لماذا تريدون تغييب العقل ؟يادعاة العقلانية

لما تريدون تغييب العقل ؟يا دعاة العقلانية .
بداية يجب ان يعترف الملحدون ان عجزهم عن الاحاطة بالوجود الحتمي لخالق هذا الكون ومصرف اموره بهذه الدقة التي تثبتها النظريات العلمية التي يؤمنون بها راجع لعدم ادراك عقولهم لعظمة هذا الكون وخالقه وعدم قدرتهم على الاحاطة بكل الجوانب التي تحتم وجود الله في هذا الكون المتسق ولهذا فالايمان الغيبي بوجود الله الذي ينكروه علينا هو اعمق من ان تتصوره عقولهم القاصرة عن مجارات القدرة الالاهية في الاقناع الموجودة في كل دقائق الكون التي تثبتها نظرياتهم قبل غيرها لماذا لان العلم يوصل الى الحقيقة ولان الله هو الحقيقة المطلقة فكافة صنوف العلم لابد ان تصب في تاكيد وجود هذه الحقيقة .
قال ماكس ابلانك ((إن الدين والعلوم الطبيعية يقاتلان معاً في معركة مشتركة ضد الشك والجحود والإلحاد والكفر الذي لا يستسلم.. فلا شك أن الدين والعلم مرتبطان ارتباطاً مصيريًّا؛ لأنهما يقرران معاً مصير الإنسان وكماله، والمتدبر لأهداف الدين والعلم يجد أنهما متماثلان في الغاية ومتحدان في الهدف؛ لأن مصدرهما واحد وهو الله سبحانه وتعالى خالق هذا الكون.)) فهذا دليل من احد اعظم علماء البشرية على ان الله هو خالق الكون وبكل مافيه وهو في نفس الوقت هجوم على الملاحدة من قبل احد اعظم علماء البشرية السؤال لماذا نجد ان اكثر عباقرة العالم هم من يصلون الى الايمان بالله دون تاثير من احد كان يكون نبي او رسول بل يصلون الى ما يصلون اليه باستخدام عقولهم التي اثبتت نظرياتهم وانجازاتهم العلمية ان هذه العقول قادرة على فهم الكون ونظامه اكثر ممن يشكك في وجود الله خالق لهذا الكون ممن لاينظر الا تحت قدميه .
اليوم لفت انتباهي حركة قام بها احد اللاعبين اليابانيين ونحن طبعا نعرف ماهية الديانة التي يدين بها هؤلاء فبعد ان سجل هدفا في مرمى خصمه قام برفع اصابعه الى السماء وبحركة توحي انه يشكر السماء على هذا الهدف واذا علمنا انهم أي اليابانيين يعبدون الاها جالسا على الارض ولا مكان له في السماء فعندها سنعلم ان العقل الفطري لهذا اللاعب الانسان هو من قاده لمعرفة الاهه الحقيقي في لحظة من التفكير في العقل الباطن دون تدخل خارجي من رغبة او تفكير وهذا ما يمكن ان نعتبره الايمان الحقيقي الخالي من التاثيرات الحياتية أي الايمان الفطري للانسان بخالقه .
ان الذين يعتبرون العقل مجرد اوامر عصبية تحدد الافرازات التي تجعل الانسان يعيش في هذا العالم هم يقفزون على حقيقة ان هذا العقل هو المميز للانسان عن غيره من المخلوقات وهو المميز للناس فيما بينهم فقد نجد ان احدهم استخدم عقله لصناعة ما يفيد البشرية واخر استخدم عقله لتدمير البشرية والامثال على ذلك كثير فاذا اعتبرنا ان العقل هو عبارة عن الدماغ المادي أي الكتلة العصبية الموجودة في كرة العظام الذي تعلو الجسم ويسمى راس فاننا سنواجه بحقيقة علمية ان هذه الادمغة تتشابه فسيولوجيا بين الناس كلهم اذا لماذا يوجد هناك اختلاف في تفكيرهم وخصائصهم ان هذا الاختلاف جاء من العقل الروحي الذي يحرك خلايا هذا الدماغ المادية وهو بعبارة اخرى اعتقد انه الروح في شكلها المادي فهذا العقل هو مكمن الروح التي تحدد صفات الانسان الاخلاقية وقبوله او رفضه للبديهيات الحياتية التي تجعل منه كائنا بشريا له جانب روحي يجب ان يحترمه اذا كان يريد ان يحترم انسانيته وموقعه من الحياة فالعقل هو كيان الانسان في جانبه الروحي فلماذا نجد من ريد ان يغيب هذا العقل وخاصة في جانبه المؤمن بديهيا بوجود الله خالقه .
ان من يقول ان الموت هو موت الدماغ يغفل حقيقة وجود العقل الذي يحرك هذا الدماغ مما يجعله مختلف بين المخلوقات فدماغ القرد مثلا يشابه في تركيبه الفسيولوجي دماغ الانسان لكنه حتما يختلف في العقل الذي يحرك هذا الدماغ ولهذا نجد ان الانسان اذكى من القرد وان الانسان له جانب روحي على عكس القرد وهذا راجع لان عقل الانسان مسؤول من قبل خالقه وشرط المسؤولية ان يكون بهذه الكيفية الروحية على عكس القرد الذي لاتترتب على حياته أي مسؤولية ولهذا فهو كائن لايملك أي خيار الا العيش بصورة فطرية .
ان انيشتاين لم ينكر وجود الخالق بل انكر وجود ماعرفه من الاديان فعندما كان على فراش الموت توصل الى الحقيقة الغائبة عندما قال (( ان هذا الكون له خالق خبير )) لكنه ولانه لم يعرف الا الديانات التي تدخلت بها ايدي الناس وحرفتها عن جوهرها فلم يؤمن بها او لم تساعده على الوصول الى الايمان بالله ايمانا كاملا فلانه وارث الديانة اليهودية عارفا باخطائها ونواقصها فهو انكرها ولانه عاش مع الديانة المسيحية وعلم النواقص التي ادخلت عليها انكرها لكنه حتما لو كان قد عرف الاسلام بكل جزيئياته حتما كان سؤمن به وهذا حال كل العلماء ممن استخدموا عقولهم في التفكر بعظمة الكون ونظامه من امثال عالم البحار كوستو وغيره كثير .
الانسان بدون عقل لاشيء بل عالة على غيره ,و العقل بلا انسانية الانسان لاشيء بل عبارة عن عالة على غيره . فمثلما فقد الانسان للعقل يجعله مضرا للمجتمع عالة عليه فالعقل من دون انسانية مضر للمجتمع مجرما عالة عليه . وان من انسانية العقل التفكر في خلق الكون المجال الذي يعيش فيه هذا العقل ومن انسانيته ان يؤمن بانه اعلى قيمة من ان يكون نتيجة لتفاعلات كيميائية فيزيائية نتجت عن صدفة قامت بها اقل الحيوانات تركيبا على هذه الارض وان من انسانيته ان يؤمن بانه خلق على يد خالق عظيم انشاءه بهذه الكيفية التي وفرت له المجال ان يكون سيدا في محيطه .........