة ستقفل أمامه الأبواب ويجد نفسه أمام وزارة هي من الأسس التي قامت عليها هذه الدولة الفتية ,ولعل جهاز الهيئة يكون له برئاسة تعليم البنات وكيف أصبحت بعد ضمها لوزارة التعليم خير دليل ,,,والله من وراء القصد

عبد العزيز بن عبد الله الرشيد