مواضيع اليوم

لماذا خرج الاتحاد الاشتراكي من رغد التسيير الحكومي

شريف هزاع

2012-02-09 12:47:08

0

لماذا خرج الاتحاد الاشتراكي من رغد التسيير الحكومي

عبد الفتاح الفاتحي


إن خروج حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إلى المعارضة في هذه الظرفية يكشف حالة من التيه السياسي داخل الحزب، فمن جهة سبق لقيادة الاتحاد الاشتراكي أن دخلت في تنسيق قبل الانتخابات مع حزب العدالة والتنمية، وقد كان تقاربهما قويا، حتى أن الصراعات الإعلامية التي كانت تقام بين الحزبين على صفحات جريدة الاتحاد الاشتراكي والأحداث المغربية وجريدة التجديد اختفت تماما. وتواصل التنسيق بين الطرفيين قويا حتى اختفت حالات التدخلات الشديدة اللهجة لنواب حزب العدالة والتنمية في وزراء الاتحاد الاشتراكي. ذات التنسيق تواصل حتى بعد الانتخابات حيث برزت تصريحات الطرفين تسير في اتجاه التحالف فيما بعد الانتخابات لتشكيل الحكومة.

وبذلك تكون كل المؤشرات قد أعطت انطباعا لدى كافة المتتبعين من أن هيكلة حكومة انتخابات 2011 قد توضحت معالم ذلك بعد تشكيل تحالف الثمانية. وتوقع الجميع لما أعلن بنكيران رئيسا للحكومة المقبلة أن الكتلة ستشكل ركيزة حقيقية في مفاوضات التشكيل الحكومي.

بل إن بنكيران كان مطمئنا عقب إعلان النتائج من ضمان هيكلة حكومية قوية ووازنة بمشاركة كامل أحزاب الكتلة إلى ائتلافه الحكومي، وهو ما عبر عنه في لقاء خاص خص به القناة المغربية الأولى حين قال إن الاتحاد الاشتراكي "غيسخن كتافي" وفي ذلك رغبة قوية لو أن الاتحاد الاشتراكي قبل الدخول إلى حكومته بدل أن يخلق له الكثير من المتاعب لدربة أصحابه على المعارضة أكثر من الممارسة الحكومية.

ومن جهة أخرى، فإن خروج الاتحاد الاشتراكي إلى المعارضة لم يكن توجها حديثا داخل الحزب بل كان مطلب أكثرية مناضليه للخروج من حكومة عباس الفاسي، مما كان يهدد استمرارية عباس الفاسي على رأس الوزارة الأولى، إلا ضغوطات عالية المستوى حالت المكتب السياسي دون ذلك. ونتذكر تثبيت الملك محمد السادس لعبد الواحد الراضي على رأس وزارة العدل بعدما تقدم إلى الملك بطلب استقالته.

إن خروج حزب الاتحاد الاشتراكي إلى المعارضة في الوقت الراهن، قد لا يفيد الحزب في إعادة هيكلة بيته الداخلي ولكن بقدر ما سيضعف الحزب، ذلك أنه لن يكون بمستطاعه إقناع المغاربة بمعارضته، حيث يتذكرون صولات وجولات شبابه في المعارضة، وما حمله المغاربة على هذا الحزب من أماني وأمال عريضة لم فشل الحزب في تحقيقها وهو على رأس الحكومة بعبد الرحمان اليوسفي.

إن تقييما للظرفية لا يقتضي خروج الاتحاد الاشتراكي الآن إلى المعارضة، لأن ذلك في غير صالح، لأن بالإمكان تقوية بيته الداخل والحفاظ على هويته وهو في الأغلبية، ولكن الأكيد هو أن الحزب لم يمكن أجيالا شابة على قدر دربة شيوخه للتسيير الحكومي ولا سيما من حيث الكم، ذلك أن الحزب لم يتمكن من حل المشكل التنظيمي لشبيبته بعدما جمدها لشهور وإلى اليوم، فاضطرت إلى النضال من داخل حركة 20 فبراير، معاكسة بذلك اختيارات الحزب الذي تنتمي إليه.

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات