بسم الله الرحمن الرحيم
متدرجة من الوجوب إلى الندب ومن ثم للإباحة
أليس من الغريب أن تستهوينا المرويات أكثر من الآيات !!
منذ أن
فيما بين
(( يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وُتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون )) النحل 111
العـــــــــــام :
هو حكم واضح وصريح بنص في أصل الأصول يتسع لفظه ليعم ويشمل الناس جميعاً
(( والسارق والسارقة فإقطعوا أيديهما جزاء ً بما كسبا )) المائدة 38
فله شقان (( خاص مستقل )) مثل حكم الربا
(( وأحل الله البيع وحرم الربا )) البقرة 275
(( من كفر بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان )) النحل 106
.
وكان رجال السدنة كلا ً حسب زمانه ومكانه وبيئته وظروفه الحياتية يتعددوا في الآراء حول الموضوع الواحد .. وأيضا ً كلا ً كان يبدي رأيه حسب مفهومه الشخصي والذي بموجبه ُيصدر فتواه إلى الناس .. ويؤثر فيهم وخصوصا ً البسطاء .. كون كلامه يحمل الصبغة الدينية والتي توجب التكلفة .. خصوصا ً وأن هذه الصبغة الدينية قد سبق وأن صبغ بها الفات ِ نفسه بحكم وموجب ما تلقاه من علم على يد علماء توارثوا علومهم أيضا ً ممن سبقوهم وصبغوا نفسهم بتلك الصبغة
وهنا مكمن الخطر
حيث
كيف لنا نحن العوام من الناس والبسطاء من غير ذي المؤهلات أن نفرق بين حكم ديني .. و رآي .. حيث إختلط في مفهومنا أن كلاهما طالما منطوق بإسم الدين ، فهو مرسل من ِقبل الله تعالى ؟؟
ومن يقوى على إنكار ماهو معلوم من الدين بالضرورة .. إلا الكافر والعياذ بالله ..
لكن
ماهو الضروري العلم به من الدين حتى لا ننكره ونكفر حينذاك بنكرانه ونحن نعلم ؟؟
ساقنا الجهل بأسس الدين الحق وأحكامه كالقطيع وراء فكر بعينه وتأويلات وتشدادت وتعصب أعمى سحبنا نحو نزعات بشرية مقدسة لا طائل لنا منها سوى دماء مراقة على الرمال ُتروى بها أرض مستقبل فلذات أكبادنا ، نزعات تعصبية تروي روايات وتتقول بأقاويل وتبدي أراء تلوي معها عنق حقائق الآيات القرآنية لصالحها .
وبتنا نصبح ونمسي على ترديدها كالببغاوات ، نربطها بكل صغيرة وكبيرة في أمورنا الحياتية "" بدء ً من دخول الخلاء حتى الممارسة الزوجية "" ، وتأثرت بها سلوكياتنا دون وعي لمقصدها الحقيقي .. هذا إن كان لها من الأصل مقصدا ً .
ومن منا يكلف نفسه عناء البحث عن الدليل الشرعي ولدينا من يقوم بذلك عنا ونأخذ منه بإعتباره أدرى
ولكن
لم يجشم أيا ً منا نفسه عناء السؤال حول الذي نأخذ منه العلم الديني من أين تحصل على علومه ؟؟
وبالتالي سار الغالبية من العوام يقدسوا ما يكتب لهم ويستمعوا إليه منقولا ً عبر عنعنات أهل العلم تصل منتهاها عند الرسول الكريم ، لذا وخشية مخالفة ما أتى به الرسول بدأت مراحل التقديس والقدسية لتلك الأراء والأقاويل .
وصل الأمر للتقول بأقاويل نسبت للرسول الكريم وهو منها براء كونها تتنافي والرسالة المكلف بتوصيلها للناس .. إستخدمها القائل ونسبها للرسول لممارسة السيطرة على الناس وطلبا ً لإذعانهم
أقول :
أن الخطورة تكمن حينما نستخدم الدين لتزييف الحقائق وتغيب وعي العامة من الناس لصالح فكر بعينه أو هدف فئة تطلب أن تمتد لهم السلطة علينا ، أو لصالح مرويات يسعى البعض جهدهم لإثباتها ولو بلي عنق الآيات والحقائق العلمية .
وتتوالي السنين
وتذدهر الثقافات المختلفة فينا وتنمو مع التطور العلمي والتكنولوجي وبات يخشى رجال السدنة على سلطويتهم من هذا النمو العقلي والعلمي والفكري ، فإزدادت البدع والتكلفات والتكليفات وكثرت المحرمات وظهرت الرمزيات والمظهريات الشكلية وإنتشرت عدوى التفيقه بيننا بصفة مطردة حتى يأمنوا إستمرارية نفوذهم وسلطانهم علينا .
والعجيب إننا نرى بأم أعيننا العوام وهم منقادين خلفهم رغم الإختلاف الواضح في آرائهم حول المعنى والمضمون والمتن لأي موضوع كان أو مسألة لسائل .
لكن
الأسف كل الأسف أن إعتبر العوام من الناس لبساطتهم تلك الآراء بمنزلة كلام المعصوم صلى الله عليه وسلم ، وبما إنه لا ينطق عن الهوي .. فهذا الكلام من عند الله عز وجل.
ثـم
يأتي دور الخوف الذي ينتاب البعض من علمائنا أن يتهم بالخروج عن المألوف إذا أبدى وجه حقيقة يراها متى كانت غريبة ً ، لذا فهو يتحاشى حتى التلميح عنها ولو من بعيد .
ولنا هنا أن نتساءل
لماذا تتعدد الآراء هكذا حول الموضوع الواحد متدرجة من الوجوب إلى الندب ومن ثم للإباحة ؟؟
ألم تجد الإجابة لهذا التساؤل حتى الآن من السبل كي تصل لعقولنا
لتقول
بأن هذا التعدد في الرآي حول موضوع بعينه يختلف في فهمه أهل العلم دليل على أن النصوص الشرعية الثابتة لم تقطع بصحتة
هذا مما يفرض علينا ألا نقبل أي رأي إلا بدليله الشرعي مهما تعرضنا في ذلك للوم اللائمين
ومن هنا
سندلف داخل دهاليز فكرنا الجمعي ونحصل منه على أمثلة لما قلنا :
هناك ميل لبعض المشتغلين بالعلم إلى تحريم المباح والإنقطاع عن مباهج الدنيا بدواعي الخشوع والورع ، وما أكثرهم على منابر الزوايا والمساجد ، يوعزوا للناس بصحة أقاويلهم ، وما أكثر من يستمع لخطبهم من البسطاء .. ويصدقهم القول
وسنضرب مثال بسيط لما هو موجود بالأثر ويعاد ويزاد في تكراره من أعلى المنابر وبصوت جهوري وواضح وجلي :
عذاب القبر ونعيمه
تستمع للمتحدث بإسم العلم الديني وهو يخطب فينا خطبته الإسبوعية
مرهبا ً تارة ومرغبا ً أخري .. ويتكلم مرغبا ً في ترك ما سخره الله لنا من مباهج الدنيا الزائلة والعمل لأخرتنا وترك دنيانا .. معددا ً مزايا الأخرة حول الجنة ونعيمها والحور العين والولدان المخلدون وأنهار الخمر لذة للشاربين وغيرها مما َمن الله عز وجل به من نعم على تارك الحياة التي خلقها له بالأصل " والمهم أن هذا المتكلم يستخدم من نعم الحياة ومباهجها ما لايستخدمه المستمع إليه ".. ثم ينتقل بك للترهيب من تلك الحياة المرفهة إلى القبر ونعيمه ثم عذابه ، ويتكلم بإستفاضة وكأنه سبق وأن أقام مع الميت في قبره ورآى ما رآى وجاء ليوعظنا ويخبرنا عن النعيم تارة وعن العذاب أخرى .. لن أتكلم عن الثعبان الأقرع .. ولا عن ضرباته التي تغوص بالميت سبعين ذراعا ً تحت الأرض .. ولن أتكلم عن موقف هذه المرويات المتعلقة بعقول الناس يتحدثون بها فيما بينهم وكإنها حقائق " رغم إنها تؤخذ علينا من الغاويين ".. ولن أتكلم عن أسس مبناها في ثقافتنا الدينية ..
ولكني سأتساءل والسؤال موجه للسادة السدنة من أهل العلم
هل هناك في كلام الله وهو أصل أصول الأحكام والتشريعات ما يدل على ذلك الثعبان الأقرع .. ؟؟ !!
وهل هناك ثعبان بشعر وآخر أقرع ؟؟
وما أكثر الدلائل والأدله
لن أقول لكم سوى :
وإلى لقاء أخر بإذن الله
سنستمد فيه قوتنا من كلام الله تعالى ونواجه أنفسنا بالمشاع في عقيدتنا السمحاء بما لا يتفق والعقل ويتوافق مع منطقه ولا يرتبط بدليل نابع من أصل الأصول(( يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم )) المائدة 54
تقبلوا تحياتي
التعليقات (0)