لماذا تأخر المغرب في تعيين سفير له بباريس؟
عبـد الفتـاح الفاتحـي
على الرغم من التصريحات التي تؤكد على جودة العلاقات المغربية الفرنسية، إلا أن التأخير الطويل في تعيين سفير للمملكة المغربية في فرنسا لا يزال يطرح الكثير من التكهنات.
فبالنظر إلى أهمية باريس في العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية التي تجمع البلدين، لاسيما وأن المغرب مرتبط بالكثير من العلاقات الاقتصادية حيث تعد فرنسا الشريك التجاري الأول للمغرب داخل الاتحاد الأوربي، ومن الناحية السياسية فإن فرنسا تؤيد الموقف المغربي من قضية الصحراء داخل مجلس الأمن الدولي.
وفقا لهذه الحيثيات فإن الطبيعي أن تسرع هذه الارتباطات تعيين المغرب لسفير جديد له في باريس خلفا لمصطفى الساهل الذي عين مستشارا للملك، إلا أن واقع الحال قد تجاهل الارتباطات الاستراتيجية الكبيرة بين المغرب فرنسا، الأمر الذي يكشف عن وجود أزمة سياسية عميقة بين البلدين، لم تنضج بعد عناصر حلها وهي متروكة للزمن.
وإذا كانت بعض التكهنات قد ربطت قضية تعيين سفير جديد للمملكة المغربية على رأس سفارة المغرب في باريس إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الفرنسية، والتي توجت بوصول فرانسوا هولندا رئيسا على فرنسا.
إلا أنه بعد تعيين شارل فريس المستشار الدبلوماسي للوزير الأول الفرنسي فرانسوا فيون سفيرا جديدا لفرنسا بالمغرب ظهرت تكهنات أخرى تقول بأن تعيين سفير مغربي جديد في باريس سيتأجل إلى ما بعد ذكرى عيد العرش.
إلا أن تكهنات أخرى أرجعت تأخر المغرب في تعيين سفيره بباريس إلى اختلاف وجهات نظر حول الأسماء التي اقترحها المغرب لشغل هذا المنصب، ذلك أنها لم ترض كلها بالقبول لدى الجانب الفرنسي.
و في ظل هذا ارتباك الدبلوماسية المغربية في تدبير طبيعة علاقاتنا السياسية بحليفنا الأساسي كفرنسا، فإن في ذلك مغامرة غير محسوبة لا سيما على مستوى قضية الصحراء.
وإن تكن العلاقات بين البلدين مثالية ، فيما يخص المستوى السياسي والاقتصادي، إلا أن انعدام قنوات التواصل بين البلدين على قدر المستوى سيطرح الكثير من التحديات، وقد بدأت معالم ذلك واضحة مسارعة الجزائر تهيئة الظروف لاستقبال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند خلافا لما جرت به الأعراف الدبلوماسية في فرنسا أن يحظى المغرب بأول زيارة يقوم بها كل رئيس فرنسي جديد خارج البلاد.
والأكيد أن العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وفرنسا قد عرفت نوع من الفتور، لأسباب غير واضحة في عهد سفير المغرب بفرنسا مصطفى الساهل، واستمر الوضع كذلك بسبب تأخر المغرب في تعيين سفير جديد له بباريس.
التعليقات (0)