لماذا وضِع الاسلاميين في وجه المدفع ؟
هل هي رغبة الشعوب العربية ان يفوز الاسلاميين بالانتخابات بالدول العربية التي نعمت بالربيع العربي ؟
أم انها مؤامرة لمن يؤمن بالمؤامرات ؟
أم لعدم وجود البديل ألافضل ؟
لنبدأ بالاحتمال الاول : عما إذا كانت رغبة الشعوب في تلك الدول إيصال تلك الجماعات الى سدة الحكم بالبلاد فهو احتمال ضعيف جداً لإن صناديق الاقتراع اثبتت ذلك ففي مصر مثلاً حصل الاسلاميين (جماعة الاخوان المسلمين عن طريق ذراعها السياسي حزب الحرية والعدالة على اقل من 52% من الاصوات ,التي لاتتعدى نسبتهم نصف من يحق لهم التصويت
في مصر وعددهم 50 مليون حيث شارك في التصويت مايقارب 25 مليون فقط , حصل منها حزب الحرية على 13 مليون , أي ان هناك 37 مليون لم ينتخبوا الاسلاميين منهم اكثر من 12 مليون صوت
لمنافسهم رغم عدم اقتناعهم به , والباقي امتنعوا عن التصويت ربما لانهم لم يجدوا في كلا المرشحين من يستطيع تمثيلهم او يقتنعوا به ..
الاحتمال الثاني : هل هي مؤامرة : البعض يرى انها ربما تكون مؤامرة حاكتها دول لها مصالح في تلك الدول ووضعت الاسلاميين في وفوهة المدفع لإن تلك الدول تعاني من اقتصاد منهوب وحركة التنمية فيها متوقفه . والايرادات قد تكون صفر .. والبطالة عاليه والفقر بنسبة كبيرة ..وتحتاج هذه المرحله بالذات الى سياسيين على درجه كبيره من الوعي وفن القيادة والى اقتصاد واموال ومساعدات لتتمكن الدوله من الوقوف على قدميها .. وكل هذه الاشياء لاتتوفر في الاسلاميين الذين حوربوا وشردوا وسجنوا سنوات عديده تنقصهم الخبرة , والعلاقات , والاموال , ليتمكنوا من تحقيق وعودهم التي قطعوها على انفسهم . وهذه الاموال والعلاقات لن تتوفر لهم دون ان يدفعوا ثمنها لمن وضعهم بفوهة المدفع وقد يكون الثمن كبير جداَ لايستطيعون على دفعه .. لانهم في حالة دفعه سيسقطون في اول انتخابات جديده لان القلة التي صوتت لهم ستلفظهم .. وسيخسرون موقعهم بشكل كبير وسيكونون في ذيل القائمة الانتخابية , أما اذا رفضوا دفع الثمن ستسؤ حالة الشعب ويعم الفقر والبطالة وبذلك سيخسرون ايضاً في اول انتخابات قد تكون مبكره في هذه الحالة .
هناك حالة واحده يمكنهم فيها البقاء بالسلطة وهو اتباع نفس اسلوب من سبقوهم تزوير انتخابات واستفتاء على الرئيس
ليفوز بنسبة 99و99% تقمع فيها الحريات ويسجن ويشرد المعارضون وهذه ايضاً لن تدوم لإن الشعب عرف طريق الخلاص من هذه الحالة ... وبذلك تكون الجماعات الاسلامية هي اكبر خسران في تصديها لقيادة البلاد في هذه المرحلة بالذات مما يؤكد عند البعض فرضية المؤامرة .
الاحتمال الثالث : عدم وجود البديل : مرتبط بالاحتمالين اعلاه فقد وضع الشعب امام خيارين احلاهما مر .. لذلك انقسم الشعب لثلاث اقسام . القسم الاكبر احجم عن المشاركه وفضل الصمت , والقسم المتبقي انقسم بالتساوي تقريباً بين المرشحين ...ليصبح فوز الرئيس المنتخب باقل الاصوات (خُمس عدد من يحق لهم التصويت) ..
ترى ماذا سيكون مصير تلك الجماعات وما مدى امكانية تحقيق وعودها التي وعدت بها شعوبها والحال كما يقول المثل(العين بصيرة واليد قصيره)..خصوصا إذا كان اربع اخماس من يحق لهم التصويت غير راضين او ممتنعين عن التصويت لهم مما يؤكد انهم لن يصبروا على تلك الحكومات كثيرا لتفي بوعودها ... أم ان تلك الحكومات ستوافق على دفع الثمن الكبير لتحصل على المساعدت لتفي بوعودها التي قطعتها .. ام ستنقلب على الديموقراطية وتعود حليمة لعادتها القديمه قمع وتعذيب
وسجن ؟ الافضل ان ننتظر واعتقد ان الانتظار لن يدوم طويلا فغداً لناظره قريب .... والسلام ..
سعود عايد الرويلي
التعليقات (0)