عندما يغادر الإنسان هذه الدنيا ويتخلص من لحمه ودمه ومن كل ما في جسده وتحت جلده ويصبح هيكلا عظميا تراه ضاحكا.....كل الجماجم تضحك...
هل تعلم لماذا تضحك الجماجم؟...
....لأنها اكتشفت أن هذه الدنيا كانت مجرد صفحة مليئة بالأكاذيب والكلمات العابثة والمناظر الضحلة والآمال البسيطة التي لا تستحق الاهتمام....
....لأنها اكتشفت أن كل ما في هذا العالم الذي قضت فيه بضع سنوات قصيرة كان وهما خالصا وقد أتعبت نفسها في الركض فيه للحصول على أهداف تافهة لا تلبث أن تصبح غير ذات قيمة ...
....لأنها اكتشفت أنها صارعت ضعفاء لا يستحقون الغضب وليس لهم قوة تحتاج للمغالبة والمشاحنة...
لأنها اكتشفت أن ما سعت إلى تحقيقه لم يكن يستحق العناء الذي كابدته....
لأنها رأت أنها عاشت حياة كانت تظن أنها غالية فإذا بها ترى بعد مغادرة الدنيا كم كانت رخيصة ....
....لأنها وجدت هناك فضاء فسيحا أرحب وأوسع وأنقى وأطهر وأفضل وقد أهملت في دفع ثمن الوصول إليه لأنها كانت عمياء لا ترى وبكماء وصماء لا تسمع ولا تتكلم ....
إنها تسخر من جهلها الذي كان وغفلتها التي عاشت فيها ....
....لكنها الآن ترى رحمة الله ومغفرته هى الأبقى والأفضل وأن هذا الذي تراه لا يقاس بالعالم الضيق الكريه الذي أغرقت نفسها في بركته الآسنة....
لذلك تضحك الجماجم.........
التعليقات (0)