لماذا تسير مصر في دائرة مغلقة

ينظر الشعب المصري إلى الحكومة الحالية في توجس وريبة وتنظر الحكومة إلى الشعب في خوف من تجدد الثورة بشكل أكثر عنفا لتحقيق أهدافها المعلنة.....ونظرا لأن معظم المسئولين إما من بقايا النظام السابق أو من الذين تهدد الثورة مصالحهم فإن التغيير المطلوب لن يحدث بسرعة وتلقائية كما يريد الشعب ... ولا يوجد في تلك الحكومة من رجال الثورة إلا منتسب واحد تقريبا هو السيد عصام شرف مع أنه هو أيضا من وزراء مبارك السابقين فضلا عن أنه لا يملك القوة التي تمكنه من تحقيق أهداف الثورة.....وإذا فإن الخوف المتبادل بين الحكومة والثوار خوف طبيعي ومفهوم ومبرر...الثوار لا يريدون اتخاذ خطوات عنيفة خوفا من رد فعل عنيف غير محسوب يدخلنا في شبه ما يحدث في بلاد حولنا....والمجلس الأعلي للقوات المسلحة يريد أن تمر الفترة الانتقالية في سلام ولذلك يبتعد عن حل المشاكل الحالية بعنف قد يجلب عليه أحداثا لا يرغب فيها ...ولذلك يسوف في محاكمة المسئولين عن قتل الثوار.... والمجلس العسكري لا يجابه وزارة الداخلية حرصا على الاستقرار الهش للدولة...ولأن وزارة الداخلية في العهد السابق تضخمت وتضخم دورها نظرا لأن سياسة الدولة كانت معتمدة على النظام البوليسي والأمني فقد صارت وزارة الداخلية عصية على الانقياد أو التعديل أوالإصلاح بسهولة... وما هي القوة التي تستطيع إصلاحها؟... وهل تكون من داخلها أو خارجها؟... وهل يمكن لوزارة بقادتها وضباطها أن تصلح نفسها؟... ولحساب من سوف يكون الإصلاح؟.... وهكذا ندور في دائرة مقفلة تحتاج إلى حكمة في القرار..... والحكمة تتطلب التأني.... والتأني لا يعجب الثوار.....كما يبدو أن وزارة الداخلية والحكومة تضغطان على وزارة العدل وعلى القضاة لتأجيل محاكمات الضباط المتهمين بقتل الثوار بقدر ما يستطيعون انتظارا لأن تبرد الثورة أو يأتي الفرج ...كل ذلك وأركان النظام السابق يأخذون وقتهم لترتيب الأوراق وإغراء الشهود وانتظار المجهول ...وهو مجهول لنا ولهم وللحكومة وللمجلس الأعلى للقوات المسلحة وللشعب ...كل الدولة في انتظار المجهول