التاريخ: 2010-11-17 07:57:36
استوقفني خبر تشكيل اللجنة المركزية لحركة فتح بالتحقيق مع عضو اللجنة ومسئول الإعلام في حركة فتح لبرهة من الوقت كي استكشف مدى التخبط الإعلامي الذي وصل إلى هذا الحد من تراشق الأخبار وتكليف أمين سر الحركة محمد غنية للتحقيق مع محمد دحلان.
ليس ذلك لأنني ممن يحبون تلك الشخصية الفذة أو التي يكرهونها، إنما لطبيعة الخبر الذي نشر على مواقع الانترنت ليبدوا لي مدى البساطة التي تتعامل بها المواقع الإلكترونية في التهجم على شخصيات وقيادات وطنية بالصف الأول لهذه الحركة العملاقة ، لنجد أنه تكليف أمين السر للتحقيق على أقوال منسوبة له، وليس هناك تأكيد أو نقض لتلك الأقوال هل هي له أم لا، ليتم نشر الخبر بهذه الصورة ، وتعلمنا دائما أن ما يثبت إدانته والتأكد منه يمكنك نشره حسب طبيعة السياسة التحريرية لتك الوسيلة الإعلامية، وإنما التعامل مع الشكوك للتشهير بالشخصيات أمر غير مقبول في العمل الصحفي.
وإن كان قد نشر الخبر فلعل كاتبه متدرب جديد لا يجيد فن العمل الصحفي ، لذا كان الأولى من إدارة الموقع الالكتروني بعدم النشر إلا بعد التحقق من صحة الأقوال المنسوبة لان ذلك لا يعتبر سبق صحفي ولا القصة صعود على حساب الشخصيات الوطنية البارزة على صعيد الحركة الفتحاوية .
ولكن ما أدهشني حقاً في تلك الواقعة ثلاثة أمورٍ هامة : الأول وهو البسيط هو طول فترة التحقيق التي ستقدم لجنة التحقيق شهراً كاملاً وكأن القيادي محمد دحلان يقطن في روسيا أو غير معلوم المكان، وأن سيأخذ التحقيق وقتاً وربما جوالات لهذا التحقيق وكأن هناك جريمة سيلاحقها القانون الدولي.
أما الثاني وهو المستغرب بأن الرئيس عباس أمر بسحب الحراسات الإضافية عن مكتب محمد دحلان وبيته في رامالله، وهذا إن دل يدل على أمرين : الأول أن محمد دحلان يستخدم جيش من الحراسات عليه خوفاً من التعرض لأدى ، والثاني أن محمد دحلان له أعداء سواء على صعيد الحركة أو من الاحتلال وهو الأضعف لدي، فإن تم سحب هذه الحراسات كما نشر جاء بعد وشاية مقربين من الرئيس ضد دحلان كمقدمة للاعتداء عليه من قبل أطراف ستكون غير معلومة ، وهذا قد يتماشي مع تهديدات حماس والتسهيل لها بالإعتداء عليه من قبل تلك الأطراف وهذا قد يعرض حياته للخطر الحقيقي.
أما الأمر الثالث: وهو الأهم لدي أن اللجنة المركزية لحركة فتح قوية في تحركها ضد نفسها وجلد ذاتها وسريعة في إصدار لجنة تحقيق ضد شخصية وطنية فلسطينية فاعلة في حركة فتح كمحمد دحلان، بينما تقف صامتة كخيال المآتة تجاه مليون ونصف مليون في قطاع غزة ، فلماذا لم تتحرك اللجنة المركزية للتعامل الفوري تجاه قطاع غزة وبنفس الجدية التي تعاملت بها ضد محمد دحلان، أهو صراع مناصب أم مصالح مشتركة لتحقيق هدف ما.
لو صح التعبير بأن الخبر صحيح أن محمد دحلان أساء لوحدة الحركة ورئيسها ، فالسؤال للجنة المركزية الحريصة على وحدة الحركة ورئيسها، أليست حماس يا لجنتنا المركزية أساءت لوحدة الشعب الفلسطيني كافة وانقلبت عسكرياٍ على الحكم وسيطرت على قطاع غزة أم لم تسمعي أخبار ذلك الإنقلاب، وأن حركة حماس أساءت للشعب الفلسطيني ولتاريخ حركة فتح ورئيس أبو حركة فتح ، وتاريخ الشهيد الراحل أبو عمار رحمه الله ولسمعة الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، أين أنت من هذا كله يا لجنتنا المركزية هل انتهت قضية غزة بالنسبة لكم كي تتذكروها بخبر إعلامياً أو أن ساعات البث الفضائي الفلسطيني لم تعد تتسع إلا لرفاهية المواطن الفلسطيني ولإمتاعه بمسلسلات وأفلام هابطة تلك ليست سياسة فتح وإنما تشويه لصورتها عبر فضائيتها وللأسف للقائمين عليها، أو تتذكروها عندما تمن عليكم حركة حماس بأخبار تأملكم بالمصالحة للتهافتوا على الانضمام لوفود الحركة لأجراء جولات المصالحة كي تتنقلوا هنا وهناك.
لذا ككلمة أخيرة يا لجنتنا الغراء إذا لم تنظروا إلى الأمام بعيون ثاقبة وحريصة على المصلحة الوطنية الفلسطينية لتنقلكم إلى المستقبل المشرق، سيأتي الذي لم ينظر إلى الخلف مطلقاً وحينها لم نستطع إعادة الزمن لنحاسب أنفسنا على ما فات.
التعليقات (0)