مواضيع اليوم

لماذا لايخطف السوريون مثل بقية خلق الله؟

خلف علي الخلف

2009-04-18 11:29:07

0

لماذا لايخطف السوريون مثل بقية خلق الله؟

 

دائما يلفت انتباهي شعار شركة الطيران السورية ولا اظن ان احدا لم ينتبه له " السورية تعني الامان" في البداية كنت اجد هذا الشعار مضحكا بالنسبة لي  فشركات الطيران عادة تضع  شعار يعبر عن مستوى خدمتها او عن ميزة  في خدماتها الا  ان شركتنا الوطنية " كونها تحمل اسم الوطن ليس الا " اختارت شعار لايعبر لا عن خدمة ولا عن تميز ولاعن شيء  " سوى الامان "   الا اني ومع مرور الوقت ومع عدم خطف اي طائرة سورية على حد علمي تسائلت كيف استطاعت هذه الشركة ان تكون مخلصة لشعارها فعلا ،  ولم اعتقد  يوما ان السبب يعود  لان طياريها من اكفأ الطيارين في العالم  لان هناك شركات كبرى تحرص على هذا ومع ذلك لم تتجاسر على ان تضمن الامان لركابها كما لا اعتقد ان السبب يعود لان طائراتها من احدث الطائرات التي تجد فيها كل التقنيات التي تجنبك مخاطر قد تأتي صدفة او عنوة فطائراتنا والكل يعرف انها اسطول اكل الدهر عليه وشرب " ولعلكم تذكرون صفقة الطائرات الشهيرة المستعملة  التي اودت بكثيرين وعلى رأسهم الزعبي " ولا كون اجراءات الامن والسلامة للطائرات والمطار هي في اعلى المستويات " بل ان الصيانة الدورية غالبا ما تتأخر وليست كافية هذا ماقراته في احد جرائدنا الوطنية ذات يوم"ولا كوننا دولة مرهوبة الجانب ويحسب لها الف حساب اذ خطفت طائرات امريكية داخل امريكا بعد ان اصبحت القوة العظمى الوحيدة وبدات اقلب الاسباب التي تجعل هذا الشعار لم يخب ابدا. فسابقا لم تخطف اي طائرة لنا "وهل نسيتم عهد اختطاف الطائرات الثوري النضالي من اجل تحرير القدس والانسان" لان  كل مكاتب الخاطفين كانت تحت اشرافنا وتحت حمايتنا سواءً على ترابنا الوطني او على التراب اللبناني الشقيق " الذي هو لايزال بمثابة تراب وطني" وبالتالي لم يكن ممكنا حتى على سبيل الخطا ان يختطفوا طائرة سورية. اما فيما بعد  " اي بعد ان انقضى عهد الخطف الثوري النضالي " واصبح من يقوم بالخطف هواة غير محترفين يخطفون اي طائرة ولاي سبب لم يجرؤ احد ان يخطف طائرة سورية حتى لو كان مختل عقليا. وبعد انتهاء عهد اختطاف الطائرات الثوري وبزوغ عصر الاختطاف البشري على يد المقاومات " ومنها الاسلامية اللبنانية " لم يُخطف اي سوري ايضا وقد يقول قائل ان هذه الجماعات ايضا تحت اشرافنا واشراف اصدقائنا الايرانيين ، الا انه كان هناك جماعات مناوئة لنا في التراب الوطني " اللبناني" ولم نسمع خبرا ان احدى هذه الجماعات اختطفت سورياً.

وبعد نهاية عهد الاختطاف اللبناني "ونحن نتحدث عن التراب  الوطني وماجاوره " وبزوغ عهد الخطف الجهادي الاسلامي  في العراق لم يحد ث ان اختطف سوري الا واحد "لم تذكره وسائل الاعلام الا مصادفة " اختطف بسبب تواجده مع بشر (لاحظو بشر)  من جنسية اخرى. وبعد هذه المداولات مع نفسي وجدت ان الامر لا يحتاج الى كثير من التأمل لمعرفة اسبابه " لما لانخطف مثل باقي خلق الله ؟ " فهو واضح لا لبس فيه ولا يعود البتة الى اننا لا اعداء لنا ولا يعود ايضا الى اننا محبوبون من كل سكان الكرة الارضية وخصوصا من  جوارنا ولكن بل وصلت الى نتيجة مفادها ان سكان الكرة الارضية وجيراننا خصوصا يعلمون ان السوري بلا اي قيمة تفاوضية لاي خاطف فلن يخرج لا رئيس  ولا وزير ولا امين شعبة حزب حتى يطالب به ولا يجرؤ اهله " حتى "  على المطالبة به " لان هذا يزعزع هيبة الدولة الموقرة امام اعدائها " ثم حتى ان قُتل لا احد يدري به لان وسائل اعلامنا لن تذيع هذا الخبر التافه " اي مقتل مواطن سوري او حتى مئة "  فهذا يلهي الناس بسفاسف الامور ونحن مشغولون بالمعركة الكبرى. واذكر انه في تفجير المحيا الارهابي في الرياض قتل  " كم سوري " وجاء وزير مصري ووزير لبناني شقيق ... بخصوص ضحايا بلدانهم وصرح يومها مسؤول سوري( مطلع ) ردا على سؤال " لجهة اعلامية غير سورية طبعا "  انه لا يدري ان كان هناك بين الضحايا سوريين !! طبعا لايدري فهو يعد للمعركة وهؤلاء  "الكم " سوري لا يجدر بنا ان نلتهي بهم ثم اننا من البلدان ذات المردودية العالية في التناسل ونستطيع ان نعوض عن هؤلاء " الكم سوري " بسرعة طبعا يموت سوريون كثر في انحاء متفرقة من العالم نتيجة حوادث  متفرقة ليس من بينها حادث ارهابي واحد ولانسمع بهم كأن يموت في حادث باص مثلا 20 او 25 راكب داخل ترابنا الوطني او على الطرق البرية التي  تنقل المواطنين السوريين الى اماكن تشردهم
الا انه والحق يقال وفي لفتة استثنائية تعد احد المنجزات التي يتغنى بها المغتربون السوريون صدر قرار بنقل جثمان المتوفى خارج سوريا على متن الشركة السورية للطيران " التي تعني الامان " الى تراب الوطن مجاناً نعم مجانا.

اذا تعالو نتخيل مشهد طائرة سورية مختطفة في مطار دمشق ويطلب الخاطفون  اي مطلب  " انشالله يكون ماء للشرب " والا قتلو الركاب السوريين  سيرد عليهم  الاشاوس الذين  لا يرضون ان تمرغ سمعة السورية " اقصد الشركة التي تعني الامان " بالوحل وتفقد مصداقيتها امام العالم  (والاعداء اولا) : طبعا لن يردوا عليهم بمحادثات كلامية فارغة " فنحن لم نحاور الارهاب ابدا " بل سيفجروا الطائرة بمن فيها من اجل انقاذ سمعة السورية وسوريا لانها دولة مواجهة هذا يجعل اي مختل لا يفكر بخطف طائرة سورية بل مجرد تفكيره في هذا يشفى ولنا الفضل كما ان خطف  سوري لن تنال  الجهة الخاطفة من جراء خطفه غير خسارة اكله وشربه. وكنت احيانا  ( بعد اكتشافي لقيمتي كسوري ) اتسائل كيف يفلت احد الارهابيين  وهو محاصر في حي من احياء الرياض مثلا او  جاكرتا الا يعرفون الوصفة السورية الناجعة لمثل هذا؟ وهي تدمير الحي بمن فيه.

خلف علي الخلف    ايلاف    12/10/2004

khalaf88@hotmail.com

أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر ايلاف تسبب ملاحقه قانونية 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات