لماذا تصدق شائعات مرسى وتكذب حقائق السيسى ؟

 إن أكثر ما عانت منه جماعة الإخوان المسلمين إبان فترة حكمها هى الشائعات التى ساعدت وكانت عامل اساسى فى القضاء على أول حكم مدنى فى مصر , إشاعات وصلت إلى حد الحقائق والمسلمات التى آمن بها الشعب المصرى , أشياء لا يؤمن بها عقل ولا تخضع لمنطق مثل بيع الاهرامات وتوقيع مرسى لعقد بيع  حلايب وشلاتين للسودان أصبحت حقيقة لا يستطيع احد ان ينكرها الا اخوانى , على النقيض نرى أن هناك الكثير من الحقائق أو قل المصائب التى انفرد بها السيسى عن غيره ممن سبقوه مثل الطعن فى الاسلام وثوابته واتهام مليار ونصف بالارهاب على مرأى ومسمع من العالم اجمع ناهيك عن وعوده الكاذبة بدءا من عربات الخضار مرورا بجهاز الكفتة وأخيرا وليس آخرا فنكوش العاصمة الجديدة .

مثال واحد فقط يوضح مدى تأثير الإعلام ودوره فى ادارة وتوجيه الرأى العام كما يريد , فعندما تولى مرسى مقاليد الحكم قطع على نفسه عهدا بحل عدة مشاكل فى 100 يوم فى مقدمتها النظافة والكهرباء ولكنه لم ينجح كما يريد ولم يصل الى ما كان ينتظره منه الشعب فهاجت الدنيا عليه وظل يغرد الاعلام على نغمة الفشل وكأن مرسى فشل فى مائة عام وليس 100 يوم وعلى الجانب الآخر نجد ان السيسى فشل فى تحقيق أبسط الوعود الانتخابية التى قطعها على نفسه وهى توفير 1000 عربة خضار للخريجين للقضاء على البطالة ! ولم نرى إعتراضا وكأن الرجل لم يقل شيئا , ثم خرج علينا بجهاز علاج الايدز ومسرحية عبدالعاطى الشهيرة والتى انتهت الى ارشيف الصحف ثم المليون وحدة سكنية التى وقفت دون اية أسباب حقيقية وبعد ان فاصل وماطل مع شركات المقاولات لتقليل مدة انشاء العاصمة الجديدة خرج علينا كعادته بنبرته المعهودة مفيش .....

إن الشعب المصرى أرض خصبة للايمان بالشائعات وترويجها , قطاع عريض يعتمد على ثقافته من خلال التلفزيون والصحف الحكومية وجهل يسود قرى ونجوع مصر بالاضافة الى الفقر المعلوماتى فى الوطن العربى عامة , ووجود نظام جديدة يسمح بتصديق الاكاذيب ناهيك عن إعلام موجه يعمل بحرفيه على تغيير وتتغييب الشعب متى ارادا .

الفرق بين مرسى والسيسى أن مرسى لم يكن لديه ظهير شعبى ثابت وراسخ سوى جماعة الاخوان المسلمين بل جاءت شعبيته من الثورة ومناصرى الجماعة بل على العكس نرى الكثير من الناس ربط احداث الجماعات الاسلامية بالتسعينات بالاخوان لتشابه المظهر , بالاضافة الى المخزون الفكرى لدى عامة الشعب تجاة التيارات الاسلامية من تلقى المواد المناهضة للإسلامين خلال عقود متمثلة فى افلام وبرامج تظهر الاسلامى فى شكل ارهابى كاره لكل ما هو جديد رافض للديمقراطية عدو لأصحاب الديانات الاخرى .

أما السيسى فظهيره أقوى وأعمق فى عقول الشعب يمتد إلى عشرات السنين للوراء متمثلا فى الجيش الذى إستطاع مبارك على مدار 30 عاما ان يقنعنا بأن الجيش هو مصر ومصر هى الجيش , فهو الحارس والحامى وهو الحاكم وهو الذى يضحى من أجل الوطن ومن يعارضه فهو معارض للوطن بل يصبح خائنا وعدوا ولذلك كل حقائق السيسى وكوارثه لم يأخذها المتلقى على حساب السيسى بل الجيش هو الذى يعد وهو الذى يتحدث ولكن بلسان السيسى ولذلك كل الاكاذيب التى يروجها السيسى هى الحق لانه الناطق باسم الجيش والجيش لا يكذب.

وبعد سقوط مرسى إستطاع إعلام السيسى ان يأخذنا من موقع الثورة الى ركن المعارضة من مناهض للإنقلاب الى الرافض لأفعال نظام , وأستطاع ان يشتت الثوار وخاصة أبناء التيار الاسلامى تارة بالمحاكمات والاعدامات وأخرى بالقضايا الفرعية مثل الفتاوى الضالة وتكريم الراقصات كأم مثالية وحرق الكتب الاسلامية وتارة بالطعن فى صحيح السنة , فتشتت ابناء التيار الاسلامى بين مدافع عن مظلوم ومدافع عن السنة ورافض لفتاوى مشايخ السلطان تاركين نظام السيسى ينمو ويثبت أقدامه بكل اريحية ودون مزاحمة من أحد .