مواضيع اليوم

لماذا تخشى طهران أي تقارب روسي سعودي؟

خالد الأحوازي

2015-06-20 23:46:21

0

نّ القطيعة الروسية السعودية جراء دعم موسكو لنظام بشار الأسد المرفوض سعودياً أنتج تدهوراً في علاقات البلدين خلال الفترة الأخيرة. الفتور في العلاقات بين البلدين هيمنت عليه استخدام روسيا الفيتو في مجلس الأمن في قضية سوريا عام 2010. فحاولت طهران أن تستغل هذا التقاطع حتى بدا التقارب الإيراني الروسي بعد أزمات الربيع العربي وكأنّ طهران و موسكو صارا يتّبعان سياسة واحدة تجاه المنطقة العربية. لكن اليوم بعد عودة المياه الى مجاريها بين الرياض وموسكو يبدو أن طهران باتت تخشى أي تقارب بين البلدين ولعدة اعتبارات سياسية وإقتصادية وحتى عسكرية.

hdvhk

بعد أن طغت أزمة انخفاض أسعار النفط وما تترتب على ذلك من مخاطر للإقتصاد الروسي توجه الروس نحو الرياض لعلّهم ينقذون موسكو من ورطتها و لاحظنا مؤشرات تعاون روسي سعودي في مجال العمل على ارتفاع أسعار النفط وقد بدأ هذا التعاون ملحوظاً لو نظرنا للفريق النفطي الذي رافق ولي ولي العهد السعودي الى موسكو وما نتج من اتفاقيات نفطية بين البلدين يعكس تفاهماً روسياً في مجمل القاضايا التي كانت عالقة بين الجانبين. العمل في مجال توازن نفطي بين روسيا والسعودية يقلق طهران من تهميشها في سوق النفط حيث إنّ أي تقارب قد يحدث بين الجارة الشمالية والأخرى الجنوبية لإيران يجعل طهران خارج التحكم بأسواق النفط.

الاتفاقيات الثنائية في المجال الاقتصادي و السياسي الذي وقّعها الأمير محمد مع المسؤولين الروس قد ينعكس سلباً على نفوذ طهران في المنطقة العربية خاصة لو حصل تفاهم بين موسكو والرياض في قضايا سوريا واليمن والعراق و لبنان و هذا ما بدأ يزعج طهران و يهدد نفوذها لو كُتب لمثل هذا التقارب أن يحدث لكن طهران لا تريد أن يكتب للتوافق الروسي السعودي لانها قد تخسر بعض نفوذها رغم حصولها على وعود و صفقات مغرية من الغرب. إذا ما دخلت طهران في تحالف مع الغرب ضد موسكو قد يقرب ذلك الرياضمن موسكو المنزعجة من تقارب طهران مع الغرب ويبعد في نفس الدرجة طهران من موسكو إلا أن خسارة طهران لروسيا الجارة الشمالية الأهم قد

التنازل الروسي للسعودية نتيجة النفط

تنازل روسيا للعرب

ينعكس داخلياً على إيران. فقد نشرت وسائل الإعلام الإيرانية التي نقلت الأخبار المتعلقة بزيارة محمد بن سلمان ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي الى موسكو امتعاضاً من التقارب الروسي السعودي نشرته بصورة مقالات تحليلية و أخبار على رأس صفحاتها الأولى يشير بمجمله أنّ هذا التقارب سوف لن يكتب له النجاح.

لا شكّ أنّ التقارب السعودي الروسي مهم لأنه يتزامن مع وصول أزمات الشرق الاوسط الى نقطة حساسة للغاية حيث أنّ هذا التوافق أيضاً يأتي مع تقدم التقارب الايراني – الغربي في الملف النووي لكن هل هذا يعني أنّ التقارب سيحدث تغييراً في خارطة التحالفات خاصة إذا ما أخذنا بعين الإعتبار القسم العسكري في التقارب الروسي السعودي و الذي تخشى طهران أن يتحول الى تهديد لأمنها بسبب تزويد روسيا صورايخ إس 300 و إس 400 للسعودية وأيضاً بناء 16 مفاعل نووي للسعودية. فإيران قد تخرج من السرب الروسي بسبب هذا التقارب المحتمل و صارت تدخل في السرب الغربي لو وقعت على التوافق النووي وبالنسبة للسعودية التي أخذت مساراً يقربها الى موسكو ويحفظ علاقاتها بالغرب بنفس الدرجة ويساعد على معالجة المشاكل في المنطقة والتي تعتبر طهران جزءاً منها وهذا مايقلق طهران.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات