لماذا علينا أن نقبل الآخر !!! وأي آخر هذا الذي تتشدقون أيها المدونون الكرام في الدفاع عنه وتريدون منا أن نقبله !! ومن الذي يستطيع أن يجبرني على قبوله إن لم يتماشى مع أخلاقي و مباديء و رؤيتي !! ثم ما هو هذا الآخر الذي لابد أن أقبل به !! أهو الآخر الديني أم الآخر السياسي أم الآخر الاجتماعي أم الآخر العقائدي أم الآخر الاقتصادي !! أم هو مجموعة و تشكيلة منوعة من كل آخر من لائحة ( الآخرين ) !!
كإنسانة عادية قد أقبل بالآخر الاقتصادي و الآخر السياسي و بالآخر الاجتماعي .. لكن من المستحيل أن أقبل مثلا بالآخر الديني أو الآخر العقائدي وإن وَسمتموني بالتخلف والرجعية فلن يغير ذلك من قناعاتي بشيء .. فليس كل آخر يُقبل عندي كما صرح البعض في الآونة الأخيرة.. والآخر الذي كان يصول ويجول في إيلاف كان يحصر جل كتاباته في الآخر اللاديني فلماذا لابد أن يُقبل ؟
وهل فعلا الغرب يريدون منا قبول الآخر الديني أو بالأحرى اللاديني !! هم لا يؤمنون أصلا بالأديان فبالتالي فإن الآخر الذي يتمنى أن يفرضه علينا الغرب يختلف تماما عن الآخر الذي يريد بعض العرب المنسلخين عن دينهم وعروبتهم فرضه علينا نحن المتشبثون ..
و هل قبول الآخر دليل على التحضر مثلا !! أم دفاعنا عن الآخر سينهض ببلادنا وينميها أو أنه سيُنسينا مثلا أننا نحن العرب أمة منهزمة .. خاملة .. محبطة .. و في آخر الركب
إن لغة الدفاع عن الآخر لغة براقة متلألأ تُشعر من يمارسها أنه مثقف و واعي و مدرك أكثر من غيره من ( الأغبياء ) المستغنين عن الآخر و المتشبثين بفكرهم الأصولي !! لكن أقول لهؤلاء الجهابذة لقد سقطتم في الفتنة وبعتم الغالي و الثمين ببخس رديء وغركم هذا اللمعان وهذا التلألؤ .. وزغللت عيونكم الألوان الفاتنة .. فما عدتم واضحي الآراء و لا نيري الأذهان كما السابق مع أن النبي تركنا على المحجة البيضاء و التي ليلها كنهارها !!
أفيقوا أيها المدونون الشرفاء .. دفاعكم عن الآخر لن يغني أو يسمن من جوع .. و لن يجعكم تنسلخون عن عروبتكم المتقهقرة إلى الوراء .. أنتم عرب و لن تكونوا غير ذلك بدفاعكم عن الآخر المزعوم .. نحن أيها المدونون مجموعة من البشر ارتضينا أن ننافق بعضنا البعض !! و ارتضينا أن نقبل كل شيء يُبعدنا عن ذواتنا .. باسم الدفاع عن الآخر .. ماذا عساي أن أسمي هذا !!
اليوم و نحن نعزي أنفسنا كمدونين بعدم قبولنا للآخر ورفضنا له و ننعت أنفسنا بأبشع الألفاظ وأقساها إنما نحن نعبر عن عقد نفسية دفينة أصلها و حقيقتها جلد للذات و تعذيب و قهر لها اعتدنا عليه وتربينا و تنشأنا عليه منذ الطفولة !!
لذلك فلا فائدة من التشدق اللامحدود هذا والاستماتة المضحكة المُلاحظة هذه الأيام في الدفاع عن الآخر .. لأنكم لن تتطورا بالدفاع عنه و لن ينالكم شيء من تطوره من خلال هذا التقديس المُهدى له على طبق من فضة ..ولن يدل تزاحمكم في الدفاع عن الآخر على علو مكانتكم بين الخلائق و بين الأمم .. إنما اعتزازكم بما لديكم هو ما يجعلوكم تسودون و ليس غيره .. إنه يهزأ بكم هذا ( الآخر ) ويضحك عليكم من وراء الستار..
أيها المدونون الأعزاء .. (الآخر) تخلى عنكم وانعزل عنكم واعتزلكم.. فكفى مطالبة له بالعودة .. و آن لكم أن تعتزوا بما هو لديكم ..
التعليقات (0)