مواضيع اليوم

لماذا كل هذا التهافت؟

ماءالعينين بوية

2011-09-16 23:39:24

0

 ثلاث خطب في يوم واحد، طرابلس و مصراتة و بنغازي، أوردغان يوزع  تهانيه و شعاراته و رواياته عن عمر المختار للمحتفين به من الليبيين، لم تكن تركيا في بادئ الأمر متحمسة للقرارات الأممية مما أغضب المعارضة في بدايات الثورة، أنقرة  تداركت الأمر عاجلا و  اصطفت إلى جانب الثوار و مجلسهم الإنتقالي.

الآن، و بعد أن صارت طرابلس  لهم و زال خطر القذافي نسبيا و إن توارى تهديده وراء الكثبان، هاهو الزعيم القادم من تركيا  يقدم مننه على أهل ليبيا  و  يقدم عروضه الإقتصادية و لربما يريد إصلاح البين و تسويق التجربة التركية التي جعلت من حزب إسلامي يترأس دولة ديمقراطية علمانية، من أحوج إلى الزيارة الأردوغانية؟ جبريل أم بلحاج و الصلابي؟

على حسب الظن،  أكثر أوردغان من تصاريحه، و أفسد مواقفه ضد إسرائيل بخطبه المتعددة  و كلامه الكثير من القاهرة إلى تونس فليبيا، بل أن هذه الزيارة تعكس حنينا ما ينتاب الرجل؟ على بعد خطوات كانت الجزائر، لو زارها لكان أنهى جولته في الإيالات العثمانية.

إنه الزهو عقب النصر، و إنها مسيرة جديدة لقوى جديدة تريد وضع البدايات، أين أوباما؟ 

ساركوزي اختطف ليبيا و فاز بالناتو و نصره في ليبيا،  في حين خسرت أمريكا حربها في العراق و قبلها أفغانستان، هل نجح ساركوزي و هو التابع المعَيًر يوما ما بأنه يسير وراء بوش الثاني؟ من شيم ساسة لندن أنهم أصحاب الوسام الفضي، أمس وراء ساسة واشنطن، اليوم باتفاق مع ساركوزي يزور كاميرون طرابلس  للإحتفال بالنصر، و كذا اقتسام الكعكة كما قال موسى ابراهيم متحدث القذافي عبر الرأي قناة العراقي الثائر مضطرا مشعان الجبوري.

جال القادة الثلاث و تلاهم وزير الخاريجة المصري طرابلس  و مدن ليبية أخرى،  مصر تريد القول نحن هنا، و لمصر و تونس مآرب كبرى في الجارة ليبيا، و يحفظ الليبيون للعرب دعمهم، و لعل العرب يحفظون لسيف الإسلامي القذافي شتمه لهم و لجامعتهم ، و من هنا جاء الدور الإماراتي و القطري و الأردني.......

هي القسمة، و الغنيمة الكبرى، نفط و إعمار و سلاح، كان الغرب في ليبيا و القذافي أميرها، و سيعودون و لكن بشكل آخر و تفضيلات أخرى و برتب أخرى، قد يتقاسمون النفط مع الشعب بدل تقاسمه مع القذافي، و قد تتقاسمه الشركات و رجال السلطة الجدد إن استحلوا الحرمات و كثر الفساد فيهم ( أي الحكام و الساسة الجدد)، هذا ما يخشاه الشعب الليبي، أن تضيع الحقوق لأجل بقاء حفنة رجال على هرم السلطة.

في افريقيا تسود شركات  و مافيات على دويلات فقيرة ظاهرا غنية باطنا ، لهم النفط و الماس و اليورانيوم في حين للشعوب الفقر و الحروب و المجاعات.....إنها قسمة ضيزى.

إن أي حكومة جديدة مطالبة بالشفافية و النزاهة من حيث الإتفاقيات التي تخص تنقيب و توزيع النفط و باقي الثروات الطبيعية، كذلك مطالبة بالشفافية من حيث تراخيص الإعمار و التجهيز إلى ماهنالك من الإتفاقيات الإقتصادية والتجارية، فالخوف أن تغيب السيادة الليبية، و يعيث الأجنبي في ثروات البلاد، و ينجح الغرب  في صناعة حكومة  ضعيفة  قد تفوت له ثروات  البلد من أجل ضمان بقاءها و استمراريتها....

لكم المثلى في العراق، حكومة ضعيفة أمرها بين الأمريكان و إيران، فساد مستشري، ملايير ضيعت في استثمارات الإعمار و البناء ( رشاوي و سرقات)، نفط يسرق و الشعب يعيش أزمة كهرباء و ماء.

التهافت الغربي والدولي على طرابلس، يخفي في طياته قلقا على مصير ليبيا الجديدة، هل سينتهي الدور الغربي بذراعه الناتو ليترك لليبيين مسيرة بناء الدولة باستقلالية وحرية أكثر؟ أم أن الغرب  سيحاول التدخل  لصناعة حكومة ونخبة حاكمة تضمن مصالحه و مقيدة بالإحتياج له  ؟  




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات