من خلال مطالعتي المتواضعة لتاريخ الأندلس من كل الجوانب اللازم متابعتها، مع استقصاء آراء الكتاب و المفكرين و تمحيصها، يتبادر للذهن الكثير من التساؤلات الشائكة و الملتوية و يضعنا نحن الأجيال المتأخرة نقع في حيرة من أمرنا، لكن قبل قراءة و دراسة تاريخ الأندلس وجب علينا قبل كل شيى مطالعة سيرة النبي صلى الله عليه و سلم و استوعابها ،و بدونها يكون فهمنا لتاريخ الأندلس ناقصا و غير كامل، و من هذا المنطلق تكون النصيحة واجبة و شاملة لكل مسلم و حتى غير مسلم، أن ينطلق من جذور الدعوة و ما المراد من هذه الأمة ؟ و ما هي الرسالة المأمورة بحملها ؟ إذا بدون هذه التركيبة في الفهم فلن نستطيع أن نفهم الأرضية التي انطلقت عليها قيام أعظم حضارة في التاريخ و هي الحضارة الإسلامية و الحضارة الوحيدة المرشحة بالظهور مرة خرى و أن هذه الأمة لا تموت و لا تتغير أسسها و عقيدتها و قيمها، الحضارة الإسلامية التي أصبحت كل الأمم تحاربها و آخرها الآن الصين مع شعب الأوغورالمسلم، لكن نحن كمسلمين هل نحن مدركون لحقيقة الصراع بين الحق و الباطل، يبقى السؤال دائما محيرا ، لكن الإجابة يمكن إيجادها لو استطعنا أن نفهم العلاقة الوطيدة و المحكمة و التي لا يستطيع أحد أن ينكرها ،إلا إذا كان أحدنا مشبعا بالعلمانية حتى النخاع، أو مستشرق يضمر الحقد على الإسلام، مهما كثر الكلام و سالت بحار من المداد فلن يستطيع فهم هذه العلاقة بين الإسلام كتشريع و بين التاريخ الإسلامي قال تعالى : ( قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) [الأنعام : 11] إذن من خلال الآية فإن الله يحثنا بأن نتفكر فيما حدث للأمم السابقة، و المقولة الشائعة أن من يفعل ذلك فهو بكاء علىالأطلال فهي مقولة سطحية و تظهر جليا التفكير السطحي لأشباه المثقفين الذين ينفثون سمومهم في كل سبيل، و كل من ترعرع على العلمانية المقيتة أو القومية البغيضة يريد أن يعزل التاريخ الإسلامي عن التأثير الديني الذي يبقى المؤثرأو الدينامو الحقيقي في تحريك كل الأحداث و صياغتها، و من يضرب مثلا بقيام الثورة الفرنسية و مغرم بقصص ماري أنطوانيت أو روايات شيكسبير (الشيخ زبير) و يريد أن يضعها وفق نسق تاريخي إسلامي فهو واهم و اختلط عليه الحابل بالنابل و نسي الأرضية الصائبة لتشكيل فكر متكامل و غير مشوه، إذن هل نحن مدركون لحقيقة سبب سقوط الأندلس من كل حيثياتها و جوانبها يبقى السؤال دائما مبهم لكل فينا لكن كيف ندرك الخلاصة اللازمة لفهم كل الإحداثيات التي انطلقت منها بناء هذه الحضارة و حتى ندرك كل هذه التعقيدات وجب وضع مقارنة بين الأحداث و تفصيلها من الناحية السوسيولوجية و الإقتصادية و التركيبة البشرية إلى غيرها من العوامل القائمة ، كل هذه العوامل وجب مراعاتها و تأصيلها و معرفة توافقها مع المنظومة الإسلامية، و من خلال هذه النقط المتعددة تنكشف لنا الأحداث بصورة أجمل و أرحب فتتمثل لنا العلاقة القائمة بين الإسلام و الأحداث في تاريخنا الإسلامي و البحث الأكاديمي يعطينا صورة غير دقيقة لمجرى الأحداث و كأنها كانت عارضة فقط، و قصة بداية دعوةعبد الله ياسين في تشكيل النواة الأولى للمرابطين كانت كمثل تشي غيفارى في الستينات و أن الهدف هو الإطاحة بنظام لقيام نظام آخر و ما يجهله أكثرنا أن التربية الإسلامية هي الفرقعة أو البيغ بانغ أو الإنفثاق الذي أظهر هذه الدولة الإسلامية لقيام شرع الله، تبقى نقطة أخرى مهمة و اخترت لها تجربة المنصور بن أبي عامر كيف لهذا الملك الذي قهر إمارة ليون و قشتالة و مرغ بوجههم في التراب أنه بعد ربع قرن تنهارهيبة المسلمين في رمشة عين و يحلها الهلع والرعب بعد أن كانت مهابة و قوية يهابها الأعداء.....يتبع إن شاء الله
للإجابة علي سؤال لماذا سقطت الاندلس الكثير من الاجوبة منها ما هو يختص بالشؤن الخارجية ومنها ما يختص بالشؤن الداخلية .
اما الشؤن الخارجية فنلخصها في الآتي :
1_ تدهور قوة المسلمين ليس في الاندلس فقط ولكن في كل العالم الإسلامي في ذلك الوقت ، بتعرضهم لهجوم قوي من كل القوي المسيحية
2- إطلاق البابوية الصرخة لدعوة إلي محاربة المسلمين في الشرق والغرب .
3- استجابة كل القوي المسيحية لدعوة البابا ليس فقط تلبية دينية ولكنها استجابة للظروف الاجتماعية والإقتصادية التي تسود العالم الاوربي سواء اشتراك الافراد بسبب سيادة النظام الاقطاعي أو اشتراك الجمهوريات الايطالية في هذه الحروب والذي كان من دافع المصالح التجارية ، او لسيادة الفقر في اوربا ورخاء الشرق حتي ان البابا قال في دعوته " إن بلاد الشرق تفيض عسلا "
4- تفكك قوة المسلمين بين اكثر من خلافة سواء في الشرق او الغرب والعداء السائد بينهم جعلهم لا يجتمعون لمحاربة عدوهم .
5- كانت الاندلس منذ بدايتها بعيدة عن الخلافة في الشرق مما جعلها تعتمد علي نفسها في الدفاع .
6- وقوع الاندلس في وسط العالم المسيحي وبعدها عن العالم الاسلامي ، جعلها سهلة الوقوع في يد المسيحيين
5_ القوي المسيحية تحيط بالاندلس وتلقي الدعم الكامل سواء من الكنيسة والبابوية أو من الامراء الاقطاعيين
التعليقات (0)