...في الحقيقة إن المجتمع كان منقسما في كل العهود السابقة لأنه لم ولن يلتقي فكر إسلامي بفكر نصراني أو فكر ليبرالي أبدا بحكم اختلاف العقيدة واختلاف المصالح ولكن ...ظهور الانقسام في عهد مبارك وسابقيه لم يكن ممكنا بحكم الواقع الدكتاتوري (المفيد أحيانا) ولكن بحكم الديموقراطية الجديدة فقد أعلنت كل الفرق المختلفة فكرها بكل وضوح بل استغل البعض هذه الحرية الجديدة في التطاول وقلة الحياء....
....ومن المؤكد أن الفكر الإسلامي خطر على كل ما يخالفه من الأفكار لأن العقيدة الإسلامية الصحيحة والتي نأمل أن تحكم مصر بعد طول غياب لا تلتقي مع توجهات الفاسدين والفنانين والإعلاميين الكاذبين الذي يتقاضون رواتب تجعل الإنسان يكفر مقابل الحصول على هذه المبالغ الخيالية والإسلام بالطبع ليس فيه فرصة للحصول عليها بطريقة مسموحة وشرعية طالما أن المجتمع فقير لا يحتمل هذه الفوارق بين فئة وأخرى إلا تحت سقف الشريعة وتحريم الحرام ...
...أما وإن الربح الآن مرتبط بالفساد والكذب والاستهانة بالخصوصية الشخصية والتطاول بهدف الإضحاك والاستهزاء بالعلماء ورجال الدين وكل السياسيين فقد وصلنا إلى نقطة يتوجب الوقوف عندها بالحساب إذا كنا نبحث عن مستقبل أفضل لأبنائنا...
....إن انحدار الفن والإعلام ودخول بعض الفاسدين من أصحاب المال إلى ميدان السياسة وهذه الهجوم الكاسح من فضائيات تبيع الدين والأخلاق بكل رخيص من قلة الحياء ...وانحدار الفن إلى مراتب التدني في الألفاظ والمشاهد الفاضحة وسيطرة منتجي الأفلام الهابطة والمسلسلات التافهة على الفكر السينيمائي أصبحت هي القاعدة في (التنوير) الذي ليس إلا نشرا للظلام الأخلاقي ودغدغة مشاعر السفلاء والسفهاء من البشر...إن الواقع الأليم للثقافة وسبل الربح والفساد وسيطرة الجهلاء على منابر الدين وابتعاد العلماء الأتقياء عن مجال الإعلام جعل الناس تائهين ضائعين في ظلمة التكذيب لكل ما هو صحيح ونشر كل قبيح وأصبح التهجم على الطاهرين والشرفاء هو السبيل إلى الإثراء...
...ليس خافيا على أحد أن النجوم الآن هم الراقصات ولاعبي الكرة والفنانات بل تملأ الشاشات قصص كفاحهم المجيد في (التنوير) وجعلتهم أصحاب رسالة !!.....أنظر كيف صارت راقصة هي المثل الأعلى للبنات والفنان الذي يمارس الرذيلة هو بطل في عيون الناس ولو كان حشاشا أو سارقا أو قاطع طريق والغني مهما كانت مصادر ربحه هو (عمي الحاج) ...هذا هو الفرق بين عصر لم يجرؤ فيه أحد على نقد الرئيس وعصر أطال فيه الرئيس الحبل لكل المواطنين في التطاول وقلة الحياء ...ونعود فنقول إن الانقسام كان موجودا ولكنه محبوس في منع الظهور والآن هو موجود مثلما كان قبلا ولكنه مطلق العنان إلى حد التفريط والهمجية ...لا بد أن نقف وقفة صادقة لنقطع الطريق على الفاسدين حتى تتطهر مصر من أدرانها العفنة السابقة....
التعليقات (0)