لماذا تُهمّش قناة الجزيرة المقدسيين ؟
رام الله--كتب :امجد طاهر - من يراقب التغطية الاعلامية لقناة الجزيرة القطرية يلاحظ أن ظهور المقدسيين عليها هو مجرد رفع عتب لا أكثر حيث أن المقدسي الوحيد الذي ظهر على شاشتها هو حاتم عبد القادر عضو المجلس الثوري للحركة ضمن انتقادات وجهها للسلطة الوطنية. وبذلك تُثبت الجزيرة أنها معنية فقط بالمقدسيين الفتحاويين الذين ينتقدون السلطة الوطنية الفلسطينية، فلم تجد سوى عبد القادر، و لن تجد غيره على أية حال.
ولو كانت قناة الجزيرة حريصة على نقل صورة الاشتباكات بشكل غير مُتحيّز لحليفتها حماس التي لم توفر فرصة للمتاجرة بالاقصى و القدس، لكانت عقدت لقاءات في مواقع الاشتباكات، لكن هذه المواقع كانت خالية من قيادات حماس و مليئة بقيادات فتح، فقررت الجزيرة التوجه لنقل ألاشتباكات على حاجز قلنديا بعيداُ عن قلب الحدث و أيضاً من موقع بجانب الحاجز حيث لا يتوفر قيادات يمكن أن تُجري معها مقابلات، فتخرج من حرج عدم وجود رموز حمساوية في هذه المواقع.
وعوضاً عن ذلك، اختارت الجزيرة الحديث عبر الهواتف مع قيادات حمساويةجالسة في مكاتبها، أي أن حمساوي في مكتبه أفضل من فتحاوي يناضل في الميدان بالقدس. فقامت بإجراء مقابلة مع عزيز دويك الذي وجه سيلاُ من الانتقادات للسلطة الوطنية الفلسطينية متناسياً أن الاسرائيليين هم الذين يحاولون اقتحام المسجد الأقصى. إن دل هذا على شيء فإنه يدل على أن حماس تنصب العداء للسطة و فتح ولا تعتبر الاسرائيليين سوى عُذراً لشن الهجوم على فتح.
وضيف آخر فكان الشيخ كمال الخطيب الذي تواجد برفقة عشرين مرافق يتقاضوا رواتب من حركة الاخوان المسلمين تفوق رواتب مائتي معلم و معلمة في المدارس. فعلى الهاتف ادعى الخطيب أن الاحتلال منع عشرة حافلات من مناصري الحركة الاسلامية من التوجه الى القدس للدفاع عن الأقصى. لكن الحقيقة تقول أن الاحتلال اوقف حافلتين فقط على مدخل أم الفحم و منعهم من السفر الى القدس. أما الشيخ الخطيب نفسه فلم يكن متواجد في المسجد الأقصى و لا في البلدة القديمة من القدس، بل توقف عند وسائل الاعلام في وادي الجوز حيث سمح له الاسرائيليون بذلك، و بعدها بدقائق صعد الشيخ الخطيب في سيارته الفارهة و سمعنا لاحقاً أنه تَعرّض للإصابة على ايدي جنود الاحتلال في نفس الموقع الذي شاهدناه يخليه بسيارته بدون أن تقع أية حوادث!!!!
و شخصية أخرى قابلتها الجزيرة و هي عضو في رابطة علماء المسلمين التي يرأسها القرضاوي، و الطريف بالأمر أن هذا الشيخ أخذ على ذمته الحديث في شؤون القدس التفصيلية و حيثيات أحداثها الناتجة عن نسيج خياله و هو جالس في مكتبه في احدى الدول الأوروبية.
أما رأس كوم الشخصيات التي قابلتها الجزيرة فكان المرشد العام للاخوان المسلمين في الأردن، و الذي تشوب حوله الف علامة سؤال و مليون اعتراض من قبل حركة الاخوان ذاتها، فهو رجل معروف بفساده المالي و عدم خبرته في أي نوع من المقاومة. فأخذ يفتي يميناً و يساراً و يلهب مشاعر الناس بدون حسيب او رقيب.
فهذه هي الجزيرة التي تحاول أن تُهمّس المقدسيين و الفتحاويين منهم بالذات ليس لأية أسباب سوى أن من خاض المقاومة اليوم و قاد الاشتباكات ضد الاحتلال في القدس لا يروق للجزيرة و مديرها الحمساوي وضّاح خنفر.
التعليقات (0)